قاسم الغراوي
كاتب وصحفي
ان المنازلة الكبرى في طوفان الأقصى أفرزت واقعا جديدا رغم التضحيات بعد ان ركزت على أسباب عجلت بها .
الكثير من الوقائع والظروف التي عاشها الشعب الفلسطيني داخليا مثل بناء الجدار العازل وتدنيس المقدسات والحصار والاذلال والسجون والقتل المبرمج لم يتحمله الشعب الفلسطيني فكان الطوفان .
وأما عربيا وإسلاميا فالتطبيع والكثير من التنازلات والمؤامرات اقليميا (عربيا) بحق الشعب الفلسطيني جعلت حقوقه في مهب الريح بل ساعدت على التمادي على حقوقه في الحياة الحرة الكريمة،وكذلك تراجع السلطة الفلسطينية في تحقيق مسارات النجاح لصالح القضية الفلسطينية في المفاوضات مع الكيان الصهيوني .
ومن الأسباب الأخرى التي نعتقد بانها الضربة القاصمة للقضية الفلسطينية هي الضغط على المملكة العربية السعودية لغرض التطبيع وهذا بحد ذاته سيشجع الغالبية من الدول ان تحذو حذوها على اعتبار أنها اكبر دولة إسلامية وستتبعها الدول متاسية بهذا الموقف ستخنق القضية الفلسطينية والى الأبد
كما ان العالم نسي القضية الفلسطينية وكانّها حدث عابر ولاوجود لها والواقع ان امريكا ودول اوربا وبالذات بريطانيا وفرنسا اكبر المتآمرين عليها لأنها تمنع اي قرار يصب في صالح القضية الفلسطينية وانهاء المعانات فيها بدليل اتفاقية حل الدولتين منذ اتفاق أوسلو ولم تتحقق خطوة واحدة بهذا الاتجاه .
كل هذه الأسباب عجلت في معركة طوفان الأقصى لتعيد القضية الفلسطينية إلى واجهة الأحداث دوليا واقليميا وعربيا وإسلاميا وشعبيا .
وستفرز هذه المواجهة مسارات واستراتيجيات جديدة على المستوى السياسي للقضية الفلسطينية وتغيير سبل المواجهة مع الكيان الصهيوني الذي خسر الكثير ومني بالخسائر العسكرية والنفسية والاقتصادية .
نعتقد ان هناك فرصة جديدة مواتية لتغيير أصول اللعبة في أسلوب التفاوض على اعتبار ان الورقة الرابحة ستكون مع القضية الفلسطينية فيما إذا توحدت الرؤيا والمواقف الضغط وبقوة في خطاب واضح من قبل قادة الدول الإسلامية والشعوب العربية والإسلامية .