اعتبر تقرير إسرائيلي، أن زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى الإمارات، ومن قبلها إلى روسيا وسلطنة عمان، يعكس نشاطا دمشقياً، يشير إلى أن النظام السوري بدأ يستعيد دوره السابق في المنطقة.

لأسد الذي سافر إلى الإمارات، لأول مرة في آذار/مارس من العام الماضي، افتتح حقبة جديدة من النجاح الدبلوماسي، مع أبوظبي العاصمة الرئيسية في “اتفاقات إبراهيم”، في حين أن سوريا لا تربطها أي علاقة مع إسرائيل.

الأسد وبن زايد

وفي هذا الصدد، ذكر تقرير لصحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية ترجمته وكالة شفق نيوز، أن “النظام السوري يعتقد أنه يعود الى دوره السابق في المنطقة، وأن دمشق، بعد عقد من الحرب الاهلية، تشعر بالثقة مرة أخرى”، على الرغم من أن شمال سوريا ما يزال محتلاً من قبل القوات التركية والجماعات المسلحة، وتعمل قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة في شرق سوريا الى جانب قوة أمريكية”.

وبما أن الإمارات ونظام الأسد، يقومان بترميم علاقاتهما ببطء خلال السنوات الماضية، رأى التقرير الإسرائيلي، أن “زيارة الأسد الجديدة إلى أبوظبي، ستخضع للمتابعة في المنطقة”، موضحاً أن “العلاقات بين أبوظبي ودمشق تمثل أولوية لكلا البلدين”.

ونوه التقرير، إلى أن “قيام الأسد بثلاث زيارات إلى الخليج، بما في ذلك زيارة الى سلطنة عمان، يظهر كيف أن سوريا تعتد أنها بإمكانها تأمين العديد من الامور التي تحتاجها من المنطقة”.

ولفت إلى أن “استقبال دمشق مرتين لوزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، يشير إلى مدى التقدم الذي يتم إحرازه”، مضيفاً أن “هذه اللقاءات الرمزية هي من الواضح، جزء من موجة دبلوماسية في الشرق الأوسط.

السعودية وإيران

وفي هذا الإطار، أشار التقرير الإسرائيلي، إلى أن “السعودية وإيران قررتا المصالحة في علاقاتهما كجزء من عملية توسط فيها العراق والصين.

كما أن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو التقى بنظيره المصري مؤخرا في القاهرة، قائلاً إن أنقرة تريد “إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين على اعلى مستوى”.

وقد يقود ذلك، بحسب التقرير، إلى لقاء الرئيسين التركي والمصري، مذكراً بتصريح جاويش أوغلو الذي قال فيه إن “من المحتمل أن نختلف في المستقبل، لكننا سنبذل قصارى جهدنا لتجنب كسر علاقاتنا مرة اخرى”.

ورأى التقرير الإسرائيلي، أن ذلك يشكل تحولا كبيرا في اللهجة بالنسبة لأنقرة بعد سنوات كانت خلالها تطلق التهديدات ضد مصر، وذلك عشية الانتخابات التركية المقررة في مايو/آيار المقبل.

نفوذ أمريكا وروسيا

وأوضح التقرير أن “هذه التغييرات الحاصلة في المنطقة تجري في ظل تصور متزايد بأن الولايات المتحدة أصبحت أقل تركيزا على الشرق الأوسط”.

وبين أن “الغزو الروسي لأوكرانيا يعني أيضاً أن موسكو لا تضع تركيزها على المنطقة هي الأخرى، وهو ما يعني أن القوى الإقليمية قررت أن تتحرك بمفردها وتقوم بإصلاح العلاقات”.

ورأى التقرير الإسرائيلي، أن “هذه الدول ربما تشعر أن هناك حاجة إلى تصحيح العلاقات في عالم غير مؤكد حيث لم تجلب لهم الصراعات النجاح الذي كانوا يعتقدون أنه سيتحقق من خلال الحروب والتدخلات والغزوات”.

وعلى سبيل المثال، نوه التقرير، إلى أن “السعودية وإيران خاضتها حربا بالوكالة في اليمن منذ العام 2015، في حين أن الإمارات تدخلت أيضا في اليمن، بينما ساعدت دول مثل قطر المتمردين في سوريا، إلا أنه يبدو أن العديد من الدول تظن أن الوقت قد حان للخروج من أعمال الحروب بالوكالة وتمويل الميليشيات، والتركيز بدلاً من ذلك على الدبلوماسية”.

وفي هذا الإطار، ذكر التقرير الإسرائيلي، أن زيارة الأسد إلى الإمارات، يمكن أن تتوج بمزيد من العلاقات في الخليج، بالإضافة إلى احتمال عقد لقاء مع القادة الأتراك”.

وتابع بالقول: “هذه هي الاسئلة الرئيسية بعد هذه زيارة الأسد إلى أبوظبي، فكيف ستعيد العلاقات الجديدة مع الامارات تشكيل سوريا؟ وهل سيتمخض عنها أي تغيير في علاقة سوريا بإيران وتركيا أو قطر؟ وما هو الدور الذي ستلعبه في علاقات سوريا مع مصر والأردن؟

وختم التقرير بالإشارة إلى أن “علاقات سوريا الجديدة مع مختلف الدول المستقرة، قد تكون بمثابة مسار خاص بها تماماً ولا يؤثر على مسألة الوجود الإيراني في سوريا”.