اعمال منزلية وزوج وتربية الاطفال هكذا هي الحياة الدارجة لاغلب ربات البيوت في المجتمعات العربية، ذلك قبل ان يشرع بالدخول من احدث تغييرات جوهرية في المنظومة الاسرية، مواقع التواصل الاجتماعي كائن جديد توغل في اعماق البيوت واصبح يتمتع بمكانة عالية لاسيما عند ربات البيوت، حيث وصلت درجة ارتباطهن به الى حد الادمان مع استمرار سماعهن لانتقادات من الازواج.
اصبحت مواقع التواصل الاجتماعي متنفسا حقيقيا للمرأة وربات البيوت بصورة خاصة فنلاحظ حرصها على حمل الهاتف المحمول وهي تعد الطعام وتربي الاطفال وحتى في اماكن النوم احيانا، استطاعت تلك المواقع ان تؤثر على ادائهن لواجباتهن المنزلية بمجملها الى جانب الاهتمام بالزوج وما يتعلق بالحياة الزوجية بصورة عامة.
مما يثير الانتباه ان الكثير من الزوجات لا يمكن ان تتخلى عن وضع الهاتف أو اللوحة الإلكترونية، بعيدا لساعات كثيرة، فضلا عن عدم استطاعتهن قراءة او تجاهل الرسائل التي تصلهن من جهات مختلفة كأن تكون من قرينات او شركات اعلانية او من جهة ما، بالاضافة الى التقاط الصور ونشرها على بعض التطبيقات الواتس والسناب شات مثلا، إذن حياتهن اصبحت مرتبطة بشكل وثيق بتلك المواقع، فلا مجال للاستغناء عنها.
انتشار استخدام ربات البيوت لمواقع الشبكات الاجتماعية باتت ظاهرة اخذت بالانتشار في الآونة الأخيرة، حيث عمدت الكثير منهن الى انشاء حسابات خاصة بهن على هذه المواقع، الأمر الذي أدى بالنهاية الى انشغال بعضهن عن واجباتهن المنزلية أو حتى الزوجية، بينما يحافظ البعض الآخر على اداء هذه الواجبات رغم الانضمام الى مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي ما يخص هذا الموضوع كان هنالك تعليق للأستاذة في قسم الإعلام بجامعة الخليل الفلسطينية سليكة القاضي: “أن استخدام الفيسبوك لربات البيوت على الإغلب ينحو للناحية السلبية أكثر من الايجابية إذ أنه يتم تصوير وعرض كافة الخصوصيات المتعلقة بهن على هذا الموقع، إضافة إلى نشرهن ما لا يجب أن ينشر مثل شعورهن وسفرهن ومكان جلوسهن وما قمن بطهيه الأمر الذي يدل على جهلهن لطبيعة هذه الوسيلة وكيفية استخدامها تخدمه ونشر خصوصياتهن على الملأ” .
بعض ربات البيوت تمكن من استغلال المواقع الاجتماعية بصورة ايجابية بالمقارنة مع البعض الآخر، ذلك من خلال عمل صفحات خاصة بالمنسوجات والمطرزات وغيرها من الاعمال اليدوية التي يقمن بها الأمر الذي يسهل عليهن عملية تسويق تلك المنتجات، الى جانب شروع بعض ربات البيوت للتعلم مهارات استخدام مواقع التواصل الاجتماعي من أجل اجراء رقابة على أطفالهن ومن ثم الحفاظ عليهم من الوقوع ضحية لشرك السيئين وضعفاء النفوس .
وتقول بعض الآراء ان الغرض الاساس من استخدام ربات البيوت لمواقع التواصل الاجتماعي هو مجرد لمواكبة التطورات الحاصلة في المجتمعات ومجاراة الموضة الحديثة مع زميلات العمل او الدراسة وكذلك الاطلاع على الثقافات المختلفة عبر المنشورات المتنوعة.
لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي من قبل ربات البيوت آثار مختلفة اولها هو التقصير الواضح بتربية الابناء وامور البيت الاخرى، اضف الى ذلك تكوين بعض العلاقات غير الشرعية مع بعض الاشخاص، وربما احداث نوع من التوتر والقلق لدى ربات البيوت عند مقارنة وضعهن مع أوضاع ربات بيوت أخرى.
استخدام ربات البيوت للمواقع بشكل عفوي وتلقائي يجعل الكثير منهن في زاوية الاحراج من قبل المحترفات في ذلك الاستخدام فقد يكون عدم المعرفة بتقنيات الاستخدام يوقعهن بأخطاء تنعكس بصورة سلبية كان يكون الاعجاب بأحدى الصفحات غير المقبولة عن طريق الخطأ او الموافقة على احد طلبات الصداقة لبعض الاسماء الوهمية المثيرة للشك او السخرية.
البعض من المستخدمات لشبكات التواصل الاجتماعي يقعن ضحية الاخبار الكاذبة والمنشورات المغرضة مما يجعلهن في حالة نفسية غير مستقرة نتيجة تلك المتابعات، وكل هذا يحصل نتيجة قلة الوعي وعدم المقدرة على التميز ومعرفة الاشياء الصائبة من غيرها وبهذا تكون ربة البيت امام تحديات يومية كبيرة لما تتعرض له من كم هائل من المعلومات المختلفة.
ولضمان الاستخدام الامثل لهذه المواقع من قبل ربات البيوت لابد من اقامة دورات وورش عمل تبين المخاطر التي من الممكن ان تعصف ببيت الزوجية نتيجة الاستمرار لساعات طويلة امام شاشات الهواتف المحمولة دون مراعاة العادات والتقاليد الاجتماعية التي عادة ما تؤكد على اهمية دور المرأة في الحياة الاسرية، فضلا عن تلافي الاخطار الصحية التي قد تصيب الافراد نتيجة الاستخدام المكثف الذي يصل لحد الادمان في بعض الاحيان.