انتهى حصار داعش في بلدة الباغوز شرق نهر الفرات في سوريا، باتفاق على حساب الأمن العراقي، ذلك ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي رفض حتى عودة داعشية واحدة الى بلدها، أمريكا، بات مطمئنا للاتفاق الذي سمح للمئات من الإرهابيين مع أسرهم وعوائلهم بالدخول الى العراق بشاحنات محمية براً وجواً.
في كل حروب العالم، فانّ للقوات المستسلمة ثمنا تدفعه، واتفاقات واضحة عن مصير أفرادها، وتطلق الحكومة بيانات لطمأنة شعبها، وتتسلّم المقاتلين المستسلمين وفق قوانينها وانظمتها، وتحرص أشد الحرص على مداراة مشاعر ذوي الضحايا والشهداء، فكيف اذا كان الأسرى، من الذبّاحين والمجرمين، وأعتى الإرهابيين.
ما يحصل من عودة الدواعش، إهانة ما بعدها إهانة، وتحقير، واستسلام مهين للمخططات الامريكية التي تبحث عن مصالحها فقط، فهي تريد ان تتخلص من الدواعش، بأي ثمن، ولو على حساب دولة حليفة، مثل العراق.
الإرهابي المستسلم في باغوس، وبمخطط مدروس، لم يعد أسيراً، وما قام به هؤلاء الافراد من قتل وذبح ودفن احياء، طوال سنين يُكرّم اليوم، من قبل العراق، الذي اضطر الى القبول بذلك، اذعانا للصفقة الداعشية الامريكية.
يزيد من الغموض، موقف حكومة العراق، الصامتة دائما في الملفات الصغيرة والكبيرة، ليبدو العراق في ظل عجزها وتخاذلها، ضيعة صغيرة للأمريكان والدواعش.
ما مصير الدواعش واسرهم واطفالهم؟.. لا أحد يعلم، الا القليل من المعلومات الغامضة، عبر بيانات مقتضبة توضّح ربع الحقيقة إنْ لم تكن تخفيها.
العمى السياسي لحكومة البلاد، جعل الدواعش يدخلون العراق من جديد، فاتحين منتصرين، والدليل هو مقطع الفيديو الذي نشرته وسائل اعلام وتظهر فيه داعشية، تقول بان الخليفة أبو بكر البغدادي امرنا بالخروج، فيما تعترف بان زوجها انغماسي أحيانا ومقاتل أحيانا، في حرب الجهاد في سبيل الله.
مثل هذه الداعشية وغيرها، تدخل العراق، مكرّمة، معزّزة، من اجل تربية جيل إرهابي جديد، يكرّر المأساة، فيما ضحايا الإرهاب، وشهداء الحرب، وذويهم يُهملون من قبل حكومة، ذاعنة لمخطط جديد، يثير الفوضى، ويوقظ الفتنة لكي لا يتجرّأ احد على اخراج القوت الامريكية من البلاد.