ومنذ صيف العام الماضي نجح داعش في زيادة الاستقطاب الطائفي في العراق بين السنة والشيعة، حيث أقدم المتشددون على إعدام مئات من أبناء الطائفة الشيعية في مقابل تسجيل حوادث عنف طائفية ضد السنة على يد مقاتلين شيعة موالين للحكومة.
ويجد داعش ضالته في المجتمعات المنقسمة او تلك التي تشهد نزاعات ويعمل على تعميقها ليفرض سيطرته عليها شيئا فشيئا ويطبق عليها نظرته المتشددة للشريعة.
وكانت أولى بوادر التوتر بين الكورد والعرب السنة قد طفت على السطح في آب الماضي عندما اجتاح متشددو داعش مناطق يسيطر عليها الكورد في نينوى وديالى.
وتحدث الكورد عن “خيانة” بعض العرب السنة للقوات الكوردية وضربها من الخلف عند بدء هجوم داعش عليها وسيطرته على تلك المناطق.
لكن الدور جاء هذه المرة على السنة الذين فتحوا باب الاتهامات على الكورد وقالوا إن البيشمركة تتبع “سياسة الأرض المحروقة” في حرب استعادة المناطق التي يقطنها العرب السنة في نينوى.
وقال النائبان العربيان عن نينوى عبد الرحمن اللويزي وأحمد الجبوري في مؤتمر صحفي الاربعاء إن عملية عسكرية بدأت صباح اليوم في محور سد الموصل وتم تحرير قرى، وانة، وتل الذهب واسكي.
وأشارا الى ان تلك القرى تقطنها اغلبية من العرب السنة وأنه سقط عشرات المدنيين نتيجة القصف العشوائي الذي رافق دخول قرية اسكي من قبل قوات البيشمركة.
واتهم النائبان القوات الكوردية باتباع “سياسة الأرض المحروقة من اجل التغيير الديمغرافي لهذه المناطق وهدم دور المدنيين”.
لكن العضو الكوردي في البرلمان العراقي عن محافظة نينوى محسن السعدون نفى “سقوط مدنين بتحرير القرى التي كانت تحت سيطرة داعش في الموصل”.
وقال في مؤتمر صحفي ان القوات الكوردية حررت 300 قرية خلال شهر واحد، مشيرا الى ان العملية العسكرية التي قامت بها قوات البيشمركة صباح اليوم لم تستهدف المدنيين.
ولفت النائب الكوردي الى ان “عدد المدنيين في قرية اسكي الموصل قليل جدا”، مشيرا إلى أن أي “خطأ قد يحدث في العمليات العسكرية غير مقصود”.
وشنت قوات البشمركة الكردية، بدعم من ضربات جوية للتحالف الدولي، هجوما واسعا اليوم ضد تنظيم “داعشة” في محيط سد الموصل، واستعادت قرى كان التنظيم يستخدمها لشن هجمات.
وأفاد بيان لمجلس الأمن القومي الكوردي بأن “قوات البشمركة شنت هجوما واسع النطاق ضد داعش في مناطق متفرقة في الجنوب الشرقي والجنوب الغربي من سد الموصل”.
وأضاف أن القوات الكوردية تمكنت “من تطهير قرى تل خضر واسكي موصل وكهرش وجمرود” الواقعة على بعد نحو خمسة كيلومترات من السد، مشيرا إلى تواصل العملية العسكرية لاستعادة قرى اخرى من التنظيم.
وفي تصريحات سابقة قال رئيس إقليم كوردستان العراق مسعود بارزاني إن العرب الذين شاركوا داعش جرائمهم واصبحوا عوناً لهم وارتكبوا جرائم بحق المكونات القومية والدينية في المنطقة وخاصة الأيزديين والمسيحيين، هم مسؤولون عن جرائمهم وهم شركاء داعش في الظلم والجريمة.
لكن بارزاني شدد في الوقت نفسه على ضرورة “التآخي بين الكورد والعرب الذين يؤمنون بالتعايش المشترك ولم يكونوا على علاقة مع إرهابيي داعش”.
واثبتت القوات الكوردية فاعليتها الميدانية على الأرض وأثارت إعجاب الغرب والولايات المتحدة حتى ان المسؤوليين الغربيين قالوا إن الكورد وحدهم أسقطوا “أسطورة داعش”.
ويحاول المتشددون استمالة سكان المناطق التي يسيطرون عليها وهم من العرب السنة لمحاربة القوات الكوردية.
وتمكنت البيشمركة على مدى الأشهر الاخيرة من استعادة الغالبية الساحقة من المناطق التي خسرتها لصالح داعش في آب الماضي. وأبدت استعدادها للمشاركة في تحرير الموصل.