الشباب الأمي.. شريحة قسى عليها الزمن فأثمرت العوز والبؤس والحرمان

    تحدثت مع عدد من الشباب الذين زادتهم الحياة ضنكا وحاجة، بعد ان عجزت ألسنتهم من مناجاة مسؤولين لا يسمع منهم كما قالوا سوا التصريحات والوعود لتحسين واقعهم.

    يقول مهدي جبر 23عاما، إن “امور عدة نعانيها اليوم اهمها عدم انصافنا من قبل الجهات التي يفترض ان نكون نحن من ضمن واجباتها، فأنا اعمل في محال تصليح السيارات وما القاه من قبل صاحب المحل لا يحتمل وكل هذا بسبب عدم معرفتي القراءة التي لو كنت اعرفها لما كان هذا حالي الذي يصعب على كل من يحمل بقلبه ذرة من الانسانية والشفقة”.

    ويضيف ان “الظروف الصعبة التي حلت بنا كانت جديرة بأن نترك مقاعد الدراسة والتوجه منذ الصغر الى العمل للمحافظة على حياتنا واسرنا من الضياع والمستقبل المجهول، فبرغم صعوبة العمل لكني مجبر لعدم وجود بديل يحقق لي ما اريد”.

    ويشير احمد نوار 25 عاما الى “عدم وجود فرق وهيئات واتحادات حكومية من شأنها متابعة امور وقضايا تلك الشريحة المهمة التي لا تعرف القراءة، العودة الى مقاعد الدراسة والتعلم من جديد، هذا هو مطلبي الا اني الان مسؤول عن اسرة بكاملها فكيف سأوفق بين عملي ودراستي وانا اعلم ان الدراسة هي سر نجاح كل انسان في هذا العالم”.

    ويطالب طارق خضر، موظف حكومي، الجهات المعنية بـ”توفير مراكز خاصة من اجل البدء بتعليم كبار السن وصغار السن لاسيما شريحة الشباب التي يعول عليها في بناء البلاد والتوجه به نحو الاعمار والتطور”، مبينا ان “المسألة تحتاج الى وقفة حقيقة من قبل كل المسؤولين للوقوف من اجل انقاذ تلك الشريحة”.

    ويتمنى حسين راشد، 27 عاما، ان “لا يكون هناك أمي واحد في العراق ورغم كوني لا اجيد القراءة الا انني متزوج من معلمة تجيد اللغة العربية وهي بشكل يومي تقوم بأعطاء دروس لي من شأني الاستفادة والتعلم منها، اليوم انا في مراحل متقدمة لكن حزني على من لا تتوفر له الامكانيات والظروف لكي يتعلم اللغة، حقيقة كارثية ان يكون فينا اليوم ونحن في العام 2014 من لا يجيد القراءة والكتابة”.

    ويضيف امجد فهد، مدرس عربي،  ان “اغلب الشباب الامي بحاجة الى وقفة حقيقة من قبل الجهات الحكومية التي من المفترض ان تضع الشباب في اولويات عملها لما لهم من اهمية وضرورة في الوقت والظروف الراهنة، والاجدر ان يكون هناك احصائية شاملة لجميع المحافظات لغرض معرفة الارقام المهولة التي تزايدت بعد العام 2003 ومعالجة الموقف بالسرعة الممكنة”.

    ويتابع، “يجدر بالجهات المعنية تسيير فرق جوالة لاغلب المناطق الشعبية والاحياء الصناعية التي يكثر فيها الشباب وتعدادهم بالطريقة الصحيحة وتبيانها للمؤسسات التي تأخذ على عاتقها تعليمهم وتدريسهم بالطرق التي تمكنهم من خوض الحياة كما ارادوا وليس كما ارادت هي لهم”.

    ويعزو رائد جبار معاون مدرسي كثرة الشباب الامي الى، “عدم وجود الارضية المناسبة التي تجعل الشباب يقبلون على المدرسة، وايضا عدم وجود ظروف وعوامل حياتية مناسبة مما جعل الاسرة تضحي بتعليم ابناءها من اجل زجهم في مهن ووظائف هي بعيدة كل البعد عن طموحاتهم وامانيهم”.

    ويوضح، “إذا ما اردنا احصاء من ترك مقاعد الدراسة ليس الذي لايعرفها من الاصل لوجدنا ان الاعداد في ارتفاع دائم بسبب الظروف الاقتصادية التي تعيشها العائلة العراقية، من غلاء الاسعار وعدم وجود فرص عمل وجلوس اغلب خريجي الجامعات في المنازل، الامر الذي دعا تلك الاسر الى عدم الاكتراث بالمستقبل الذي سيحؤل بأولادهم الذي هو في واقع الحال مظلم وشائك”.

    وتقول شيماء خضر، باحثة اجتماعية من جامعة بغداد، إن “الاجيال التي ستاتي بعد هذا الجيل من الشباب البعيد كليا عن شي اسمه دراسة وحروف ابجدية ستكون مليئة ومفعمة بروح الاحباط والفشل، وعدم التخطيط والتنسيق لحياتهم ومستقبلهم”.

    وتبين ان “الحالة النفسية لدى من لا يفقه شيئا عن الدراسة صعبة ومزرية في اغلب الاوقات، وشعورهم بأنهم لا فائدة منهم في هذه الحياة فاجعة بحد ذاتها والتي يفترض ان تكون للدولة نقاط وعوامل كفيلة بتغيير هذه النفسية وهذة النظرية لدى معظمهم”.

    شاركـنـا !
    
    التعليقات مغلقة.
    أخبار الساعة