اياد السماوي
حين استدعى رئيس الوزراء نوري المالكي الحاج أبو حسن العامري وسلّمه راية الجهاد والدفاع عن الوطن , كان على بيّنة من أمره , وحين حمل أبو حسن العامري تلك الراية والتصدّي للمؤامرة والفتنة الطائفية كان هو الآخر يعلم جسامة المهمة التي ينهض بأعبائها في تلك اللحظات العصيبة من عمر الوطن , فسار مع تلك العصبة المؤمنة بالله واليوم الآخر من رفاق دربه في الجهاد , حينها كانت جيوش الفتنة والظلام على أبواب بغداد , حيث اجتمعت رايات الضلال وهي تهتف قادمون يا بغداد , خصوصا بعد مؤامرة سقوط الموصل وصلاح الدين وسيطرة داعش على كل مدن الغرب العراقي , وقتها كانت عدّة الرجال المؤمنين بالنصر كعدّة من صمد في أحد وحنين , وكان أبو حسن العامري أحد أهم الذين ذادوا عن الوطن وحملوا نعوشهم على رؤوسهم , وما قدّمه الحاج أبو حسن العامري من دروس في الجهاد وقتال أعداء الله والوطن ستخلده صحائف التأريخ بأحرف من نور , هو وتلك الثلّة المؤمنة من المجاهدين , جمال المهندس وقيس الخزعلي وأكرم الكعبي وباقي الصفوة من الرجال الرجال , ليجسدّوا قول الله تعالى ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله علية فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذّب المنافقين ) , والشعب العراقي يعلم إنّ النصر الحقيقي قد تحقق على يد هذه العصبة المؤمنة من الرجال , فالذي أوقف الزحف نحو بغداد وأوقف الانهيار العسكري والنفسي الذي صاحب مؤامرة سقوط الموصل وصلاح الدين , هو الحشد الشعبي المقدّس ودماء أبناء الحشد الذين لّبوا نداء الوطن وقدّموا أرواحهم قرابين لنصرة الوطن والدين والمقدّسات والأعراض , وفي تلك اللحظات العصيبة كانت إيران الإسلام هي الدولة الوحيدة التي هبّت لإنقاذ العراق من السقوط تحت سيطرة داعش , وكان المجاهد قاسم سليماني يفترش الأرض ويلتحف السماء مع أخوته هادي العامري وجمال المهندس وقيس الخزعلي وأكرم الكعبي وباقي الرجال من المجاهدين .
فالحشد الشعبي هو يد الله التي أوقفت المؤامرة , ورجاله هم رجال الله المدافعين عن الوطن والمقدّسات والأعراض , كنّا نعلم علم اليقين أنّ أمريكا وإسرائيل والسعودية يخططون جميعا للقضاء على الحشد الذي بات وجوده يقضّ مضاجعهم ويعيق تنفيذ مخططاتهم الشيطانية في المنطقة , وكنّا نعلم علم اليقين أنّ الحكومة التي باركت لها أمريكا والسعودية وقطر والأمارات سوف لن تكون على وفاق مع الحشد الشعبي وقادته الميامين الأبطال , وستعمل على تضييق الخناق على الحشد ومنعه من القيام بواجبه , وما تحدّث به المجاهد أبو حسن العامري ما هو إلا غيض من فيض من تلك المعاناة مع رئيس الوزراء , وقادة الحشد جميعا يعلمون أنّ أمريكا وإسرائيل والسعودية لن يتركوهم ولن يوقفوا تآمرهم على الحشد , سواء كان ذلك من خلال منعهم من المشاركة في معارك التحرير أو من خلال ضغط موازنته المالية إلى أقل ما يمكن , أو من خلال توجيه الاتهامات لفصائله بارتكاب جرائم وفضائع وتصفيات طائفية , أو من خلال تصويره للرأي العام وكأنه مليشيا لا تطيع تنفيذ الأوامر وتأتمر بأوامر من الخارج , وحين انبرى أبو حسن العامري كشف زيف هذه الادعاءات الكاذبة وأوضح للشعب العراقي معاناة الحشد الشعبي مع رئيس الوزراء المستسلم للإرادة الأمريكية , فإنّ العامري يعلم جيدا أنّ العلاقة بينه وبين رئيس الوزراء باتت على مفرق طرق , خصوصا بعد سيطرة قوات الحشد الشعبي على المنافذ الحدودية بين العراق وسوريا , فأمريكا والسعودية وإسرائيل ترى في حشدنا المقدّس عدوها الأول الذي يجب أن يختفي ويذوب بعد تحرير الموصل والقضاء على داعش , ووجوده على الحدود العراقية من شأنه أن يعرقل كل المخططات الأمريكية , والشعب يرى أنّ الحاجة للحشد باقية ما دامت هنالك أمريكا وإسرائيل ومملكة للشر أسمها السعودية , فالمؤامرة على العراق والمنطقة لم تنتهي بعد , ولم يتحقق الأمن والاستقرار ويعمّ السلام , فحشدنا باق وقيادته باقية ولن ينال أحد من هذه القيادة المجاهدة , فللعراق حشد يدافع عنه وللحشد ربّ يحميه .