بسم الله الرحمن الرحيم
*(( ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ))*
يهلُّ علينا شهرَ محرم الحرام و هو غُرة العام الهجري الجديد الذي نسأل الله تعالى فيه أن يكون عام خير و بركة و انتصارات متوالية للإمة الإسلامية..
لقد اقترن هذا الشهر بسيد الشهداء الحسين بن علي (عليهما السلام) واصبح يعرف بشهر الإباء والتضحية والفداء.. شهر أحزان آل محمد ( ص ) ، شهرٌ خطَ فيه أبو الشهداء طريق الحق و الخلاص للأحرار وأباة الضيم في العالم كله.
ومع حلول شهر الشهادة والتضحية والفداء تجدد حركة البشائر الشبابية عزمها وتصميمها في مواصلة السير، والمضي قدماً في طريق الحسين (ع) والالتزام التام بمنهجه القويم الذي اختطه لنفسه وللأحرار بعده ( يَسِيرُ الوَرَى بركابِ الزمانِ ، مِنْ مُسْتَقِيمٍ ومن أظْلَعِ…
وأنتَ تُسَيِّرُ رَكْبَ الخلودِ ، ما تَسْتَجِدُّ لهُ يَتْبَعِ )..
إن الثبات على المبادئ الحقة، والتحلي بروح الإقدام والتضحية، وغيرها من معاني الفضيلة والقيم النبيلة، التي جسدها شهداء الطف ، أضحت وعلى مر العصور بمثابة الشعلة التي تُوقد الضمائر، وتلهب المشاعر، وتمد الناس بالامل، وتدفعهم للعمل، وفعل الخير، وحماية المكتسبات والمقدسات، والحفاظ على أمن البلاد وسلامتها وكرامة شعبها، وهذا ماجسدته الملحمة البطولية الكبرى، بتلبية شبابنا وعموم شعبنا لنداء الحق ، ومواجهة زمر الشر والظلام (داعش)، التي هي في عمقها وجوهرها تجسيداً عملياً وامتداداً طبيعياً لتلك الوقعة الخالدة التي جسدتها كربلاء حيث صوت الحسين يملأ مسامع الدهور (هيهات منا الذلّة ، يأبى اللهُ لنا ذلك ورسولُهُ والمؤمنون)..
أيها الشبابُ العراقيُّ الواعي و المتصدي .. إن موسم الفداء الحسيني يدعونا مجدداً أن نعدّ أنفسنا ونهيئها وندربها في مدرسة الحسين وميدان كربلاء ، لتكون نفوساً مستعدةً لكل التحديات التي تهدد أمن بلادنا وسلامة شعبنا، وقيمنا ومعتقداتنا، فموكب عاشوراء إنما هو موكب التصدي والعمل والاصلاح الذي لم ولن ينقطع أبداً حتى يعم العدل والسلام ويندحر الظلم والجور والظلام (ما خرجتُ أشِراً ولا بَطراً ولا ظالماً ولا مفسداً وإنما خرجتُ لطلب الاصلاح في أمة جدي رسول الله {ص})..
ايها الشبابُ العراقيُّ الغيور على بلده ، إننا نمر بمرحلة تُعد من أخطر المراحل التي شهدها عراقنا العزيز في تأريخه الطويل، حيث اجتمعت إرادات الشر والرذيلة العالمية والتأريخية ، متمثلة بالكيان الصهيوني الحاقد وأذنابه على تخريب البلاد وإشاعة الفوضى واليأس والصراعات و التناحر..
أيها الغيارى.. علينا التمسك بوصايا المرجعية الدينية العليا ، والواجب يقتضي منا كشباب أحرار وأباة يتمتعون بالطاقة والحماس والفاعلية والبصيرة النافذة ، العمل سويةً لإحباط هذه المؤامرات و الدسائس ، و أن نشد إزر بعضنا بعضاً إزاء ذلك كله.
السلام على الحسين
و على علي بن الحسين
و على أولاد الحسين
و على أصحاب الحسين