مظفر النواب … شاعر العراق الثائر بقلم/ عادل الذهبي

     

    مظفر النواب شاعر الهجاء والتمرد الذي عرفه الجميع بأنه شاعراً مشرداً قضى معظم حياته وهو يتنقل بين البلدان أو في السجون العراقية ، الشاعر الثوري الشجاع الذي لا يخاف الموت إذ عرف واشتهر منذ أوائل السبعينيات بشعره السياسي الرافض بقوة للأنظمة العربية وانتقاداته اللاذعة التي كان يجسدها بقصائده ، فكان عوناً وسنداً للفقراء دائماً وكانت له قصائد كثيرة بهذا الخصوص حتى سمي بشاعر الرفض الأول ، كانت تجربة النواب عمرها نصف قرن من الرفض والمجابهة فهو شاعر الكاسيت المهرب في زمن الصراعات والتحديات ، كان النواب لا يخشى العواقب ويأبى الذل في ظل الرقابة التي انتهجتها الأنظمة العربية على النواب فلم يكترث لمراقبتهم ولا لمحاولاتهم للنيل منه ففي كل محاولة منهم للنيل منه يرد عليهم بقصيدة تمثل ثبات موقفه وشجاعته ورفضه الكبير لهم .

    لم يكن رحيل النواب عن وطنه اعتباطا أو نتيجة أسباب بسيطة يمر بها الشاعر إنما كان للمضايقات المستمرة على تحركاته ونشاطاته الوطنية وملاحقته لها الأثر الكبير لمغادرته لبلاده لذلك يعتبر رحيله عن وطنه من أصعب المراحل في حياة شاعر الغربة والضياع ، النواب تعود كثيراً على النفي والتشرد من مكان الى مكان آخر فمن بيروت الى دمشق والقاهرة وأريتريا وفرنسا مروراً ببريطانيا وفرنسا وأمريكا وصولاً الى مكانه الأخير إمارة الشارقة ، وفي رحلته الشاقة هذه ضل النواب يبحث عن وطنه الذي ما غاب عن ذاكرته طيلة رحلته وتنقله بين البلدان ، يمثل رحيل النواب خسارة كبيرة للأدب العراقي لما كان يمثله كنموذج للشاعر الملتزم الواقعي جداً .

    في 20/5/2022 ، ظهر يوم الجمعة من العام الماضي غادر عالمنا الشاعر الذي أغضب الأنظمة العربية الشاعر الجريء جداً بعد مسيرة ورحلة طويلة حافلة للغاية ومليئة بالشعر والإبداع والهروب والسجون والمضايقات ، إذ يمثل النواب أيقونة ثورية وأدبية للعراقيين خاصة وللعرب بصورة عامة ، شيع جثمان مظفر النواب في العاصمة بغداد وسط حضور جماهيري حاشد ونخب ثقافية وأدبية وحضور رئيس الوزراء العراقي آنذاك مصطفى الكاظمي ، ليبقى النواب رمزاً عراقياً في أذهان الجميع تارك لنا إرثاً أدبياً وفنياً رائعاً ومحترم .

    شاركـنـا !
    
    التعليقات مغلقة.
    أخبار الساعة