عَرّابو مناصب ومُبتزون.. قصّة استخدام مقدّمي البرامج بالصراعات السياسية في العراق … وسام البازي

    عَرّابو مناصب ومُبتزون.. قصّة استخدام مقدّمي البرامج بالصراعات السياسية في العراق

    وسام الباز
    ۰٦ يناير ۲۰۲۱
    يقول الواقع إن أكثر البرامج متابعة في الشارع العراقي هي البرامج الحوارية السياسية، لكن المتابع يحصر نفسه بمتابعة عدد محدّد من المقدّمين لتلك البرامج السياسية.

    بمعنى أن الشارع لا يتابع قناة ثابتة بعينها، إنما يتابع هذا الإعلامي أو ذاك في أي قناة ينتقل لها، ويترك متابعة القناة السابقة بمجرّد انتقال الإعلامي منها لقناة تلفزيونية أخرى.

    مقدّمو البرامج السياسية من البارزين الذين يتابعهم الشارع هم “أحمد ملا طلال، عدنان الطائي، حسام الحاج، غزوان جاسم، سعدون ضمد”، ومن العنصر النسوي “سحر عباس جميل”، وفق تقرير لـ (الجزيرة نت).

    هؤلاء هم الأبرز، والأكثر متابعة من الشارع العراقي، وكل شخص منهم يرفع مشاهدات قناة ما عند ذهابه لها، ويتسبّب بانخفاض مشاهداتها عند انتقاله منها، وهكذا.

    لكن هؤلاء وغيرهم انخرطوا ضمن الصراع السياسي بحسب تقرير (الجزيرة نت)، على اعتبار أن مالكي جل القنوات التلفزيونية هم من الساسة وزعماء الأحزاب السياسية.

    بالتالي صار مالكو تلك القنوات يتنافسون لجلب هذا المقدّم وذاك لقناته لـ «كسر عظم» منافسه السياسي الآخر، فأمسى المقدّمون: «أحد أبرز وجوه الصراع الذي يتكشف للجمهور بمجرد انتقال مقدم برامج من فضائية إلى أخرى».

    «كما يدفع مالكو القنوات مبالغ مالية كبيرة للوجوه البارزة التي يُريدون انتقالها إلى مؤسساتهم. (…) وهذه الحرب بدأت منذ عام 2013 لكنها لم تكن معلَنة أو واضحة»، وفق (الجزيرة نت).

    «بيد أنها كبرت واتسعت في الأعوام الثلاثة الأخيرة»، وفق حديث مقدّم برامج عراقي كان جزءاً من هذا الصراع، واشترط عدم ذكر اسمه إبّان تصريحه للموقع القطري.

    «يعرف مالكو الفضائيات وهم من السياسيين أو رجال الأعمال الذين لديهم مصالح سياسية، أن قنواتهم التلفزيونية لن تؤثر بالجمهور من دون وجود مقدمي برامج بارزين، لذا لا يهمهم دفع رواتب عالية وهدايا مالية أيضًا»، أضاف مقدّم البرامج.

    مُبيّناً أن: «رواتب بعض مقدمي البرامج تصل إلى /15/ ألف دولار أميركي، وبعضهم حصل على مبلغ /400/ ألف دولار لمجرد الموافقة على الانتقال إلى قناة أخرى، مالكها منافس سياسي وتجاري لمالك القناة التي كان فيها، والهدف من ذلك الابتزاز والتأثير».

    من جهته قال مقدّم البرامج السياسية المعروف “ريناس علي” إن «أغلب مقدمي البرامج السياسية في العراق صاروا أدوات في خلافات سياسية عبر انتقالهم من قناة لأخرى، وبالمحصلة استفاد بعض المقدمين ماليًاً من هذه الانتقالات».

    أما مقدّم البرامج “سامر جواد” فأكّد بحسب تقرير الموقع القطري أن «بعض مالكي الفضائيات تعمّدوا جعل بعض المقدّمين جزءاً من صراعاتهم السياسية، ومن ثمّ استُخدم بعض الزملاء أدوات في هذا الصراع».

    فيما اختتم الموقع تقريره بالقول إن «بعض مقدّمي البرامج السياسية في العراق صاروا جزءاً من مفاوضات جرت بين كتل سياسية، وأصبحوا عرّابين لوصول بعض الشخصيات إلى مناصب تنفيذية في الدولة العراقية»

    شاركـنـا !
    
    التعليقات مغلقة.
    أخبار الساعة