لم يكن قرار تشكيل الجبهة العراقية التي أعلن عن تشكيلها قبل بضعة أيام في العاصمة بغداد , وليد لحظة انزعاج من تصرّفات صبيانية لا أخلاقية أو خلاف على قضية هامشية أو استئثار بمنصب من مناصب المحاصصة .. بقدر ما كان قرارا وطنيا لإيقاف مؤامرة التقسيم التي يتعرّض لها البلد على يد سليل البعث المجرم محمد الحلبوسي , والتي باتت موضع التنفيذ , حيث تمّكنت أجهزة المخابرات الدولية والإقليمية أن تسخرّ الحلبوسي النزق لتحقيق هذا الهدف الشيطاني , إضافة إلى فساده المالي والإداري وفساده الإخلاقي في نوادي القمار وفنادق الدعارة والمجون خارج العراق وتهميشه للمكوّن السنّي , حيث اقتصر تمثيل سنّة العراق في الدولة على أبناء عشيرته وأعضاء حزبه تقدّم الذي أسّسه بالشراكة مع حوت الفساد هيثم شغاتي .. هذه الأسباب جميعا هي التي تقف وراء تشكيل الجبهة العراقية .. وخلافا لما يردّده البعض بأن تشكيل هذه الجبهة البرلمانية هو مجرّد تكتل برلماني جديد يتبّنى بعض المطالب التي تتعلّق بالشراكة وحقوق المكوّن السنّي في المحافظات المحرّرة وعلاقة المكوّن السنّي بالمكوّنات الأخرى , فإنّ الهدف الأول والأخير لتشيكل هذه الجبهة ينصّب في عزل الحلبوسي من رئاسة مجلس النواب العراقي ..
المثير للسخرية أنّ عضو فريق الدهن الحر الذي ظهرعلى قناة الشرقية خجولا , والذي قفز إلى رئاسة مجلس النواب العراقي في غفلة من الزمن الأغبر , توّهم أنّ الدنيا قد أقبلت عليه على طبق من ذهب , وأنّه سيخاطب السحابة كما خاطبها الرشيد حين قال ( أينما تمطرين فإنّ خراجك عائد لي ) .. وتوّهم أنّ شيطنته التي اكتسبها من البعث القذر الذي ترعرع عليه في كنف أبيه , ستمّكنه من إحكام قبضته الحديدية على سنّة العراق وسيخضعهم جميعا تحت جناحه القائم على التآمر والخصومة غير الأخلاقية .. ولم يجر في خلده أنّ المؤسسة التشريعية التي توّلى رئاستها ستنتفض عليه بالكامل وستلقي به إلى حيثما يستّحق , بعد أن عطلّ متعمدا عمل هذه المؤسسة في ممارسة دورها الرقابي والتشريعي .. ولعلّ الأكثر سخرية هي الصفعة التي تلّقاها من الأمريكان الذين هرع إليهم لإنقاذ كرسيّه الذي بات زائلا في حكم المؤكد , متوّهما أنّه سيخدع الأمريكان بأن إيران هي من تقف وراء تشكيل الجبهة العراقية , وأنّ من يقود عملية إزالته من رئاسة مجلس النواب هم عملاء لإيران كخميس الخنجر وأحمد الجبوري .. ومستخدما أيضا أسلوب دفع الرشوة إلى أعضاء الجبهة من خلال الاتصال بهم وعرض مبلغ مليوني دولار لكل نائب ينسحب من الجبهة , متوّهما أن من انضوى تحت هذه الخيمة لا كرامة لهم ومن الممكن شراء ذممهم بالأموال التي سرقها من الشعب , مستخدما أحد أذرعه في الفساد والسرقة في محافظة الأنبار في الاتصال بأعضاء الجبهة .. في الختام أقول للحلبوسي .. اللعبة قد انتهت والقرار قد صدر .. كش ملك محمد ..