خبير أمني : خلية الافعى تكتيك داعش الجديد ولا استبعد عودة سياسية الأرض المحروقة

    المستجدات الأمنية خلال الفترة الأخيرة في الساحة الإقليمية والدولية أظهرت مؤشرات متفاوت بين النهاية الفعلية للتنظيمات الإرهابية وبين احتمالية عودتها مرة أخرى، للإجابة على ما ستؤول اليه هذا التطورات الامنية اجر ي حوارا صحفيا مع الخبير الامني والباحث في شؤون الارهاب الأستاذ علي الطالقاني لقراءة وتحليل التطورات الاخيرة على الصعيدين السياسي والامني ومدى تأثيرها على الامن الإقليمي والدولي في المستقبل القريب.

    * ما التكتيكات الجديدة التي يستخدمها داعش في صراعه مع خصومه؟

    – حرب العقول واعتماد تكتيك خلية الأفعى (اضرب وأختفي) اضافة الى فتح ثلاث جبهات يخوض من خلالها تنظيم داعش الحرب الأولى ايديولوجيا المبرر للقتل، صراعه مع تنظيم القاعدة وكشف الجماعات التي تريد الإطاحة بالتنظيم والجبهة الثالثة تعتمد على الحرب النفسية والتي من توجهاتها في هذه المرحلة “رفع المعنويات” حث الأفراد على الانتماء للتنظيم، اضافة الى ترسيخ الخوف في نفوس المناوئين من خلال الاعلام الذي يعمل على نشر المواضيع على المواقع التابعة للتنظيم، وعادة ما يكون هناك حث لشن الهجمات من خلال (الأعمال العنيفة والنفسية والايديولوجية)، حيث ان التنظيم بث 600000 فيديو لجرائمه واستخدم 15000 صفحة انترنت.

    * ما هي المحفزات المؤثرة في إمكانية استعادة داعش لنشاطه الإرهابي مجدداً بالرغم من هزيمته في العراق وسوريا؟

    – السلام المضطرب.. لاتزال الأفكار والمحفزات التي انتجت داعش ومن قبلها القاعدة تجذب المقاتلين للانضمام، لذلك ستبقى الأرض خصبة لفترة طويلة للتطرف فهناك المتعاطفين مع داعش واخواتها.

    المخاوف والمؤشرات تظهر من خلال اعمال العنف والهجمات اليومية ومن مخاوف المكونات والاقليات من عدم الثقة وانعدام الثقة في التزام وقدرة الحكومة على وجود ضمانات حقيقية. فقد كان حوالي 100000 مسيحي يعيشون في الموصل قبل عام 2003.

    وبقي حوالي 5000 في المدينة بحلول سيطرة داعش عام 2014. غادر جميعهم تقريبا خلال ليلة واحدة بعد إصدار داعش إنذارا. انخفض عدد السكان الايزيديين في العراق بنحو 18٪ ، وفقًا لتقرير صادر عن جمعية حقوق الإنسان العراقية عام 2018. والمسيحيون العراقيون معرضون لخطر الانقراض. في عام 2003 ، كان ما بين 1.5 و 2 مليون مسيحي يعيشون في العراق ، يمثلون حوالي 6 ٪ من إجمالي سكان البلاد في ذلك الوقت من حوالي 25 مليون نسمة. اليوم، انخفض عدد المسيحيين إلى حوالي 225،000 – حوالي 0.006٪ من إجمالي عدد سكان العراق الحاليين.

    فيما أعلنت المفوضية الأوروبية أن أكثر من 2500 شخص، الذين غادروا ذات مرة بلدان أوروبية مختلفة للانضمام إلى جماعة داعش الإرهابية في العراق أو سوريا ، لا يزالون مجهولي المصير انضم المتطرفون من جميع أنحاء أوروبا إلى داعش في عام 2014 ، عندما أطلق تنظيم داعش حملته للموت والدمار في العراق وسوريا وفقا للجنة، غادر ما لا يقل عن 5500 مقاتل إرهابي أجنبي القارة للسفر إلى العراق وسوريا من هؤلاء ثلثي الرجال، وربع النساء ، فيما يعتقد مراقبون نعتقد أن 1400 شخص على الأقل لقوا حتفهم ، وأن حوالي 1600 شخص عادوا منذ ذلك الحين، وهذا يترك 2500 شخص في عداد المفقودين.

