الأقمار الصناعية تساعد في اكتشاف مجمع أثري في مدينة أور

    يتألف المجمع من عدة غرف مبنية حول فناء كبير. وأمكن العثور عليه باستخدام التكنولوجيا وصور الأقمار الصناعية ويعتقد أنه كان مقرا إداريا لواحدة من أقدم المدن في التاريخ.

    وذكرت جين مون عضو فريق خبراء الآثار البريطاني أن صور الأقمار الصناعية أشارت إلى وجود مبنى مدفون تحت الأرض في الموقع.

    وقالت “أعتقد أن الاكتشاف المهم هو الموقع نفسه والمبنى الكبير الموجود فيه. لدينا صور التقطتها الأقمار الصناعية لحسن الحظ. عندما عملت هنا سابقا في السبعينات والثمانينات لم نكن نستطيع الحصول على صور من الأقمار الصناعية. إذن فلدينا بعض التصور لما عثرنا عليه هنا وهو كبير جدا ولا بد أنه مبنى عام.

    وأضافت أن خبراء الآثار يعكفون حاليا على دراسة الغرض الذي كان يستخدم فيه المبنى قبل آلاف السنين.

    وقالت “سيكون لهذا أهمية خاصة لأنه رغم اكتشاف مبان من هذا القبيل سابقا فقد كانت تلك الاكتشافات قبل وقت طويل ولم تستخدم فيها الوسائل الحديثة. من هنا أهميته الكبيرة. نكشف عن هذا الأثر شيئا فشيئا ولقد بدأنا نتصور شكله. الخطوة التالية ستكون معرفة فيم كان يستخدم.”

    وقدر خبراء جامعة مانشستر مساحة المبنى بنحو 80 مترا مربعا وقدروا تاريخ إنشائه بنحو عام 2000 قبل الميلاد.

    وترأس جين مون فريق الخبراء بالاشتراك مع البروفيسور ستيوارت كامبل. وبدأت أعمال الحفر في أبريل نيسان 2013 بموقع تل خيبر على بعد 40 كيلومترا عن زقورات أور الأثرية والزقورات هي أهرام بلاد الرافدين الأثرية وكانت معابد مدرجة الشكل أشهرها زقورة مدينة أور .

    وسيجري الفريق تحليلا لبقايا النباتات والحيوانات الموجودة في الموقع ليستعينوا بالنتائج في وضع تصور للظروف الاقتصادية والبيئية في المنطقة قبل نحو 4000 سنة.

    وذكرت جين مون أن من المرجح أن ثمة آثارا أقدم طمستها أعمال البناء والتعمير التالية لها تاريخيا وأن الباحثين يسعون إلى وضع تصور واضح للإطار الزمني لكل اكتشاف.

    وقالت جين مون لتلفزيون رويترز “الجزء الذي نعمل فيه حاليا يرجع إلى بدايات الألفية الثانية قبل الميلاد.. ربما بين 1900 و1750 قبل الميلاد. علينا أن نحدد الإطار الزمني بمزيد من الدقة. هذا أحد أهدافنا وربما يكون ذلك هو تاريخ المبنى الكبير. لكننا نعلم أن الموقع كان مأهولا قبل ذلك. وجدنا قطعا صغيرة من آنية فخارية دلتنا على وجود عمران قبل 1000 عام من ذلك على الأقل.. ربما قبل 2000 سنة. لكن هذه الأماكن طمسها العمران اللاحق. لذلك فمن المرجح أن العمران اللاحق هو الذي سيدلنا على المزيد مما نسعى إلى معرفته. تلك فترة بالغة الأهمية وزمن اضطراب سياسي هائل في جنوب العراق.”

    وهذا هو أول فريق أثري يجري عمليات تنقيب بجنوب العراق منذ أواخر الثمانينات.

    وقالت جين مون “معظم الناس يعتقدون أن التواجد هنا محفوف بالمخاطر لكننا كما ترون آمنون تماما. نود أن نشجع الآخرين على الحضور. بات خبراء الآثار العراقيون في عزلة عن المجتمع الدولي ونود أن نشجعهم على إعادة التواصل.”

    ويقول خبراء الآثار إن أبحاثهم سوف تلقي مزيدا من الضوء على الدويلات الصغيرة التي كانت تتألف كل منها من مدينة واحدة في تاريخ العراق.ad

    شاركـنـا !
    
    التعليقات مغلقة.
    أخبار الساعة