شارع المتنبي ملاذ الشعراء والمثقفين… عادل الذهبي

     

    شارع المتنبي أو كما يحلو للبعض بتسميته شارع الثقافة يعتبر الشريان الثقافي لأهالي بغداد حيث تزدهر فيه تجارة الكتب والمجلات والقرطاسية بمختلف أنواعها ، ففي هذا المكان لا يباع ولا يشترى سوى الكتب ، ينشط شارع المتنبي بصورة خاصة ونشاط مختلف في يوم الجمعة اذ يعج برواد هذا الشارع من شعراء وأدباء وفنانون وكتاب ووافدين عرب وأجانب للاستمتاع بأجواء هذا المكان والقيام ببعض الفعاليات الفنية والثقافية والبحث عن أبرز الكتب والمطبوعات قديمة كانت أو حديثة ، حين تمشي في شارع المتنبي تشعر بطبقات التاريخ المتراكمة في أرصفته وأماكنه ومحاله القديمة وأماكن الاستراحة فيه ، في المتنبي ستجد ما يسليك ويسعدك من موسيقى هادئة ومقطوعات شعرية تلامس الجمال إلى فن الرسم والكاريكاتير واللوحات الإبداعية لأمهر الرسامين والفنانين إضافة إلى ما يقدم من جلسات ثقافية أسبوعية بحضور الكتاب والشعراء وطبقة من المثقفين ، لن تتميز رحلتك إلى شارع المتنبي الثقافي إلا بالجلوس في مقهى الشابندر المقهى التراثي البغدادي القديم الواقع نهاية شارع المتنبي اذ يعتبر أحد المعالم الثقافية في العراق ، ستجد في شارع المتنبي ما يجعلك سعيداً ومبتهجاً فور وصولك لهذا الشارع العريق بكل ما يحمله من فن راقي وثقافة محترمة جداً فهو المكان الذي لا يختلف عليه اثنان في مدى أهميته وجماله وروعته اذ يمثل شارع المتنبي شاهد حي على تاريخ العراق الحديث ، وعلى الرغم من مرور تسعة قرون على شارع المتنبي فما زال هذا الشارع الثقافي في بغداد المكان الوحيد الذي لم تصبه الشيخوخة رغم تعاقب الحكومات والأنظمة بل أصبح أكثر جمالاً وألقاً وأستقطاباً للسواح والوافدين من مختلف أنحاء العالم اذ يمثل في ضوء ذلك أيقونة بغدادية ثقافية ومركزاً للقاءات الإعلامية والأدبية ، شارع المتنبي تاريخ عريق وعطاء لا ينضب وأستمتاع حقيقي بالفنون الأدبية والفنية والثقافية ، المتنبي دليلك نحو الجمال والمتعة .

    شاركـنـا !
    
    التعليقات مغلقة.
    أخبار الساعة