    * ماذا يقصد أبو مسلم العراقي القيادي في تنظيم داعش الإرهابي في رسالته التي نشرها مؤخرا؟

    في رسالة نشرت الشهر الماضي، تحدث أبو مسلم العراقي القيادي في تنظيم داعش عن نقض العهود والعنف وقيادة التنظيم بطريقة خاطئة في محاولة لتبرئة التنظيم دون قيادته من العمليات الإرهابية والعنيفة كما يبدو أنها محاولة لإدانة قيادات التنظيم وتبرئة نفسه ليظهر بشكل أكثر براغماتية وربما يحاكي العالم لزرع صورة تحمل معنى للجهاد ورؤية كتلك التي يحملها تنظيم طالبان من خلال كاريزما تنظيمية.

    * أي فئات اجتماعية يستهدف تنظيم داعش في خطابه الدعائي الجديد؟

    أكثر من 200 خطاب لتنظيم داعش يستهدف فئات اجتماعية متعلمة وغير متعلمة في العالم من أجل انضمامهم لصفوف التنظيم تكتيك يجعل للتنظيم حالة من الادعاء برعاية هذه الفئات ويحاول أن يعطي اعتبارات معينة لهذه الفئات.

    * هل يشير خطاب الفعل ورد الفعل بين داعش وطالبان الى وجود انقسامات وصراعات بينهما؟

    بعد خطاب داعش الذي يحث على التطوع بين صفوف التنظيم، خرج طالبان بقيادته أيمن الظواهري الذي هاجم داعش واصفا سياسة التنظيم انها تتعارض مع الوحدة وان التنظيم سبب بعدم نجاح “الجهاد” بعد معاناة في العراق وسوريا.

    تكشف هذه الانقسامات عن طبيعة الصراع والأطماع فان داعش استثمر الموارد في افغانستان وتحديدا في الجزء الشرقي المحاذي لباكستان اعتمد التنظيم على خزين الاسلحة اضافة الى ان المناطق الجبلية ساعدت على توسع نطاق عمل الجماعة.

    * لماذا يخشى العراقيون ان تتحول بلادهم الى ارض محروقة مجدداً؟

    كلما استعرت نار التصريحات الاعلامية بين الولايات المتحدة وايران ازدادت خشية العراقيون من ان تتحول البلاد الى أرض محروقة.

    في وقت بشرت هزيمة التنظيمات الارهابية باستقرار يأمل منه بأن يكون بارقة أمل للمستقبل وبناء دولة قوية خصوصا بعد تجربة اكثر من عقد ونصف من الزمان شهد حروب داخلية وانتقال سياسي. وهناك ثلاث سيناريوهات لامفر منها

    الأول: ان يكون العراق خارج اللعبة.

    الثاني: ان يكون العراق محايدا.

    ثالثا: ان يقف العراق مع ايران.

    رابعا: ان يقف العراق مع واشنطن.

    خامسا: ان يلعب سياسة التوازنات بين دعم الاتجاهين.

    العراقيون على دراية تامة بالمخاطر التي تشكلها العداوة واشنطن وطهران، فان التوترات المتصاعدة تجعل العراقيون يشعرون بالقلق، كما لازال الاقتصاد العراقي هشاً، وهناك قلق من عودة العنف للبلاد، وإلحاق الضرر.

    يوميا يراقب العراقيون سلوك الجارة ايران اذ تحدثت وسائل اعلام امريكية تحذير بعثت به الولايات المتحدة الأمريكية إلى إيران عبر العراق حيث كشفت صحيفة واشنطن بوست في 19 حزيران 2019، وزير الخارجية مايك بومبيو وجه رسالة شديدة اللهجة إلى إيران عبر مسؤولين عراقيين كشفت الصحيفة عن اي اعتداء من قبل ايران او مناصريها في المنطقة يتسبب بضربة عسكرية لايران. حيث يهدف الامريكان الى حماية مصالحهم اضافة الى منع ايران من تطوير برنامجها النووي.الحوار بات اللغة الوحيدة التي ينشدها كثيرون بدلا من التصعيد الذي سيؤدي إلى نتائج خطيرة.

