أكد رئيس الجمهورية برهم صالح، ان العِراقُ مُقبلٌ على تَطوراتٍ ايجابيةٍ هامةٍ، أَمنياً و سياسياً و اقتصادياً.
وقال رئيس الجمهورية بكلمته امام الجمعية العامة للامم المتحدة في نيوريوك” ان التَأَريخ سَوفْ يُسجلُ أَنَّ العراقيينَ استطَاعوا بِوحدتِهم وإِرادتهِم الصَلبةِ وبالدَورِ الكَبيرِ للمرجعيةِ الدينيةِ من إِسقاطِ المَشروعِ التَكفيريّ لتنظيم “داعش” وحِمايةِ العالمِ من شُرورِهِ ”.
وأضاف” ان العِراقُ مُقبلٌ على تَطوراتٍ ايجابيةٍ هامةٍ، أَمنياً و سياسياً و اقتصادياً، فهُناكَ مَنحَى إِيجابيّ من التَحولاتِ ، و يَجبُ أنْ نُقيّمَ هذهِ التَطوراتِ الإيجابيةِ ونُؤسسَ عَلَيها في ضَوءِ الإستقرارِ الأمنيّ المُتحققِ حَتى الآن”.
وأشار الى” ان هناكَ أجواءٌ إيجابيةٌ في مُعالجةِ المشاكلِ المُتراكمةِ بين الحُكومةَ الاتحاديةِ وحُكومةِ إقليمِ كُردستان على أساسِ الدُستورِ ودَورُ مُمثليةِ الأُممِ المُتحدةِ في بَغداد مُهمٌ على هذا الصعيدِ، مبيناً انه مازالتْ خُطواتُ إعمارِ المَناطقِ التي تَضررتْ من الحَربِ وإعادةِ النازحينَ في بِداياتِها، وهُناكَ دورٌ ومسؤوليةٌ دَوليةٌ في هذا الصَددِ تَجسدتْ بعضُ مَلامِحها بِمقرراتِ مُؤتمرِ الكويتِ لاعادةِ الاعمارِ عام 2018 ، والذي نَسعى الى تَفعيلِها بمساعدةِ اشقائِنا واَصدقائِنا”.
وتابع” ان النصرُ العَسكريّ على داعشٍ مُهمٍ، لكنْ يَجبُ اَن نَعيّ اَن هُناكَ فُلولاً للتنظيمِ الإرهابيِّ تُحاول إِعادةِ تَنظيمِ نَفسِها، كَما أَنَ التَوترات الإقليميةِ و التنازعات في المِنطقةِ عَوامِلَ خَطيرةٍ وبيئةٍ تَمنحُ الإرهابَ مَساحةً للعودةِ، فمِنطقةُ الشَرقِ الأَوسطِ تُعاني من نِزاعاتٍ وحُروبٍ سَنةً تِلوَ الأُخرىَ وعلَينَا أَن نَتحِدَ بجديةٍ للخروجِ من حُقبةِ الأَزماتِ الى مَرحلةِ النُهوضِ”.
وبين” ان إستمرارَ الوضعِ المأساويّ في سُوريا و تَمَكُن التطرفِ و الإرهابِ من إيجادِ بيئةٍ حاضنةٍ لهُ يستوجبُ جُهوداً فِعليةً لتمكينِ السوريينَ من صُنعِ حلٍ سياسيٍّ دائمٍ، مؤكداً على ضَرورةِ الاسهامِ الجَادِ في إيجادِ حَلٍ عادلٍ وشاملٍ للقَضيةِ الفلسطينيةِ حَسبْ المُقرراتِ الدَوليةِ. مُجددينَ تَضامُننا مَعَ مُعاناةِ الشَعبِ الفلسطينيّ وحَقهِ المَشروعِ في قِيامِ دَولتهِ المُستقلةِ عَلَى أَرضِهِ. والقرارَ الأَخيرِ بضمِ هضبة الجولان وغور الاردن يُمثلُ إنتهاكاً صارخاً للقانون الدولي”.
