اكد رئيس تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم :” ان التيار يسعي لصياغة مشروع عراقي مستقل ، ويدرك حجم التحديات والمخاطر التي تستهدفه.
وقال الحكيم في خطبته بصلاة عيد الاضحى المبارك التي اقامها اليوم بمكتبه في بغداد :” ان هناك من يريد اجهاض مشروع المعارضة وابقاء العراق ضعيفا وتابعا وغارقا في الفوضى والمحاصصة ، مؤكدا ” ان المعارضة ملتزمة بنهجها الدستوري والاخلاقي ”
واضاف ” هناك من شكك في مشروع المعارضة ومدى صدقيته وجديته وهدفه وغايته ، وقالوا : خرجتم للمواقع وستعودون من اجلها ، ونقول كلا لن نعود الا باحدى الحسنيين : تغيير المعادلة سياسيا او تغيير المعادلة شعبيا وعبر الوسائل الديمقراطية”.
وتابع الحكيم :” اننا نسعى لصياغة مشروع عراقي مستقل ، لاننا ندرك حجم التحديات والمخاطر التي تستهدف هذا المشروع ، فبالحرب الالكترونية ابتدأت المواجهة، وبالتسقيط السياسي ستستمر، ولن تنتهي عند حدود تجهيل المجتمع وتخويفه من التغيير، فهم يريدون اجهاض المشروع وقتل كل محاولة لكسر القواعد التقليدية ، يريدون ابقاء العراق ضعيفا تابعا غارقا في الفوضى والفساد والمحاصصة”.
ولفت الى انه :”بعد تحسس رأي الشعب وقراءة احباطه من قدرة الحكومة على تلبية طموحاته ، كنا امام خيارين اما ان ندعم الحكومة ونخسر الشعب او ان نربح الشعب ونعارض الحكومة، فاخترنا ان نربح الشعب”.
وتابع ” ستبقى هذه المعارضة ملتزمة بمنهجها الدستوري والاخلاقي وتمارس دورها المعارض بنية الأصلاح وبعين الانصاف وتنتقد الاخطاء وتتجنب استهداف الشخوص وتبتعد عن ممارسة الابتزاز في استجواب الوزراء او خطواتها التقويمية الأخرى “.
واوضح ” ان القوى المشكلة والداعمة والمتنفذة في الحكومة ووزاراتها مطالبة بالتحلي بالشجاعة والصراحة والالتزام بتبني خيار الموالاة للحكومة ليتحقق بذلك فرز المساحات بشكل واضح ويتعرف الشعب على قوى الموالاة التي تتحمل مسؤولية الانجاز وألاخفاق في الاداء الحكومي”.
واشار الى انه:” تبين أن التقرير الحكومي نصف السنوي الأول يعاني من مبالغات الارقام واخطاء النسب والسرديات المكررة التي قللت من قيمة التقرير وأبعدته عن المهنية ، كما ان هناك تضاربا واضحا بين المنهاج الوزاري والتقرير الحكومي والتصريحات الحكومية والميزانية السنوية المرصودة من الحكومة”.
ودعا الحكيم مجلس النواب الى تخصيص جلسة خاصة في بداية الفصل التشريعي القادم لدراسة التقرير الحكومي والمؤاخذات المسجلة عليه ،وقال :” اننا نلزم الحكومة بما الزمت به نفسها و لانكلف الحكومة الا وسعها ضمن اطار المنهاج الوزاري والتقرير الحكومي والقرارات والاجراءات الصادرة منها”.
واكد مواصله الجهد لتشكيل جبهة المعارضة بالتعاون مع القوى السياسية والشعبية ، التي تشاركنا الرأي في موقفها المعارض للحكومة ، وسيتم الاعلان عن هذه الجبهة حين تستكمل جهود تشكيلها، ومن مخرجات هذه الجبهة حكومة الظل التي ستمثل أدوات المعارضة للرقابة والتدقيق في الاداء الحكومي بمهنية واحتراف.
وطالب الحكيم بثورة تعليمية كبرى توقف هدر الطاقات البشرية والامكانات المالية والانكسارات النفسية المجتمعية من خلال تغيير مدروس وعلمي وعصري للمناهج والاساليب والبيئة التعليمية بما يلائم متغيرات عصرنا الراهن.
وتابع ” لا بد من الاسراع في حسم وزير التربية الذي يتصدى لقيادة هذه الوزارة الحيوية بعيداً عن المحاصصة السياسية المقيتة التي تسببت بشغور هذه الوزارة طوال المدة السابقة من عمر الحكومة “.
وتابع :” ان ابناءنا الطلبة الخريجين واصحاب الشهادات العليا الباحثين عن العمل ، يفترشون الارصفة و يصرخون بألم و شجاعة ليطالبوا بحق العيش الكريم . ونتضامن مع اي شاب غيور يطالب الحكومة و المجتمع بتوفير فرص العمل والرزق الحلال بكد يمينه وعرق جبينه.”
وفي شأن آخر قال ” في ظل التدافع الاقليمي والدولي القائم نؤكد ضرورة الالتزام بموقف الحياد الايجابي لضمان مصالح العراق وشعبه “.
وجدد الحكيم رفضه الشديد لسياسة تجويع الشعوب ، مشيدا بصبر الشعب الايراني وثباته واستقامته، محذرا من تنامي الصراعات في المنطقة وما توفره من مناخات متوترة تساعد على نمو الارهاب والمخاطرة بالأمن والسلم الاقليمي.
وخلص الى القول :” اننا امام وضع استثنائي في منطقتنا العربية ، حيث اربع دول منها تفتقد لرؤساء منتخبين هي ( ليبيا والجزائر والسودان وتونس ) ونتمنى للعملية الديمقراطية ان تنجح في هذه الدول الشقيقة وتنتج انتخابات حرة تعبر عن ارادة شعوبها الاصيلة “.