بوبجي والخطر الإعلامي القادم

    اشيع منذ الأزل الإعلامي عن الصحف والوكالات العالمية بأنها وسيلة نقل أهداف مؤسسات وحكومات عبر تقارير واخبار وتحقيقات ومقالات ولكن هذه الأدوات الإعلامية حاليا في مرحلة الصمود النهائي ان لم تعالج جدارها كما فعلت الثله القليلة منها بفتح آفاق التعاون المباشر مع فئات مختلفة واستقبال الاخبار الموثقه وبثها خصوصا بعد الثورة الإعلامية التي غيرت الكثير وجذبت الانظار صوب عالم السوشيال ميديا وقد وصل الأمر إلى ضعف الكثير من الوكالات والصحف المشهورة وموت النشر الورقي وتصدر النشر الالكتروني للمشهد الإعلامي. خطوات زمنية بطيئة شهدها هذا الاحتضار ولكن مستمر دون توقف ليصل الامر الى غلق وكالات وتقليص اعداد كوادر غيرها والتوقف عن النشر الورقي للبعض الاخر فبدلا من انتظار ساعي البريد او الخروج للمكاتب لاقتناء الصحيفة أصبح النقر في الهاتف المحمول هو اذن الدخول إلى قصر الصحف دون عناء الحركة الجسدية والحصول على تصريح ملكي، حيث انتشرت ظاهرة مشاهدة الاخبار ببث مباشر في السوشيال ميديا قبل عرضها على فضائيات دولية فالفائز الان هو من يسرع في تقديم الجديد بدليله اكيد لا بعنوان الصحيفة وفيما يخص هذه النقطة كان لي حديث مع الخبير الإعلامي الدولي (سركون جورج إسحاق) مدير وكالة (TIMA) العالمية والذي أيد بدوره بأن مواقع التواصل الاجتماعي هي اللاعب الأكبر وسيكون لها مستقبل تختفي على اثره عناوين كبيرة لسهولة نقل الحدث المباشر من أي شخص ووصوله بنفس اللحظة إلى الملايين في كل بقاع العالم. بما ان فئة الشباب هي الاكثر تأثيرا واستخداما للعالم الجديد مع استمرار تنوع طرق السوشيال ميديا حيث يرون فيها حياتهم كونها تحاكي أحلامهم من جهه وتجسد الحدث كما هو دون مقدم او مذيع من جهه آخرى ومن هذه المنصات انطلقت ثورات لمدة ايام اطاحت بانظمة حكمت لعقود، وفي هذه الأيام أصبحت لعبة (PUBG) هي الصديق الجديد والاهم لهذه الفئة والتي استحوذت على أغلب الوقت بعد ما ادخل عليها تحديثات لتتحول إلى موقع تواصل اجتماعي جديد والايام ستمنحها الاسهم الأعلى في هذه الساحة. لو افترضنا ان الشركة المصممة لهذه اللعبة تضيف موقع اخباري فسيكون موعد صعب على كل الصحف والوكالات لا سيما وان يتاح لكل مستخدم إرسال خبر مباشر عبر اللعبة ضمن ضوابط توضع من المصمم وهذا ما ينذر بتسريع وصول الوكالات العالمية إلى الهاويه ، فإن كانت هذه ضمن استراتيجية مصمم اللعبة فنستسمحه للسبق من باب حرية الصحافة وان لم تكن لديهم فكرة فيجيز لنا محاولة استحصال حقوقنا الاستشارية ضمن القانون الدولي لو تم فتح موقع اخباري .

    بقلم :بسام القزويني

    شاركـنـا !
    
    التعليقات مغلقة.
    أخبار الساعة