وأكد برهم صالح” ان استمرار الحرب في اليمن مدعاة قلق كبير، في ضوء التداعيات الامنية والانسانية التي تلقي بظلالها على المنطقة، وضرورة دعم اليمنيين للتوصل الى حل سياسي شامل يستعيد السلم في ربوع بلادهم، مشيراً الى ان إستهدافَ أَمنِ الخَليج و المَملكةِ العَربيةِ السُعوديةِ الشَقيقةِ، تَطورٌ خَطيرٌ، و نَحنُ في العِراق قَلِقونَ مِن هَذَا التوتُرِ و التَصعيدِ، فَأمننا مُرتبطٌ بأمنِ الخَليجِ و المَنطقةِ، و المُجتمع الدَوليّ يَجبُ أَن يُساعدَ بجديةٍ في تَدارُكِ هَذَا التصعيدِ”.
وأستطرد قائلاً” كَفى بِنا حُروباً، يَقيناً لسنا بحاجةٍ الى حربٍ جديدةٍ في المنطقةِ و خُصوصاً انَّ الحَربَ الأَخيرةِ ضِد الإِرهابِ لم تُستكمل بِصورةٍ قَاطعةٍ، فمَوقِفنا ثَابتٌ بِضرورةِ احلالِ لُغة الحِوار محلَ لُغةِ التَوتُر والتَصعيدِ، لضمان مَصالحَ شُعوبِ مِنطقتِنا، ونَعتقدُ أَن مُشتركاتِ مُحاربةِ الارهابِ والتَطرفِ وضَرورةِ التَحولِ الإِقتصاديّ لإِيجادِ فُرصِ عَملٍ لشبابِنَا أهمَ من الإِختلافاتِ القَائِمةِ”.
وأكد رئيس الجمهورية” ان إِستقرارِ العِراق مَصلحةٌ مُشتركةٌ للجَميعِ. تَغييبِ العراقِ أو غِيابِهِ كَانَ عُنصرَ تَوترٍ و عَدم إِستقرارٍ لعُمومِ المِنطقةِ، و العراقُ يَستعيدُ عَافيتهِ و نَحنُ مُصمِمون على المُضي بهِ الى استقرارٍ دَائمٍ، فكُنا لفتراتٍ طويلةٍ ساحةَ صراعٍ للاخرينَّ، دفَعَنا و دَفعتْ المِنطقة اثماناً باهظةً لعدمِ الإستقرارِ في العراق. مَصلحتَنا، بل مَصلحةَ المنطقة، تُحتِمْ أن يَكونَ العِراق جِسراً للتفاهُم بين اشقائِه وجيرانهِ”.
وتابع” نُجددُ الدعوةَ الى بناءِ منظومةٍ امنيةٍ مُشتركةٍ في الشرقِ الاوسطِ، والتأسيس لنظامِ تكاملٍ اقتصاديّ وتنسيقٍ سياسيٍ لاستئصالِ الارهابِ و ضمانِ الاستقرار، فاننا لا نُريدُ لبلدنا أن يكونَ طرفاً في الصراعِ الإقليميّ والدوليّ، ولا ساحةً لتصفيةِ الحساباتِ وقدْ دفَع شعبنا اثمانَ باهضةٍ للحروبِ و التنازعُاتِ”.
وقال” ان العراقُ لنْ يكونَ جُزءاً منْ محورٍ ضدَّ اخرَ، لانريدُ حرباً جديدةً ولا نتمنَى ان يعاني ايُّ شعبٍ من ويلاتِ الحروبِ كما عانينا، ولنْ يكونَ العراقُ منطلقاً للإعتداءِ على ايًّ منْ دولِ الجوارِ، ونسعَى أن تَكونَ أرضنا ميدانَ إعمارٍ واستقرارٍ لا تنازُعَ وتَوتُرٍ، وعلاقتنا تتعززُ مع عُمقِنا العربيّ و الخليجيّ، و نحنُ مصُرونَ علىَ الإرتقاء بها، و علاقاتِنا مع جوارِنا في إيران، و التي نرتبطُ و إياها بوشائِجَ ثقافيةٍ و دينيةٍ و مَصالِح مُشتركة و مُتشعبة، و كَذلِك مَعَ جَارتنا الشَماليةِ تُركيا، و التي نَبذلُ جُهوداً لدفعِ العَلاقاتِ الثُنائيةِ معهما الى مزيدٍ من التطور”.
