بعد إعلان النائبة الأمريكية الديمقراطية تولسي جابارد، المعروفة بدعمها للرئيس السوري بشار الأسد، خوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة في 2020 ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ركزت الصحف العالمية على مواقفها السياسية التي عرفت بها خاصة تلك المتعلقة بالشرق الأوسط بدءا من الحرب العراقية وحتى الأزمة باليمن وليبيا.
نشأتها ولدت جابارد في 12 أبريل عام 1981، في جزيرة ساموا الأمريكية، لأسرة متعددة الثقافات والأديان، فوالدها طبيب نشط في الكنيسة الكاثولوكية من أصل أوروبي، وهو عضو بمجلس الشيوخ بولاية هواوي الأمريكية، ووالدتها مهندسة من أصل هندوسي، وهي السبب في اختيار جابارد الهندوسية دينا لها عندما كانت مراهقة. تعليمها تلقت جابارد البالغة من العمر 37 عاما، تعليمها بالمنزل خلال المرحلة الثانوية، والتحقت بأكادمية تبشيرية خاصة بالفتيات بالفلبين، وتخرجت من جامعة هواوي وحصلت على شهادة في إدارة الأعمال عام 2009. حياتها السياسية دخلت جابارد الحياة السياسية صغيرة، ففي عام 2002 عندما كان عمرها 21 عاما،، تقدمت للترشح لمجلس النواب بهواوي، وحصلت على 48% من الأصوات، وهو ما أهلها للفوز، وهو ما جعلها أصغر مشرعة منتخبة في تاريخ هواوي وأصغر امرأة يتم انتخابها في الولايات المتحدة، ثم ترشحت مرة أخرى عام 2004، وفي عام 2011، تقدمت للترشح لمجلس مدينة هونولولو الأمريكية، وفازت بنسبة أصوات بلغت 58%، وفي 2012، أصبحت عضوا بمجلس النواب الأمريكي، وأعيد انتخابها في 2014 و2016 و2018. آراؤها السياسية كانت جابارد في البداية محافظة بشكل كبير، فحاولت تمرير قوانين ضد الإجهاض والمثلية الجنسية، ولكنها اتخذت موقفا أكثر ليبرالية منذ عام 2010، وفي 2017، قدمت مشروع قانون لوقف الأموال المقدمة للمنظمات التي تساعد تنظيمي القاعدة وداعش وجبهة فتح الشام، بشكل مباشر أو غير مباشر، وقالت إن الحكومة الأمريكية تنتهك القانون وتدعم حلفائها بالقاعدة وداعش وغيرها من المنظمات الإرهابية بالمال والسلاح والمعلومات الاستخباراتية ضد الحكومة السورية، وعارضت تدخل أمريكا في الدول الأخرى بدعوى محاربة الإرهاب وانتقدت إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لرفضه القول بأن المتطرفين الإسلاميين يشنون حربا ضد الولايات المتحدة، كما أنها تعارض استخدام الطائرات المسيرة إلا في حالة عدم قدرة الجيش على الدخول إلى بعض المناطق الخطرة. العراق شاركت في حرب العراق رغم أنها كانت من أشد المعارضين لها، وتطوعت للعمل بخدمة الحرس الوطني في العراق عام 2004 في منطقة الدعم اللوجستي أناكوندا، لمدة 12 شهر، وشاركت في إسعاف المصابين من الجنود الأمريكيين، حيث عملت في وحدة طبية ميدانية وبسبب انتقالها للعراق، اضطرت للتخلي عن العمل كنائبة بمجلس النواب بهواوي، وعادت من العراق في مايو 2006، كما التحقت بالخدمة العسكرية في الكويت وإندونيسيا كجزء من تدريبات للجيش الأمريكي على حفظ السلام. سوريا عرفت جابارد بمساندتها لبشار الأسد وعارضت الضربة العسكرية التي وجهها ترامب إلى سوريا، وسبق لها أن زارت دمشق عام 2017، والتقت الأسد، بصحبة عدد من المسئولين اللبنانيين، وقالت خلال مؤتمر صحفي لها إن رحلتها كانت بدعم من لجنة أخلاقيات مجلس النواب ولكنها أنفقت عليها من أموالها الخاصة. مصر التقت جابارد بالرئيس عبد الفتاح السيسي في نوفمبر 2015، لمناقشة تهديد عصابات داعش والمنظمات الإرهابية وبحثا طرق إعادة الاستقرار لمصر، وأشادت بالسيسي في بيان لها، قائلة إنه أظهر “شجاعة وقيادة عظيمة في تولي أمور البلاد ومحاربة التطرف”، وأكدت على دعمها له في محاربة داعش والقاعدة. إيران صوتت جابارد لصالح خطة الاتفاق النووي مع طهران، وانتقدت انسحاب ترامب منها، مؤكدة أن ذلك سيشجع النظام الإيراني على تطوير برنامجه النووي. ليبيا وإسرائيل عارضت جابارد الغزو العسكري لقوات الناتو لليبيا في 2011، وهي من أشد المؤيدين للتعاون مع إسرائيل وترى أن العلاقة معها يجب أن ترقى عن الخلافات السياسية وأكدت عدة مرات على أهمية دعم دولة الاحتلال، ولكنها صوتت ضد قرار مجلس النواب الذي أدان قرار مجلس الأمن بشأن المستوطنات الإسرائيلية المبنية على الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية. فنزويلا ترفض جابارد التدخل الأمريكي في فنزويلا، وقالت خلال تغريدة لها “يجب على الولايات المتحدة أن تبقى خارج فنزويلا، دعوا الشعب الفنزويلي يقرر مستقبله، نحن لا نريد أن تختار الدول الأخرى قادتنا لذا علينا التوقف عن محاولة اختيارهم”.