رئيس الجمهورية يؤكد اهمية تجفيف مصادر تمويل التطرف والارهاب واعادة اعمار المدن المحررة

    أكد رئيس الجمهورية برهم صالح، على ضرورة تجفيف مصادر تمويل التطرف والارهاب واعادة اعمار المدن المحررة وعودة النازحين الى ديارهم.

    وقال صالح بكلمته في القمة العربية بدورتها الثلاثين في تونس اليوم” انه في وسط هذه التحولات علينا أن نتشاورَ ونتحاورَ وبلدانُنا بأشدِ الحاجةُ إلى الحوارِ الصريحِ بين قادتها، بحاجة الى السعيَ معاً من أجلِ تعزيزِ قيمِ التفاهمِ والعملِ المشتركِ ضمنَ أهدافِ التطويرِ والتنميةِ وستكونُ السعادةُ أكبرُ لشعوبنا اذا رجعنا لهم ونحن متفقونَ”.

    واضاف” اننا متفقونَ على خارطةِ طريقٍ تتضمنُ اتفاقاتٍ وتفاهماتٍ علي منهجٍ مشتركٍ لمعالجةِ تحدياتنا الكبيرة – وإذا ما نجحنا في ذلك فعلا – فهذا يعني بلوغُنا قاعدةً حقيقيةً للتفاهمِ المسؤولِ، ولإدراكٍ جدّيٍّ لضرورةِ العملِ معاً على ما يرسِّخُ القناعةَ بأنَّ مصيرَنا مشتركْ”.

    وتابع” يجبُ الإقرارُ ؛ بأنَ التحدياتِ خطيرةً ومتعددة، لكن ينبغي إدراكُ أن فرصَ مواجهةِ التحدياتِ ومخاطرها ما زالتْ قائمة، وما زالَ ممكناً أن نعملَ بمسؤوليةٍ عاليةٍ لاجتيازِ الأزمات، وهي أزماتُ مشتركةٌ لا يمكنُ المفرُ منها، ولا ينبغي لأيِّ بلدٍ من بلدانِنا التفكيرُ بأنَّه في منأىً عنها أو عن آثارِ هزاتِها الارتدادية. فالعراقُ خارجُ لتوهِ من حربٍ ضروس ضدَ الارهابِ وقد ضحينا بالغالي والنفيس في مواجهة الارهاب ودحره، فالانتصار العسكري المتحقق ضد الخلافة المزعومة تطور مهم وانجاز كبير وكان انتصارا عراقيا بامتياز ونقدر في هذا السياق دعم اصدقاءنا وجيراننا والتحالف الدولي الذين ساعدونا وازرونا في هذه المواجهة”.

    واشار الى” ان هذا الانتصار العسكري يجب ان يستكمل بعمل دؤوب ومثابرة من اجل معالجة جدرية ونهائية لظاهرة الارهاب والتطرف واستئصال الفكر المنحرف وتجفيف مصادر تمويل التطرف والارهاب واعادة اعمار المدن المحررة وعودة النازحين الى ديارهم. في هذا المسعى يأتي اهمية العمل المشترك والتعاون الاقليمي والدولي لمنع ظهور الارهاب مجددا واجتثاث اسباب نشوئه وتمويله، واستطيع ان اؤكد بأن العراق يمثل منطلقا لمثل هذا العمل ومثل هذه المنظومة المطلوبة”.

    وتابع” تواصلنا وزياراتنا المتبادلة لدول المنطقةِ ، تؤكد أننا لسنا بعيدينَ كثيراً عن هذا الشعور، وعن إدراكِ متنام حول ضرورةِ التعاملِ بجديّةٍ وبتنسيق مع هذه التحدياتِ القائمة ِ والقادمة”.

    وعبر عن اعتقاده” أنَ العملَ على التكاملِ الاقتصاديِ العربيِ ، وبناءِ نظامٍ قائمٍ على الاستفادةِ من الصناعاتِ، وتطويرِ قطاعاتِ الزراعةِ والارتقاءِ بالعمالةِ المتطورةِ العربية، سيكون في مقدمةِ صيغِ التعبيرِ عن إدراكِ أهميةِ العملِ على إيجادِ الحلول. لدينا خزينٌ في المواردِ البشريةِ والطبيعةِ وواقعٍ جغرافيٍ حيوي، نحتاج الى التعاونِ والاتفاقِ على الرؤى لترجمةِ هذا الخزين الى واقعٍ مفيدٍ ونافعٍ لشعوبِ منطقتنا”.

