اصبع على الجرح بالقرب من غيث التميمي

    بقلم الكاتب والمحلل السياسي
    منهل عبد الأمير المرشدي ..

    يبدوا المشهد العراقي ميّال الى مزيد من الضبابية واللاوضوح على مستوى الخطاب والخطاب المقابل والرأي والرأي الآخر خصوصا واننا نشهد المزيد من الأصوات التي انقلب اصحابها بين ليلة وضحاها من اقصى اليمين الى اقصى اليسار ومن دنيا الفضيلة الى مكب الرذيلة ومن الطهارة الى الدعارة ومن العفة والكياسة الى الخسة والنجاسة فبعضهم عرفناه بالأمس القريب اعلاميا متميزا بالجرأة والمهنية التي يحمل من خلالها هموم الوطن والمواطن واذا به وبقدرة جبار قادر وعصا كربولي ساحر يطل علينا مشحون محزوز ملموز لا يشبه نفسه ولا يتواني ان يطعن في كل قداسة ويجاهر ما يمليه عليه سيده بعد ان اصبح ذليلا مأسورا بلا قرار وعبدا من عبيد الدولار . هؤلاء الذين نتألم على بعضهم لما كانت تربطنا واياهم صداقة وزمالة ومودة واحترام عندما كانوا اسياد انفسهم ويحترمون ذاتهم ولات حبن مناص . غيث التميمي امر مختلف وشخص اخر وشيء ثاني ولأني اعرف عنه شيئا ربما لا يعرفه غيري فإني اقول لكل من يتعجب منه وهو يتابعه اليوم او يستغرب من انقلابه على نفسه واهله ودينه ومذهبه وعشيرته اقول . للأمانة وللتأريخ فإني قد تعرفت عليه صدفة قبل ثمان سنين عندما كنت مستشارا ثقافيا لمجلس محافظة بغداد وكان يتردد هناك بزي رجل دين وعمامته البيضاء ذات المقاس الكبير مقدما نفسه على انه يتبنى منظمة الوئام والتفارب بين المذاهب والأديان وبالفعل استطاع ان يستثمر اجواء المصالحة الوطنية انذاك ويستحصل موافقة مجلس المحافظة على اقامة مؤتمر في نادي الفروسية ببغداد تحت عنوان التقارب والوئام بين المذاهب والأديان حيث تم دعمه ماليا واعلاميا لنتفاجئ حينها بخطابه الهزيل وتحويل منصة المؤتمر الى التعريف بنفسه التواقة للمجد وعقله المتفجر ابداعا وقصة حبه مع اهله ودورهم في دعمه وتفجير بحر فلسفته واحاطته بالحب والحنان واللطف والرقة والمودة . انتهى المؤتمر حينها وسط ذهول الحاضرين وتندرهم واستهجانهم لما قام به الغيث الغثيث . لم يمضي اسبوعا واحدا حتى تفاجئت به يزورني في مكتبي بشبكة الإعلام العراقي بذات الزي وذات العمه ومعه ابنته وبعد اللتي واللتيا عرفت منه ان يرجو مساعدته للحصول على وظيفة لأبنته بصفة مذيعة او مقدمة برامج . لقد تفاجئت بطلبه خصوصا وانه تمنى ان يكون ذلك في التلفزيون وليس الإذاعة حيث توقعت منه مثلا ان يطلب عملها في الإذاعة على اعتبار ان ذلك يتلائم مع وضع ابيها وصفته كرجل دين تجنبا لما قد يتعرض له من احراج لمن يسيء الظن من الجاهلين في مفاصل العمل الإعلامي لكنه اصر إلحاحا وألح إصرارا وقدم طلبا مكتوبا حينها لم يتم الأستجابة له . بعد ذلك بشهر واحد التقينه في شارع المتنبي وهو يرتدي ربطة العنق الحمراء وبدلته ذات الخصر الشبابي بلونها الأزرق وهو يتجول هناك لمتابعة النشاطات الثقافية كما قال لي . تلك المتناقضات السريعة المتسارعة وتلك المترادفات الغريبة المترادفة جعلتني ازداد يقينا ان هذا الغيث ليس بغيث ولا علاقة له بحوزة او منبر او دين رغم انه مولودا في مدينة الكاظمية ودرس لسنتين في احدى المدارس الدينية بالنجف الأشرف انما هو شيء من ثلاثة اشياء فأما ان يكون منافقا او ان يكون منافقا او ان يكون منافق وقد لعب الفأر بإبطي كما يقال . اليوم تأكد لي ما رأيته وأرتأيته فها هو غيث التميمي الشيخ المعم يطل علينا حالق اللحية والشارب وقد رمى العمامة وعلى الدين السلامة وكما قال ابو دلامة قد كان غيث كالقرد اذا نزع العمامة وكان قردا عندما لبس العمامة . ها هو اليوم تارة محلل سياسي مل مهمته التسقيط لكل شيء وتارة باحث ديني يطعن بثوابت الدين الإسلامي واركانه فالقرآن برأيه محرف والمذاهب الأسلامية شلع قلع بسنتها وشيعتها مخطوئة ملغومة مرفوضة والحشد الشعبي ( الشيعي) ارهابي وداعش اكذوبة وايران عدوا مطلق واسرائيل صديق محتمل تقتضي المصلحة الأعتراف بها وهنا بيت القصيد . لقد استلم الرجل ثمن الوقوف على سكة الدعارة فماله بعد بدين او وطن او طهارة . نعم هناك من يدفع وهناك من يستلم والقائمة تطول ولنا مع غيث التميمي الذي يتبرأ منه قبيلة بني تميم الأصلاء ذي التأريخ الوطني العريق حديث اخر وكلام اكثر تفصيلا والله من وراء القصد .

    شاركـنـا !
    
    التعليقات مغلقة.
    أخبار الساعة