لو نظرنا الى الرقم +999 ربما سيأخذنا تفكيرنا الخصب الممتلئ بالنوايا السوداء والمفعم بسوء الظن الى تذكر الرقم +18، بسبب تخمة ما ظهر لنا وتم الترويج له من قبل صنّاع المحتوى التافه والهابط الذي ادى الى تدهور النسيج المجتمعي وزاد من الانحدار الاخلاقي ، نتيجة كثرة البدع الالكترونية التي ما انزل الله عليها من سلطان والتي ليس فيها هدف ولا مضمون ولا فحوى ناضج، حتى اصبحت ذاكرة هواتفنا لاتتحمل الترهات رغم انها اكثر من تعمل بسياسة الاستيعاب والاحتواء، وتتحمل كثر ما ينشر من محتويات بسبب كثرة الكروبات والمنتديات ، التي كان من المفترض ان تشخص الاخطاء وتطرح الحلول وتعالج الخلل والهفوات وترأب التصدع الموجود في القشرة الداخلية لانسجة المحتويات الهادفة ، حتى اضطررنا لمسح برامج مهمة في بعض الاحيان نزولاً لطلبات الاضافة اليومية ، حتى وجد البعض نفسه ادمن او مشرف وبكلا الحالتين لا اعرف مدى اهمية الافراط بكل هذه المجموعات التي بدأت تنشطر بصورة مستمرة نتيجة اختلاف بعض اعضاء اداراتها على غرار اختلاف وانشطار الاحزاب والقوى السياسية، كلها تحمل عناوين براقة ومختلفة وجميعها تستهدف استقطاب واختيار النخب ، التي تؤثر في صناعة الرأي العام وجودة القرار السياسي او لغرض ان تكون بمثابة مجموعات ضغط تحاول تقويم العمل التشريعي والرقابي والتنفيذي كما تفعل منظمات الNGOs في دول العالم المتحضر، لكن بواقع الحال وبسبب التوجهات السياسية والايدلوجية المختلفة اصبح الكثير منها عبارة عن منابر للتنابز والمماحكات والمناكفات السياسية والطائفية التي لاتسمن ولا تغني من جوع ،على اثرها تجاوزت اعداد الرسائل الغير مقروءة الى +٩٩٩ ، وبدأنا نفقد الشهية والقدرة على قراءتها والتمعن في حيثياتها وتفاصيلها، لنلجئ بالكثير الى الاحيان لاحذ خيار كتم اصواتها لنكتشف بانها رقم يتزايد دون فائدة ، بل اصبحت صعوبة وضيق بالوقت وغالباً لانمتلك القدرة على قراءة حتى المواضيع الهادفة والمهمة او رؤية الحوارات ذات الجودة العالية او الحصول على المعلومة المهمة والدقيقة التي تساهم في دعم مشروع بناء الدولة وبسط سلطة القانون ، والتي من المفروض تساعد الحكومة على طرح الحلول والمقترحات النوعية بعيدة جداً عن التسقيط السياسي والشخصي الذي يهدد الامن والسلم المجتمعي ويزعزع من اسس ودعائم الحكم الرشيد بشكل كامل.
انتهى ..
خارج النص / ضرورة فصل المجاملات عن القضايا المصيرية التي تقف بوجه اعلاء سلطة القانون .