نبه رئيس مجلس الوزراء، حيدر العبادي، إلى أن هناك عدواً واحداً في حملة الإعمار هو «الفساد»، مستدركاً بأن «الفاسدين بعدما كانوا يرعبون الناس اصبحوا مرعوبين» وبينما أعاد إلى الأذهان ان العراق كان محاصرا دوليا واقليميا قبل سنوات، أكد ان البلد اصبح قويا.
يأتي ذلك في وقت، اختارت فيه مجلة «تايم» الشهيرة رئيس الوزراء حيدر العبادي كافضل الشخصيات المؤثرة في العالم ضمن تصنيف لعام 2018.
وقال العبادي، في بيان صدر عقب حضوره تجمعا عشائريا لوجهاء وشيوخ عشائر محافظة ميسان، أمس الجمعة «اننا سنبقى نلاحق عصابات داعش الارهابية ونسحقها»، مبينا اننا «اوعزنا لابطال قواتنا الجوية بتوجيه ضربة جوية في سوريا تستهدف العصابات الارهابية».
واشار العبادي الى ان «العراق يقود حملة محاربة الارهاب في العالم وهو حقق معجزة بكل المقاييس بالانتصار على داعش بمدة زمنية لم يتوقعها الجميع».
واضاف رئيس الوزراء ان «العراق تعرض لخطر وجودي واستطاع ان يتصدى وينتصر وهذا الانتصار لم يكن بدون تكلفة لاننا دفعنا تكلفة إذ قدمنا ضحايا عند دخول داعش وقدمنا تضحيات عند التحرير»، موضحاً ان «الانتصار تحقق بفضل التضحيات لابطالنا وفتوى سماحة السيد علي السيستاني».
وتابع العبادي «ونحن نريد ان نكمل مشوار النصر ظهرت دعوات تقسيم البلد ولكن العراق عاد اقوى وتوحد اكثر من السابق»، لافتاً إلى ان «النصر الثاني سيتحقق بالاعمار والبناء والخدمات والاستثمار وتوفير فرص العمل والرفاه الاقتصادي وهناك من يقول ان الامر سيطول لكن مثلما قالوا ان حربنا على داعش ستطول وحققنا الانتصار بها بمدة قياسية فاننا سنحقق النصر الثاني بمدة قياسية ايضا».
واوضح العبادي انه «في حملة الاعمار هناك عدو واحد هو الفساد ويجب ان نتوحد في حملة الاعمار ومحاربة الفساد»، مؤكدا ان «الفاسدين بعدما كانوا يرعبون الناس اصبحوا مرعوبين».
ووصل رئيس الوزراء حيدر العبادي، صباح أمس الجمعة، الى محافظة ميسان، وقام بزيارة المشروع الاروائي «السابلة» في محافظة ميسان ووجه بتذليل كافة العقبات لانجازه.
كما زار العبادي عدداً من عوائل الشهداء والجرحى في منازلهم بمحافظة ميسان، من بينهم عائلة الشهيد البطل المقدم الطيار مروان مجيد الساعدي، كما زار الجريح البطل النقيب شرطة اتحادية رياض احمد وهم.
وأكد رئيس مجلس الوزراء ان الحكومة حريصة على دعم عوائل الشهداء والاعتناء بالجرحى، مبينا ان هؤلاء يبقون في قلوبنا وذاكرتنا ولن ننساهم.
وذكر العبادي ان الشهداء صناع النصر وبفضلهم تحررت الارض اذ ان من يضحي دفاعا عن الوطن هو محل فخر عائلته وبلده وهم من اختاروا هذا الطريق بارادتهم وهي قمة التضحية. واضاف العبادي انه بفضل الشهداء والجرحى والمقاتلين وفتوى سماحة السيد علي السيستاني عبرنا المرحلة والعراق الآن اقوى واكثر توحدا. ولدى لقائه في مدينة الكاظمية المقدسة السيد حسين اسماعيل الصدر، ناقش رئيس مجلس الوزراء «تطورات الاوضاع في البلاد ومرحلة البناء والإعمار والاستثمار التي بدأها العراق بعد الانتصار على عصابات داعش الارهابية». وبحسب بيان المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء فان «الصدر رحب برئيس الوزراء حيدر العبادي بالقول: ما اسعدني اليوم باستقبال قائد النصر الذي حرر العراق وحرر اراضينا واهلنا واعزاءنا، هذا الرمز الوطني الكبير الذي يعمل من اجل العراق ووحدته ومن اجل كل شبر من ارض البلد ومن اجل كل فرد بمختلف الانتماءات والطوائف».
بدوره، اكد العبادي «اننا قبل ثلاث سنوات ونصف السنة وعدنا باننا سنحرر الانسان والارض من عصابات داعش الارهابية والحمد لله تم تحرير الارض بجهد وتضحيات المقاتلين الابطال»، مبينا ان «العراق تعرض الى تحدٍ آخر وهو تحدي التقسيم والعراق اليوم موحد وقوي وقواتنا المسلحة الوطنية مرحب بها في كل العراق».
إلى ذلك، كتبت مجلة «التايم» الشهيرة تقريراً عن رئيس الوزراء ومواجهته صعوبات كبيرة عند تسلمه رئاسة الحكومة في شهر ايلول من عام 2014 تمثلت باحتلال داعش لـ 3 محافظات ومساحات واسعة من العراق، مبينة أنه «في 10 حزيران 2014 تأريخ اعلان تنظيم داعش السيطرة على مدينة الموصل ثاني اكبر مدن العراق، وبعد 3 سنوات من توليه الحكومة يهزم التنظيم على يد القوات العراقية التي اعادت تنظيم هيكليتها على يد العبادي بغية تحرير المدينة في اشرس المعارك التي دارت خلال 9 اشهر».
وأوضحت التايم ان «رئيس الوزراء الدكتور العبادي الذي اختار بنفسه الجنرالات العسكرية لقيادة المعركة اشرف بنفسه ومن خلال زيارته اليومية الى غرفة قيادة العمليات المشتركة على المعارك التي تدار في ميدان الحرب في مدينة الموصل»، مشيرة الى ان «العبادي القائد الذي يترأس امة وجيشا يعانيان من الانقسام تقدم صوب الموصل لتحريرها من اجل ارجاعها الى احضان الوطن وكان على رأس القوات المقاتلة جهاز مكافحة الارهاب والقطعات العسكرية الاخرى». وأضافت المجلة ان «العبادي واجه تحديا هو ايقاظ الشعور الوطني والانتماء الى الوطن من خلال الحرب على داعش وابعد خطر سفك الدماء الطائفي مرة اخرى في البلاد، وفي حال استطاع تحقيق ذلك فإن المنتصر سيكون العراق».