دعا المرجع الديني المجاهد سماحة آية الله العظمى الشيخ جواد الخالصي (دام ظله)، الجمعة، الشعب العراقي لتخليص البلد من فتنة العملية السياسية التي رسمها الاحتلال، فيما أكد على ان ما تحتاجه الأمة في الحقيقة اصبح ضحية مخططات الاحتلال والعملية السياسية والانتخابات الفاسدة.
وبعد الحمد لله والثناء عليه بما هو أهله، نبه سماحة المرجع الخالصي(دام ظله) خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 4 شعبان 1439هـ الموافق لـ 20 نيسان 2018م، إلى ضرورة ارتباط الانسان بالله ومصيره الذي لا ينبغي ان ينسى خصوصاً في قول امير المؤمنين (ع): اللهم لا تخلني من يدك ولا تتركي لقاً لعدوك ولا لعدوي، وما فيه الضياع والخسران للإنسان حين يبتعد عن رحمة الله وهدايته.
وأضاف: فالمنطق الأهم لصيانة الأمة هو بصيانة الفرد والإنسان وبناء الذات وبناء الانسان، وهذا يكون بصون البشر من الانسياق خلف الدعوات الفاسقة والشهوات التي يثيرها الاعداء كما نلاحظ في مسألة نشر الخمور والمخدرات والملاهي والتبرج والسفور واستيراد كل ما هو خليع وكل ما هو فاسق، هذا ما ينبغي ان يقف في وجهه العلماء وان يعملوا على كشفه للناس، وان يدعو الناس جميعاً إلى الثبات على الحق، والعودة إلى الاخلاق الاسلامية الحقيقة الصادقة حتى تتمكن الامة من النهضة، ولكي نقترب من الفرج ولكي تزال هذه الغمة ان شاء الله.
وأوضح ان النقطة المركزية في كل هذا هو الثبات على الخط والهدى والالتزام بالمسيرة، فمن يكن مع آل بيت رسول الله (ص) هو الذي يلتزم بخطهم ولا ينحرف عن هذا الخط العظيم الموصل إلى طاعة الله وعبادته. وأصل ذلك كما هو معلوم العمل بشرع الله تعالى، وعدم الاحتكام إلى غير الله تعالى من الطواغيت أو الانظمة والافكار الوافدة، وهذا ما نراه ويعصف بأكثر الناس في هذا الزمان، وعدم اتباع مخططات اعداء الاسلام، كما نلاحظ في بلادنا وفي بلاد المسلمين الأخرى، وان نعمل من أجل الوحدة التي هي أهم المقدسات بعد عبادة الله تعالى وتوحيده.
وتابع سماحته (دام ظله) على ان ذلك قد تجلى الابتعاد عن ذكر الله تعالى وعن الثقة به والعمل بشرعه في هذه الدعايات التي تجري هنا وهناك وبإشاعة الفاحشة وانتشار الرذيلة والصور الهابطة، والممارسات الخاطئة التي يقوم بها الكثير من الناس في زماننا هذا، وبحجة العملية السياسية والانتخابات، فإن الفاسد لا يؤدي إلا إلى الفساد كما نلاحظ هذا بشكل واسع في هذه الايام، مع ما يوجد من خسائر كبيرة بالوقت والجهد والمال، وما تحتاجه الامة في الحقيقة اصبح ضحية كل هذه الشهوات والرغبات.
ولفت قائلاً: ومن ناحية اخرى فإن اكثر الذين نراهم من الناس يشعرون بشكل دقيق ويعلمون علم الحق انه لا يوجد شيء حقيقي في مثل هذه الألاعيب، حتى ان مجموعة من الاشخاص قد بدأوا يظهرون على حقيقتهم بمظهر المتردي المخطئ الفاحش، وقام كثير من المعارضين انفسهم للترشيح وغيره كما يزعمون بانكشاف الخطايا التي يؤمنون بها ويعملون عليها وبظهورهم بمظاهر هابطة لا تليق لا بمجتمعنا ولا بأمتنا ولا بقيمنا ولا بديننا الحنيف.
أما تهديدات الساسة المستكبرين في العالم، فقال سماحته (دام ظله): فما يخص العراق فإنهم قد عملوا على افراغه من كل طاقاته وتهديم كل بناه، والعمل هذا متواصل في مخططهم الخبيث ما لم يقم ابناء العراق بتخليص البلد من فتنتهم التي رسموها قبل الاحتلال بدعم الظلم والطغيان والتي رسموها بعد الاحتلال بالعملية السياسية الفاسدة التي عصفت بالبلاد وبالأمة.
وأضاف: هذا فضلاً عن تهديد الدول الإسلامية الاخرى العربية والإسلامية كما حصل في سوريا والاعتداء عليها، والتهديدات التي ما زالت وما يقوله هذا المستشار الجديد للأمن القومي الذي هو واحد من اكثر الحاقدين على الإسلام والمسلمين، فإنه بدأ يهدد هنا وهناك وكأنه يترجم ما أوعزه لأذنابه في المنطقة في مسألة الصراع مع ايران أو أي دولة إسلامية اخرى، كما جرى تهديد تركيا بالانقلاب العسكري، وتهديد مصر ودول الخليج بالتقسيم والتخريب.
وختم مؤكداً: ونحن كأمة يجب ان نقف في وجه كل هذه المخططات مهما كانت الجهات المستهدفة لأن المستهدف بالنهاية سيكون مشروع الامة ويكون الاسلام هو المستهدف الاكبر، وذلك لضرب مصالح الأمة وقدراتها.