منذ 20 سنة مضت، وكان ذلك في السودان، طرأت على أسامة بن لادن فكرة، مما “لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر” وهي اغتيال الرئيس المصري آنذاك، حسني مبارك، بطريقة سهلة ومضمونة النتائج: يحلق طيار بن لادن الخاص بطائرته من الخرطوم ويصطدم بها بطائرة الرئيس المصري الأسبق وهو متجه في أغسطس 2005 إلى السعودية للمشاركة بجنازة الملك فهد بن عبد العزيز.
ووفقا لموقع العربية نت فإن هذه المعلومات كشف عنها يوم الجمعة الماضي مصري حاصل على الجنسية الأميركية، ووردت ضمن شهادة أدلى بها في محكمة بنيويورك تتداول جلساتها منذ أسابيع بشأن خالد الفواز الذي يتهمه الادعاء الأميركي بالمشاركة في تنظيم “القاعدة” منذ كان بن لادن يقيم في السودان بدءا من 1991 حتى مغادرته في 1996 الى أفغانستان، وبتآمره في تفجير سفارتي الولايات المتحدة في 1998 بكيينا وتنزانيا، حيث قتل 224 بالتفجيرين، بينهم عدد من الأميركيين.
وكان طيار بن لادن الخاص في تلك الفترة هو الأميركي من أصل مصري، إيهاب محمد علي، المولود في 1963 بالإسكندرية، والمعروف كعضو في “القاعدة” منذ تعرف إلى بن لادن قبل 25 سنة في “مضيفة” خاصة بتنظيم “القاعدة” في باكستان، حيث أقسم بالولاء له كزعيم للتنظيم الإرهابي
وكان إيهاب هاجر إلى الولايات المتحدة مع أسرته حين كان عمره 11 سنة، حيث أقامت العائلة في نيويورك قبل أن تنتقل الى ولاية فلوريدا، وهناك أخذ دروسا على الطيران وتدرب 13 ساعة بينما كان في المدرسة الثانوية، وفي الوقت نفسه كان يحضر دروسا دينية في 1987 بأحد المساجد، حين بدأ اهتمامه بالقتال في أفغانستان ضد قوات الاتحاد السوفياتي السابق.
بعدها في 1988 سافر الى باكستان، وخضع في 1990 للتدريب في معسكرات “القاعدة” وبنهاية العام سافر الى السودان، حيث تابع نشاطه مع “القاعدة” وبن لادن الذي موله بمبلغ 9 آلاف دولار للتدرب في 1993 على قيادة الطائرات، حتى أصبح قائد طائرة خاصة يملكها بن لادن هناك، ففكر زعيم “القاعدة” بعد عامين باستخدامه كأداة لاغتيال مبارك، عبر صدم طائرته الخاصة بطائرة الرئيس المصري، وفاتحه بالفكرة.
أبلغه أن الرئيس المصري قد يسافر الى السعودية للمشاركة بجنازة المالك فهد، بحسب ما أوردت وكالات للأنباء أمس السبت، ومنها أسوشييتدبرس، وقال للطيار موسوسا له بالفكرة: “إذا أتيحت لي الفرصة سوف أحطم طائرته بطائرتي الخاصة” ففوجئ إيهاب محمد بما سمع، على حد شهادته الجمعة في نيويورك، وقال لمحكمتها: “لقد فاجأني الأمر، وقلت، حسنًا، ألن يكون هذا انتحارا” ؟ فرد بن لادن وقال: “حسنا، وبذلك تكون شهيدا”.
وتابع إيهاب في شهادته أن مكابح طائرة بن لادن الخاصة كانت رديئة، واصطدمت في 1995 بنهاية مدرج مطار الخرطوم عندما كان يتدرب على قيادتها، وهو حدث تم تسجيله وتنشر عنه “العربية.نت” صورتين حقيقيتين كانتا في ملف سري لدى وكالة الاستخبارات الأميركية “سي.آي.ايه” ثم أفرجت عنهما للاطلاع. بعدها في 1996 عاد الى الولايات المتحدة وأقام في فلوريدا، حيث تم اعتقاله ويقضي الآن عقوبة بالسجن 10 سنوات.