نشرت صحيفة النيويورك تايمز الامريكية، تقريرا ميدانيا يظهر التحولات التي طرأت على بغداد في العقد الاخير، لا سيما فيما يتعلق بتقلص المساحات الخضراء على حساب زيادة وارتفاع الكتل الخرسانية، في اشارة الى المباني المرتفعة والمولات التي انتشرت في العاصمة.
وقالت الصحيفة الامريكية في التقرير انه “على طول الطريق السريع القريب من منطقة الدورة ببغداد، ترتفع جذوع أشجار النخيل الميتة عبر التربة الرملية مثل أصابع من قبر، حيث تم استبدال بقايا البساتين بقفزة بناء في عاصمة العراق الآخذة في الاتساع”.
وذكرت انه “تم التضحية بالعديد من البساتين والحدائق في بغداد لبناء غير منظم إلى حد كبير على مدى العقد الماضي، مما قلل من المساحات الخضراء التي ساعدت تقليديًا في الحفاظ على العاصمة ملائمة للعيش مع ارتفاع درجات الحرارة في واحدة من أكثر المدن حرارة في العالم”.
ووصفت الوضع بانه “تتسارع أعمال البناء – القانونية وغير القانونية – في بغداد وسط نقص خطير في المساكن وما وصفه رئيس الوزراء العراقي بأنه أموال مغسولة تتدفق على استثمارات عقارية كبرى”.
وبحسب الصحيفة ان “الدراسات تشير إلى أن المناطق المظللة في بغداد أبرد بخمس درجات عن المناطق التي لا يوجد بها غطاء نباتي. بدون الأشجار والنباتات، وتمتص الأسطح الخرسانية والمعدنية الحرارة ثم تشعها مرة أخرى، مما يخلق ما يعرف باسم جزر الحرارة الحضرية”.
وتوضح الصحيفة انه “في العقود القليلة الماضية، ارتفعت درجات الحرارة في دول الخليج العربي، بما في ذلك العراق، بمعدل ضعف السرعة العالمية، وأكثر من العديد من مناطق العالم الأخرى. الآن، أسوأ شهور الصيف تكاد تكون غير صالحة للعيش”.