الريال السعودي يستقطب الساسة العراقيين .. واحزاب سياسية تحج للرياض

    لم تترك بعض الأحزاب السياسية طريقاً يوصلها إلى السلطة والمال إلا سلكته حتى وإن كان متعارضاً مع توجهاتها في كثير من الأحيان وهو ما حدث بالفعل مع أحزاب وقوى سياسية بدأت تلهث وراء المال السعودي بعدما نفدت الاموال العراقية نتيجة فسادهم الكبير .
    اغراءات آل سعود اتسعت لتشمل أحزاباً شيعية كانت اصواتها عالية ضد سياسة ونهج السعودية التكفيري والمناوئ للنظام الجديد في العراق لاسيما بعد عام 2003 ، الأمر الذي أثار استياءً شعبياً نتيجة لذلك النفاق السياسي الذي أخذ اتجاهات متعددة .
    مراقبون وصفوا هذا التحول السياسي ازاء التمجيد بالنظام السعودي بالمعيب والمنافي للثوابت الوطنية، لاسيما بعد تبني بعض القوى دعوات تطبيع العلاقات مع المملكة تحت يافطة الاخوة الاسلامية والدول الشقيقة دون أية مراعاة لدماء الشهداء التي اريقت بسكين التحريض والتكفير السعودي.
    رئيس كتلة صادقون النائب حسن سالم وصف في تصريح لـ(المراقب العراقي) بعض الاحزاب والقوى السياسية بأقزام ال سعود وأدواتهم لتنفيذ مشروع ال سعود التخريبي في العراق ، لافتا الى ان بعض القوى الشيعية انخرطت بهذا المسار وتحولت الى أداة وصوت عالٍ لتمجيد السعودية مقابل حفنة دولارات بائسة بعدما شعروا بالخطر نتيجة للتقشف والأزمة المالية التي يعاني منها العراق بسبب فسادهم .
    سالم ابدى استغرابه من التنصل عن الجراحات والأزمات الكبيرة التي سببتها السعودية للشعوب الاسلامية عموما والعراق خصوصا من خلال قصف المدنيين ودعم الارهاب الذي راح ضحيته آلاف الشهداء والجرحى وتدمير البنى التحتية ومدن كاملة.
    سالم أضاف ان الخدعة السعودية – الامريكية انطلت على بعض القوى لاسيما الشيعية التي ترغب بالحصول على مكاسب فئوية والتبجح بشعار اطلاق صفحة جديدة دون الأخذ بنظر الاعتبار دماء الشهداء واحترامها فضلا عن عدم ادراك خطورة المشروع الذي تسعى من خلاله السعودية للهيمنة على القرار السياسي والأمني والاقتصادي في العراق بغطاء أمريكي .
    سالم اوضح ان تطبيع العلاقات مع السعودية يجب ان يتم بشروط وهي اطلاق فتاوى تفند القديمة التي اباحت دماء الشيعة ودفع تعويضات لعوائل الشهداء اضافة الى تعويض العراق عن الدمار الكبير في بناه التحتية نتيجة للمفخخات والانتحاريين الذين ارسلتهم للعراق والمثبتة بالوثائق ، مبينا ان الدم الأمريكي ليس أطهر من الدم العراقي والجميع يعلم ان ترامب اجبر السعودية على دفع أكثر من 400 مليار دولار مقابل غض النظر عن قانون “جيستا” الذي يجيز للولايات المتحدة المطالبة بتعويض ضحايا تفجيرات ايلول .
    الى ذلك أوضح المحلل السياسي حافظ ال بشارة لـ (المراقب العراقي) ان انشاء علاقات متينة مع دول الجوار أمر جيد لكن هذا لا ينطبق على السعودية بسبب انتهاكاتها الكبيرة المثبتة بوثائق وأدلة كونها موّلت عصابات القاعدة وداعش الارهابية ووفرت لهم تغطية اعلامية متميزة لتنفيذ جرائمها.
    آل بشارة لفت الى انه بالأمس القريب كانت المؤسسة الدينية السعودية تحرّض على الشيعة وتستبيح دماءهم وتكفّرهم واليوم تريد بعض الجهات والقوى التي اشتراها الريال السعودي تطبيع العلاقات مع هذا النظام الارهابي التكفيري بكل المقاييس .
    ال بشارة حذّر من هذه القوى التي تحوّلت الى أدوات مطيعة لتنفيذ اجندات ال سعود وأهمها غض النظر عن جرائم السعودية وعدم رفع دعاوى قضائية في المحاكم الدولية والتي ستكلف آل سعود مئات المليارات من الدولارات وبالتالي فأنها عقدت العزم على شراء أحزاب وقوى مؤثرة على مركز القرار العراقي وبالفعل نجحت بذلك.

    شاركـنـا !
    
    التعليقات مغلقة.
    أخبار الساعة