أعربت الممثلةُ الخاصةُ للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس-بلاسخارت عن أسفها للإخفاق الحاليّ في تحقيق الاستقرار في منطقة سنجار ، مؤكدة أن الاستقرار أمرٌ حاسمٌ لهذا المجتمع المنكوب من أجل عودة أفراده إلى ديارهم وإعادة بناء حياتهم، داعيةً بغداد وأربيل إلى إيجادِ حلولٍ عاجلةٍ تضعُ احتياجاتِ الناس في المقام الأول.
وقالت بلاسخارت بحسب بيان البعثة الاممية ” قبل خمس سنوات، اجتاح تنظيم داعش المنطقة شماليّ العراق في حملةٍ إرهابيةٍ لم يَسلم منها أحد، مُجبراً قرى بأكملها على الفرار، وقامت هذه الجماعة بقتل وخطف الآلاف من الرجال والنساء والأطفال الأيزيديين العُزّل ، و ما زال الكثير منهم في عداد المفقودين حتى يومنا هذا. واليوم، وبعد مرور عدّةِ سنواتٍ على تحرير سنجار، لا يزال موطن الأيزيديين محفوفاً بعدم الاستقرار والظروف المعيشية غير المقبولة.
وأكّدتْ هينيس-بلاسخارت” أن المعاناة المأساوية التي لاقاها هذا المجتمع يجب ألا تُنسى، وقالت إن أفضل إجلالٍ للضحايا هو ضمانُ عدمِ حدوثِ ذلك مرةً أُخرى، وإعطاءُ الناجين فرصةً للمُضيّ قُدماً في حياتهم في سلمٍ وأمانٍ وكرامة.
وذكّرتْ الممثلةُ الخاصةُ في كلمتها بأنها شاهدت بعينيها الظروفَ الصادمة للناجين الأيزيديين، والذين ما زالوا يعيشون في خيامٍ في ظروف غير إنسانيةٍ على الجبل الذي فروا إليه، وتأكيداً على هذه النقطة، سنقوم قريباً بزيارةً إلى سنجار مرةً أُخرى للقاء الناجين الأيزيديين وإبداء التضامن معهم ومتابعة الجهود لاستعادة الحياة الطبيعية في المنطقة.
وأشارت الممثلة الخاصة إلى أن الطريق نحو السلام الدائم والتنمية والازدهارِ طويلٌ ومعقد، موضحة أن هيكليات الحُكم والأمن المستقرة تمثلُ خطوةً حاسمةً أولى لا تزالُ غائبةً حتى بعد سنواتٍ من تحرير سنجار.
وقالت: “إحياءً لذكرى الضحايا وأحبائهم كافة، أود أن أقول لكل من يشعرون أن مكانتهم تتعرض للتحدي، بمن فيهم السلطات هنا في بغداد وكذلك في أربيل: رجاءً، ضعوا خلافاتكم ومصالحكم الحزبية جانباً، وأرجو أن تجعلوا تلبية حاجات الناس في المقام الأول، بدون مزيد من الـتأخير.
وبينت “إن من مسؤوليتنا المشتركة استذكارُ الانتهاكات المرعبة والخطيرة التي قد تُشكّل جرائمَ حربٍ وجرائمَ ضد الإنسانية وجرائمَ إبادةٍ جماعية، بيد أن تخليد هذه الذكرى الجليلة لا ينبغي أن يتّسم بالجمود، فأقوى أشكال الاستذكار هو ذلك الذي يحملنا على العمل.”
وأضافت الممثلة الخاصة: “في الوقت الذي نشيد فيه بذكرى الماضي ونُكرّمها يتوجب علينا كذلك أن نتطلع إلى المستقبل ونتّخذَ إجراءاتٍ حاسمةً بناءً على ذلك. ويتعيّنُ اتخاذُ إجراءاتٍ حاسمة لتسهيل وتعجيل وتيرة إعادة إعمار المناطق المتضررة وإتاحة العودة الآمنة للسكان بوصفها أولى الأولويات في مواجهة تلك المأساة العميقة.”