    وبين” قد يحتاجُ هذا التكاملُ المنشودُ إلى سعيٍ مخلصٍ من أجلِ بناءِ نظامٍ مصرفيٍ متكامل يساعد على تنشيط القطاعُ الخاص، وكذلك مكافحةُ البطالةِ وخاصةً لدى الشباب، وتوفيرُ فرص العملِ لهم ، وتأمينُ التكافؤِ في الفُرصِ بعدالة، وإعطاء المرأةِ دورها القياديُ في المجتمعِ”.

    وعبر عن اسفه” أن ثقافةَ المعادلةِ الصفريةِ في التعاملاتِ السياسيةِ بين دولِ المنطقةِ أخّرت كثيراً فرصَ العملِ المشتركِ بيننا، فيما أن العملَ المشتركَ والمنتج، وترسيخُ الثقافةَ الربحيةَ لكلِ الأطرافِ على أساسِ المصالح المشتركةِ، هو وحدهُ ما يمكنُ أن يبدّدَ سوءُ التفاهمِ السياسيِ، ويقوّمُ المساراتِ السياسيةِ لصالحِ شعوبنا”.

    وأشار إلى” أنَّ المبدأَ الأساس في علاقاتِ العراقِ الدولية، وخصوصا علاقاتهِ مع جواره الاسلامي وعمقهِ وامتدادهِ العربي، هو مبدأُ العملِ المشتركِ مع الجميعِ على أساسِ مصالحِ الشعوبِ ومصالح البلدانِ، والعراقُ يطمحُ إلى دورٍ واعدٍ ليكونَ نقطةَ لقاءٍ لا نزاع، لن نكونَ طرفاً في أيِ محورٍ . لكن سنكونُ في قيادةِ أي جهدٍ يعملُ لترسيخِ السلامِ والتنميةِ والتفكيرِ بمستقبلٍ متقدمٍ وعادلٍ للجميع”.

    وقال” ان هذه خلاصةُ تجربةٍ دفعنا من أجلِ بلوغها الكثيرَ من الخسائرِ البشريةِ والماديةِ والمعنويةِ خلال العقودِ الماضية، و هذه خلاصةُ تجربةٍ أكّدت لنا أن لا مستقبلَ للمنطقةِ وشعوبها من دونِ التفكيرِ بالمستقبلِ بمسؤوليةٍ وباحترامٍ لمصالحنا ومصالحِ جيراننا وأصدقائنا”.

    ولفت الى” ان قضيةُ فلسطين مازالت شاخصةً، ومأساةُ الشعبُ العربيُ الفلسطينيُ في مقدمةِ اهتماماتِ العربِ والمسلمينَ جميعاً، نؤمن أن العمل بمختلفِ السبل في إطارِ الشرعيةِ الدوليةِ وقراراتِ الأممِ المتحدةِ ذاتِ الشأنِ ، يشكلُ ضرورةَ عملٍ عربيٍ مشتركٍ من أجلِ إنهاءِ هذه المعاناةِ وتأمينِ حقِ الشعبِ الفلسطينيْ بإقامةِ دولتهِ على ترابهِ الوطني. وليس بعيداً عن هذا التصورِ أيضاً التاكيدُ على رفضنا الصريح والقاطع لقرارِ إلحاقِ الجولانِ ، فهي ارضٌ سوريةٌ محتلة”.

    واكد موقف العراق القاضي بضرورةِ تسويةِ المشكلاتِ في البلدانِ الشقيقةِ، في سوريا واليمن وليبيا، بما يعززُ أمنَ وسلامَ وحقوق هذه البلاد، ويساعدُ في القضاءِ على بؤرِ التطرف والارهابِ.

    وتابع نؤكد على موقفنا الداعي من أجلِ عملٍ عربيٍ مشتركٍ ، أمنياً وثقافياً واجتماعياً وسياسياً، لاجتثاث الإرهابِ ووسائلِ نشوئهِ وتفاقمه وتمويله، وإذ نقدّرُ الدورَ المخلصَ لجامعةِ الدولِ العربيةِ في الحفاظِ على فرصِ التعاونِ والعملِ العربيِ المشتركْ ، فإننا مع أيِ جهدٍ للارتقاءِ بعملِ الجامعةِ في ضوءِ هذهِ التحدياتِ والمسؤولياتِ الكبيرةِ الملقاةِ على عاتقها.

    شاركـنـا !
    
    التعليقات مغلقة.
    أخبار الساعة