    * ما أبرز قصة عايشتها أيام الطائفية؟

    في مطلع عام 2004 وبدء اشارات القتل الطائفي كنا نتمتع بعلاقات كبيرة في مدننا ومع مرور ايام قليلة ابتعد احد الاصدقاء بشكل مفاجئ وبدا السلام خجلا متهربا من ملاقاتنا، استغربت الامر بشدة في وقت انه كان ملازم لنا ساعات طويلة ومنذ الصغر، الأمر الملفت انه ينتمي لنفس طائفتي في وقت لم نعرف الطائفية التي نرها اليوم، قصدت زيارته احرجته من اجل مصارحتنا ما هو سبب الابتعاد.

    اخبرني انه تلقى تهديد من تنظيم ارهابي تابع لتنظيم القاعدة انه سيقتل في حال استمر بعلاقته معي ومع اخوتي.

    القصة يبدو غريبة نوع ما لكنني اكتبها للتاريخ، ففي بدء الأمر لم يكن تنظيم القاعدة يستهدف اهالي المنطقة لاسباب تتعلق بقوتهم من حيث العشيرة والوجاهة الاجتماعية، وبدء القتل يستهدف الاشخاص الذين لايتمتعون بقوة اجتماعية والقتل كان فرديا. وتطورت الاحداث حتى بدء التنظيم يقتل اهالي المنطقة واحد تلو الآخر.

    حينها ذهبت لاحد الشخصيات العشائرية المعروفة والذي يتمتع بين عشيرته بنفوذ أخبرته حينها ان التنظيم لايرحم احد ولايستثني احد مهما كانت قوتكم وعلينا التجمع والتصدي والدفاع عن النفس، كان جوابه ان امهله يوم واحد ليفكر بالأمر، في اليوم الثاني زرته لاسمع الجواب والحل في وقت كنت متحمس ومن معي لانقاذ المدينة.

    أبلغني ان افراد من عشيرته لايقبلون مواجهة التنظيم او بدء اي عملية تصدي له وذلك لعدة اسباب منها ان ماجرى من عمليات قتل فردية لاتعرف اسبابها وانهم بعيدون عن هكذا امور.

    لم يصيبني اليأس بعد ذهبت لرجل من عشيرة أخرى وزرته ليلا وايضا يتمتع بنوفذ قوي لم يكترث للامر وبدء يشكو من عمليات القتل ومن قلة الناصر والمعين وان الامر بحاجة التى ح، بدت علامات الحزن والقلق تسري في عروقي ولم ننام لليالي طويلة من شد مانشاهده.

    ماكان منا الا ان يجتمع الشباب من الأخوة وابناء العم وبعض الاصدقاء من مدينتي ، كنا لانتجاوز عدد الاصابع وكل الذي معنا سلاح كلاشينكوف مع اطلاقات معددوة جدا وقناص فيه ناظور ليلي بدون عتاد نستخدمه للرؤية الليلية.

    كانت ليلي حالكة ومرعبة ففي الليل نترقب ونحرس وفي النهار ننام لساعات قليلة حتى نصحو على صوت اطلاقات الظلم التي تقع بشاب هنا او شاب هناك، فكل يوم كنا نفقد صديق حتى تفرق جمعنا وصرنا نتحدى الرعب الذي نره بعيون كل واحد منا.

    أما الغدر الذي كان يلتف حولنا فهو الرصد الذي نتعرض له من عيون كانت تساعد التنظيم في ايصال معلومات عن كل واحد منا حتى السلاح البسيط الذي كنا نحمله.

    لم يكن التنظيم في البدء يستطيع تنفيذ حملات تصفية كبيرة ضد منطقة بعينها لكنه كان يستهدف بالدرجة الأولى المؤسسات الأمنية والحكومية ومع مرور الوقت تطورت الاحداث خلال النصف الثاني من عام 2005 والتي شهدت تحولا كبيرا في حياتنا الشخصية والعملية.

    شاركـنـا !
    
    التعليقات مغلقة.
    أخبار الساعة