أكد رئيس تيار الحكمة الوطني، عمار الحكيم، اهمية اتخاذ إجراءات حقيقية تجاه تنمية الشباب ورعاية مواهبهم عراقياً وعربياً،وقال أننا في العراق نحتاج لكل التجارب الدولية الناجحة في تطوير الشباب وتمكينهم، مبيناً أن “إنبثاق المعارضة السياسية الوطنية البناءة في العراق ستساعد على تطوير الاداء الحكومي والسياسي على حد سواء”.
واضاف الحكيم في كلمة له خلال ملتقى الشباب العربي لريادة الاعمال اليوم: ” من الواضح إننا لا نستطيع التقدم نحو المستقبل المعقد اذا بقينا ننظر الى الماضي او استمررنا في مسارنا الحالي واذا اردنا التطور فعلينا التفكير بصورة مختلفة في استثمار قدراتنا وامكانياتنا”.
وأوضح “اذا اردنا صناعة المستقبل فعلينا بثلاثية: التخيل وهو عملية جلب الافكار التي لم ترد على الحواس، والابداع وهو عملية تطوير الافكار الجديدة والقيمة، والابتكار وهو عملية وضع الافكار الجديدة حيز التنفيذ، واذا اردنا صناعة المستقبل علينا ان نتحول من ادارة الخدمات الى قيادة التغيير ومن ادارة الازمات الى الادارة المنظمة ومن الهياكل الجامدة الى المنصات المفتوحة”.
وأشار الحكيم الى انه “يُسجل للعراق انه ورغم الظروف التي مر بها من الحروب المستمرة منذ نصف قرن والحصار والاحتلال الا ان العقل العراقي تحدى كل الظروف القاهرة واستطاع ان يسجل حضوره عربياً وعالمياً، هناك بعض النقاط الجوهرية والمهمة التي من الضروري استحضارها عند الحديث عن قضايا الشباب، والسعي لبناء قدراتهم، وتنمية مواهبهم”.
وتساءل “كيف نسعى لبناء الشباب، ورعاية الموهوبين والمبدعين، وادواتنا واساليبنا والامكانيات المتاحة في مدارسنا وجامعاتنا قاصرة عن التنمية والابداع، أي واقع ممكن ان نتصوره، وما زلنا نتعامل مع اهم وزارة تمس حياة مئات الالاف من العوائل العراقية كوزارة التربية، وهي ما زالت تدار بالوكالة منذ ما يقارب العام على تشكيل الحكومة، والجميع مطلع على النتائج المتدنية التي يحصل عليها ابناؤنا في مراحلهم الدراسية في كل عام للأسف الشديد”.
وشدد “نحتاج الى قوانين صارمة، وإجراءات علمية سريعة، ومنظومة تدريسية متطورة، وخطط حكومية طموحة، والى تكاتف مجتمعي وسياسي معاً يجعل من النهوض بواقعنا التربوي والتعليمي أولوية قصوى”.
وأكد الحكيم انه “رغم كل الالام والاوجاع، ما زالت لدينا فرصة وما زلنا نملك الكثير من الإمكانيات والطاقات المعطلة في مجتمعنا، عبر مؤسسات ومنظمات وشركات وجمعيات، كلها من الممكن توجيهها نحو هدف بناء الشباب، ورعاية الموهوبين، وصناعة جيل مسؤول وواعٍ لمرحلته ودوره الوطني، كل ذلك ممكن لو اجتمعت الإرادة السياسية الخيرة، مع الخبرة والجرأة الحكومية الصادقة، كل ذلك ممكن لو قررنا من الان لا من الغد، ولو لم نكتف بالوعود ولغة السين و سوف”.
وتساءل “أين هي خطط الحكومة في مواجهة ومعالجة المخدرات المنتشرة بين شبابنا،؟ أين هي خطط الحكومة في مواجهة ومعالجة ظاهرة العسكرة والعنف بين أبنائنا ومجتمعنا،؟ أين هي خطط الحكومة في مواجهة الثقافات الدخيلة والمنحرفة والخارجة عن منظومتنا القيمية؟”.
وتابع “لذا لابد من إجراءات حقيقية تجاه تنمية الشباب ورعاية مواهبهم عراقياً وعربياً، حيث أننا في العراق نحتاج لكل التجارب الدولية الناجحة في تطوير الشباب وتمكينهم”.
ودعا “حكومة الظل المشكلة من قبل جبهة المعارضة الى تبني توصيات هذا المؤتمر واضافة ما ينتهي اليه خبراؤها المختصون ايضا في مجال التربية والتعليم والشباب، وإعلان ذلك كمطالب لجبهة المعارضة والعمل على اعتمادها من قبل الحكومة ومجلس النواب، وإمكانية تدارك ما يمكن تداركه في اصلاح واقعنا التربوي والتعليمي وما يخص قضايا شبابنا ومبدعينا المغيبين والمعطلين في واقعنا العراقي”.
ولفت “وفي جانب آخر نشهد نضوجاً ديمقراطياً في العراق بإنبثاق المعارضة السياسية الوطنية البناءة التي تساعد على بناء جناحي الديمقراطية من الموالاة والمعارضة لفرز المناهج وتعرية الأخطاء وتقويم الانحرافات في العملية السياسية وتوفير البديل السياسي وتكريس قاعدة حكومة قوية في ظل معارضة سياسية قوية ضمن اطار الدستور والقانون، ونعتقد جازمين ان هذه الخطوة ستثري العملية السياسية وتساعد على تطوير الاداء الحكومي والسياسي على حد سواء”./انتهى