لا اخفي حقيقة أن ذكر ” العباس ” عليه السلام، يولد رعب هادئ يتخلل روحي ويهز تماسكها ربما لما تجمع في مخيلتي من صور متراكمة حول هذه الشخصية العظيمة كان جُندياً في وضع لا يحسد عليه من الناحية العسكرية والاستعداد النفسي للقتال، ومع ذلك قدم شيء لن يكرره التاريخ وتداولته المنابر والكتب والقصص والقصائد … ولكن هناك معركة أخرى خاضها العباس عليه السلام، وهي تشبه إلى حد كبير معركتنا اليوم الا وهي معركة الخيارات المفتوحة !! أن اصعب مايواجه صاحب القضية هي الخيارات والعروض فإما ان يتشتت بينها ويبتعد عن قضيته أو يقف في مواجهتها ويجتاز هذا المنزلق في يوم عاشوراء العظيم المليئ بالصور التي ترفد قضية كيف يكون الإنسان إنساناً .. .كانت للعباس عليه السلام فرصة النجاة من القتل والخلاص من هجير الصحراء حين عَرضت عليه القوة المسيطرة آنذاك خيارات منها قيادة الجيش والتمتع بالراحة مقابل ترك عناء القتال مع الحسين عليه السلام !! اختارت القوة المسيطرة اقرب الشخصيات الى العباس عليه السلام حتى يؤثر عليه وخاطبوه بالخطاب الناعم إذ نادى اللعين ” اين بنوا اختنا ” !! لم يعر العباس عليه السلام اي اهتمام لمعيار القرابة والنسب ورفع الحالة الاجتماعية والمخصصات فكان رده هو اساس معركة الحسين عليه السلام التي يخوضها اليوم الاسلام من جديد .. فقبيل أن يقاتل العباس بالسيف كان قد انتصر في معركة الثبات ومعرفة العدو ومعركة أن يكون الإنسان إنسانا حرا غير خاضع ولا خانع….. السلام على ساقى عطاشى النصر ابالفضل العباس يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا.