أكد مصدر سياسي مطلع، الاثنين، استمرار تحركات الوساطة الإيرانية بين زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، وزعيم تحالف “الفتح” هادي العامري، المتواجدين في إيران، وسط أنباء تفيد بأن طهران تحاول الدفع باتجاه تهدئة تبقي على رئيس الوزراء الحالي، عادل عبدالمهدي، في منصبه لـ6 أشهر ريثما يتم التوافق على بديل له.
وأوضح المصدر في تصريح لوسائل إعلام عربية، اليوم، 4 تشرين الثاني، أن “التحرك الإيراني الأخير هو لتخفيف التوتر بين الصدر والعامري والتوفيق بين الاثنين، لإيجاد مخرج للأزمة من خلال التوافق على خطوات عديدة منها توفير بديل يقدمه الطرفان كمرشح تسوية جديد لرئاسة الوزراء، واستقالة رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي”.
وتابع أن “توجه الصدر إلى إيران جاء بعد فشل محاولات رئيس الجمهورية برهم صالح، لعقد لقاء بينه وبين العامري في النجف لاحتواء الموقف”.
وأشار إلى أن “الحراك الإيراني يأتي بعد تعذر إدخال العراقيين لبيوتهم، في إشارة إلى عدم اقتناع المتظاهرين بالإصلاحات والوعود المقدمة من قبل الحكومة الشهر الماضي”.
وفيما يتعلق بتفاصيل الوساطة وتطوراتها بين أنه “في الـ72 ساعة المقبلة ستتضح الصورة تماما”، مؤكدا أن “الإيرانيين يحاولون إقناع القوى السياسية المطالبة بإقالة عبدالمهدي بمنح ستة أشهر له، قبل أن تلجأ إلى خيار العمل على التوفيق بين المعسكرين على اختيار رئيس وزراء جديد على اعتبار أن المنصب من حصتهم”.
وأضاف أن “إيران تدرك أن غالبية المتظاهرين لا يتبعون مقتدى الصدر، لكنها تعول على أن يكون عاملا مساعدا في تهدئة الأوضاع، من خلال طريقين: الأول عبر التوافق سياسيا على خطوات تهدئة كتهيئة بديل لرئيس الحكومة الحالي، والثاني الدفع لتهدئة الأوضاع بالشارع لصالح تخفيف زخم التظاهرات وتحولها من يومية إلى أسبوعية”.
وعما إذا كان هناك أي دور أميركي في الحراك السياسي العراقي قال “لا يمتلكون أدوات مؤثرة”، معتبرا أن “أي حراك أو وساطة حالية لأي طرف يبقى أمرها غير محسوم ما لم يتضح تأثيرها بالشارع”.
وكانت العاصمة بغداد ومدن جنوب ووسط العراق قد شهدت أمس تطورا جديدا على مستوى التظاهرات، وذلك بعد قطع الطرق الرئيسية في بغداد ومدن جنوبية مختلفة، من بينها طرق تؤدي إلى حقول نفط مهمة كحقل مجنون والمشرح في البصرة وميسان، فضلا عن قطع الطرق المؤدية إلى ميناء أم قصر في البصرة، كما نفذ إضراب في المدارس والجامعات في محافظات الجنوب./انتهى