وأكد ان العراقُ الديمقراطيُّ الاتحاديُّ المستقرُ سيكونَ منطلقاً للمِ شمل اشقائهِ وجيرانهِ وتعزيزِ تفاهمِ وتوافقِ دولِ المنطقةِ لخلقِ منظومةٍ اقليميةٍ مبنيةٍ على التكاملِ الاقتصاديّ و الامنِ المشتركِ، والاستقرار المتحققُ في العراق ثمينٌ و مهمٌ ، و نتوقعُ من جِيراننا و مِنْ المجتمعِ الدوليّ عدمِ تحميلِ العراق تبعاتِ اختلافاتِهم و تنازُعاتهِم”.
وبين” ان التوافقُ الدوليّ و الاقليميّ مهمٌ لديمومةِ الاستقرارِ و مُناهضةِ الفكرِ المُتطرفِ و الارهابِ. لكنَ المهمةِ الاساسية هي الاصلاحات المطلوبة من اجل تأمين الحكم الرشيد لمواطنينا و محاربة الفساد و توفير فرص العمل لشبابنا، مشيراً الى ان النهوض بقطاعات التربيةِ والتعليمِ والصحةِ و التنميةِ المستدامةِ، هو الطَريقُ السليم لمكافحةِ الفكر المتطرفِ واستئصالِ الارهابِ من جِذورهِ من خلالِ بِناء اجيالٍ قادرةٍ على صُنعِ المستقبلِ، فالإرثُ الحضاريُّ والتأريخيُّ والتعددُ الديني والقوميّ والمَذهبيّ جعلَ من العِراق على مَرّ التأريخ منارةً للتسامُحِ والتعاونِ والتأخيّ الدينيّ والفكريّ، ومُنطلقاً لنشرِ الفِكرِ والثقافةِ والادابِ والعُلومِ”.
وأكد” ان معركةُ العِراقيينَ مازالَتْ مُستمِرةٌ، من أجل تحقيقِ النهضةِ المستحقةِ، ومُحاربةِ الفسادِ وتمكينِ الشبابِ والمرأة وتحقيقِ التنميةِ المُستدامةِ وهي تحدياتٌ مازالتْ ماثلةٌ امامنا، تُضافُ الى تحديّ إعادة النازحين و إعمار المناطِقِ المُدمرةِ، فالعراقُ بحاجةٍ اعادةِ اعمارٍ شاملةٍ .. واقرتْ الحُكومةُ العراقيةُ مشروع قانونٍ لتشكيل مجلسٍ للاعمارِ، و سنتقدمُ مع رئيسِ الوزراءِ ، بمشروعِ القانونِ الى برلماننا و نآمل المصادقةِ عليه ليعيدَ اعمار البُنى التحتية الكُبرى بمساهمةٍ حكوميةٍ و من القطاعِ الخاصِ العراقيّ و الاجنبي”.
وأضاف رئيس الجمهورية” ان العِراقُ سوقٌ واعدةٌ، ونعملُ من اجلِ تحويلِ بلدِنا من ساحةٍ للصراعِ و العُنفِ الى محورٍ اقتصاديّ للمنطقةِ، قَدْ يتصورُ البعضَ أنهُ حلمٌ بعيدُ المَنال، لكنني واثقٌ أن هذا مَطلوبٌ و ممكنٌ عراقياً بل على صعيدِ المنطقةِ. ”.
وأعتبرُ إن الارهابَ و الفسادَ وجهانِ لعملة واحدةٍ، ونؤمن أن جُهودَ القَضاء على الإرهابِ يجبُ أن تقترنُ بجهودٍ فعليةٍ من أجل القضاءِ على الفَسادِ، فالعالمُ بحاجةٍ الى العَمل الجَاد لتأسيسِ تحالفٍ دولي لمُحاربةِ شبكاتِ الفسادِ وتهريبِ وتبييضِ الأموال ولتجفيفِ منابِع تمويلِ الفكر المُتطرفِ، أُسوةً بالتحالُفِ الدولي ضِد الارهابِ، وبِما يسمحُ بمساعدةِ بُلداننا على استردادِ الاموالِ المنهوبةِ”./انتهى