كشفت مصادر سياسية عراقية في العاصمة بغداد، عن توجه رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي، للعودة إلى المشهد السياسي استعداداً للمرحلة المقبلة التي تترقب فيها البلاد إجراء انتخابات تشريعية مبكرة العام المقبل.
ويواجه الكاظمي هجوماً إعلامياً متواصلاً من قبل القوى السياسية أجبره أخيراً على الرد على بعض الاتهامات الموجهة لحكومته والمتعلقة بملفات الفساد المالي وبرنامج الإسكان الحكومي.
وفي وقتٍ يتنقل فيه رئيس الحكومة السابق بين العاصمتين العراقية بغداد والبريطانية لندن، أطلق خَلَفه محمد شياع السوداني، حملة إقالات ونقل للمحسوبين عليه داخل الأمانة العامة لمجلس الوزراء ومؤسسات أخرى مرتبطة برئيس الحكومة، أبرزها جهازا المخابرات والأمن الوطني.
وأكد ناشط سياسي مقرّب من الكاظمي، ومقيم في مدينة السليمانية شمالي العراق، أن الكاظمي “يملك أساساً تكتلاً سياسياً شكّله خلال العام الأول لحكومته
الكاظمي والعودة إلى الساحة السياسية
وكشف الناشط أن “الكاظمي موجود حالياً في لندن لكنه يتردد إلى بغداد، ولا يوجد أي مانع يعيق ذلك كما تروج له منصات ووسائل إعلام مرتبطة بالفصائل المسلحة”. وأشار إلى أن “الكاظمي لم يقرر حتى اللحظة أن يكون هو في واجهة هذا التكتل السياسي، أو أن يكون داعماً له من دون أن يكون بالمشهد بصورة مباشرة. كما أن مسألة تأسيس كيان جديد أو البقاء ضمن إطار تيار المرحلة، لم تحسم بعد حتى الآن، وهناك أشخاص من داخل التيار لم يعد لديهم الدافع للمواصلة مع الكاظمي”.
علي الفتلاوي: الكاظمي لا يملك قاعدة شعبية يمكن أن تسانده في أي عمل سياسي
و”تيار المرحلة” هو كيان سياسي ولد عقب خفوت الاحتجاجات الشعبية في العراق، التي اندلعت في أكتوبر 2019، واستمرت لأكثر من 14 شهراَ. وقدّم التيار نفسه، بأنه منبثق عن ساحات الاحتجاج في عموم لكن ناشطين وتنسيقيات مختلفة لم تعترف بكونه من القوى الميدانية الناشئة عن التظاهرات، على غرار القوى الأخرى، مثل البيت العراقي والبيت الوطني وحركة نازل آخذ حقي وحراك تشرين والتيار المدني ومسميات أخرى.
من جهته، قال القيادي في تحالف “الإطار التنسيقي”، علي الفتلاوي، لـ “العربي الجديد”، إن “معلومات وردت من مصادر مختلفة تؤكد حراك رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي لتشكيل تكتل سياسي تابع له، بهدف العودة إلى الساحة السياسية مجدداً في الانتخابات المقبلة”.
وأعرب الفتلاوي عن اعتقاده بأن “سعي الكاظمي للعودة إلى الساحة لن ينفعه بشيء، وهذا التكتل سيكون مصيره الفشل والإخفاق، ولن يتمكن من الحصول على قاعدة شعبية، فالكاظمي أخفق في الكثير من الملفات الحساسة التي تهم حياة المواطنين خلال تسلمه رئاسة الحكومة، ولذلك لا يملك قاعدة شعبية يمكن أن تسانده في أي عمل سياسي مرتقب”.