إن موقف قادة الكورد “عامة” بعيداً عن الشعب الكوردي؛ كلهم يعادون الدولة العراقية والحكومة المركزية ويتمنون سقوطها بيد البعثيين مرة أخرى رغم كل ما عانوه من عصابة البعث الصدامي, فهم اليوم يأوون القتلة منهم والمجرمين والمدانين في المحاكم العراقية في فنادقهم الفخمة ويقدمون لهم كافة أشكال الحماية والرعاية ويستعينون بهم في محاربة سلطة بغداد أو حكوماتها المتعاقبة وعرقلة مشاريعها, تلك الحكومات التي لا تستجيب لابتزازهم واستغلال ظروف معينة خطيرة يمر بها العراق وشعبه؛ إن السيد “فؤاد معصوم” لا يختلف عن سلفه “جلال الطالباني الذي كان يتحجج بتوقيعه على معاهدة رفض الإعدام ولكنه كان يبيح إعدام أبناء قومه في معاركهم الداخلية مع البرزانيين حيث راح ضحية صراعهم الداخلي الآلاف من أبناء الشعب الكوردي وإعدام الكثير من الأبرياء منهم؛ لذا فإن السيد “فؤاد معصوم” لا يكن أي نوع من الإخلاص للعراق وشعبه ودماء ضحاياه بل ينحاز إلى النزعة الانفصالية وإلى شعبه الكوردي! وسوف يستغل فترة رئاسته هذه لخدمة قوميته بعيدا عن العراق وشعبه؛ ولا أهم من خدمة الاستعانة بالبعثيين الصداميين وعدم إغاظتهم والموافقة على قرارات إعدام القتلة منهم؛ لئلا يتمردوا عليهم ويخسروا حليفا وحيداً مؤثرا في سير العلاقات بين الإقليم والمركز؛ إن أكثر المحكومين بالإعدام إذا استثنينا “الصدريين”! قد اعترفوا بقيامهم بالجرائم البشعة وبالجملة وبدون أي ضغط أو تعذيب وكانوا يدلون باعترافاتهم أمام الناس وهم بكامل لياقتهم ورشاقتهم ويبدو عليهم الارتياح والرضا وقبول حكم الإعدام فيهم لأنهم أعدموا الناس بشتى الطرق وبالأسماء الصريحة وذكر أماكن الجريمة وهم غير نادمين على ما فعلوه!!؛ فلا يحق لفؤاد معصوم أو الطالباني التشكيك على الأقل باعترافات المجرمين أنفسهم!! من ناحية أخرى إن عدم المصادقة على قرارات الإعدام بحق المجرمين الإرهابيين هو من الحفاظ على العلاقات مع عصابات البعث الصدامي للتعاون معهم على استلام الحكم في بغداد وخوفا من انقلاب القوميين والبعثيين الصداميين بما يتمتعون به من قوة المؤيدين لهم في العراق لأن ينقلبوا عليهم في حال التصديق على قرارات الإعدام من قبل رئيس كوردي!! رغم كل ما فعل البعثيون الصداميون بالشعب الكوردي من مذابح ومجازر ودفنهم في مقابر جماعية مجهولة لحد الآن.. وهي لعبة مكشوفة وموقف مخز يتخذه رئيس جمهورية الكوردي في العراق وما على الشعب المجروح الآن إلا أن يقف وقفة واحدة ويتظاهر بقوة ليعطي السند للحكومة للمطالبة بتنفيذ قرارات الإعدام وإجبار”معصوم” وغيره من المتاجرة أو المساومة بدماء أبناءنا الأبرياء في السابق وإلى الآن ولا ندري إلى متى تبقى دماءنا رخيصة وكرامتنا مهانة ومصيرنا مجهول مع أولئك العملاء الجبناء..
المطلوب من السيد رئيس الجمهورية “فؤاد معصوم” أن يبين لأبناء الشعب العراقي المعتدى عليه بالقتل والذبح والحرق! أسباب “عدم حصول قناعته”!! وكيف ولماذا أن “القضاة مخالفين لمهنية القضاء؛ وأنا لا أضعهم ضمن دائرة الاتهام”!!؟
والإسراع باتخاذ قراره الذي يراه مناسباً وفق وجهة نظره ليقول الشعب كلمته في المجرمين القتلة ويأخذ حقه بيده ويصادق على “إعدامهم” بعيدا عن المتآمرين والمتخاذلين.