ويبدو أن هذا هو الانطباع السائد بين سكان عاصمة الرشيد بغداد، فبعد سنوات لا تحصى من الوعود هاهو العام 2014 يطل على شوارع وأزقة ودرابين العاصمة ومازال الحال هو الحال والشكوى هي الشكوى، ولم يتغير شيء ماعدا الأرقام، فأغلب المواطنين اليوم، وبشهادة كثيرين يعانون من أكوام النفايات التي باتت عنواناً لأغلب مناطق وأحياء العاصمة وعلى جانبيها الكرخ والرصافة، وهي تنذر وبغض النظر عن “الأحلام الوردية” ببغداد أجمل وأنظف، بانتشار أمراض خطيرة وعلى الأخص في الأحياء الفقيرة التي لا يتذكرها أحد
تجولت في اغلب أحياء العاصمة.. رأت وشاهدت حالات وأمورا كثيرة، نجمل بعضها لا جلها عسى أن تجد من المسؤولين من يستمع أو على الأقل يلتفت إليها.
ويقول مصطفى حسين من حي الدورة “منطقتنا تعاني من انتشار الأوساخ بشكل كبير لا سيما وأننا نسكن بالقرب من محال تجارية لا يبالي أصحابها برمي نفاياتهم فيها وبشكل يومي، الأمر الذي دعاني لمطالبتهم بعدم رميها بصورة تجعلها أشبه بكتلة كبيرة قد تستغل لفعل أمور لا يحمد عقباها”، في إشارة منه إلى إمكانية تفخيخها من قبل المجاميع المسلحة.
ويضيف “كان الأجدر بأمانة بغداد أن تقوم بعمل مضاعف وتشعر بحجم المعاناة التي تعيشها أحياء بغداد فرغم الإمكانيات التي تتوافر لدى أغلب دول العالم، إلا أننا لم نتقدم خطوة واحدة من ناحية التقنية المستخدمة في مجال النظافة، فمعظم الآليات المستخدمة لا تلبي طموح ورغبة الجميع بتحقيق أمور يفترض لها أن تكون على أرض الواقع”.
ويشير عدي أسامة من سكنة الكرادة إلى أن “الجهات الأمنية يفترض أن تعاقب وتحاسب المقصرين أو الذين يرمون النفايات على جانب الطريق، ما يسبب تأثيرات سلبية على ساكني المناطق والأحياء السكنية، فعدم شعور البعض بالأضرار الناتجة عنها تكون سببا للقيام بأعمال جانبية خطيرة ومؤذية”.
ويضيف “الأمراض التي تنتج عن تجمع هذه النفايات تكون كفيلة بموت أصحابها لا محالة فأغلب النفايات تلقى مقابل مناطق الأماكن الشعبية والفقيرة التي نادرا ما يلتفت لوجودها أحد، مما يُحتم على الجهات المسؤولة أن تكون على أهبة الاستعداد لإزالة نفايات تجثم على صدور أولاء الأهالي رغم مناشداتهم المتكررة”.
مواطن: هذا ليس لسان حالي بل لسان حال الجميع
ويتساءل حيدر ثامر من شارع الصناعة “أما كان الأجدر بالجهات المعنية أن تقوم بتنظيف شارع الصناعة الذي يعد مركزا رئيسا لبيع الحاسوب وأدواته؟ والذي يعد محط أنظار الجميع وبشكل يومي للتبضع والتسوق، أما كان الأفضل بأمانة بغداد أن تشكل لجان رقابية لجميع شوارع بغداد للسيطرة على الموقف ومحاسبة المخالفين؟، كلماتي قد تكون لسان حال أغلب ساكني وزوار هذا الشارع”.
ويلفت ثامر إلى أن “نفايات محلات بيع الحاسوب إضافة لنفايات محلات تصليح السيارات باتت حملا ثقيلا على الشارع وعلى ساكنيه، لذا من الواجب أن تكون هناك حملات كبيرة لإنقاذ وتخليص الشارع الذي يعد قبلة التكنولوجيا من واقعه المؤلم والمزري”.
من جهته، يشدد فاضل جاسم من سكنة حي الإسكان على “ضرورة أن تخصص أمانة بغداد في جميع المناطق مراكز خاصة لرمي النفايات من خلال إقامة مناطق عزل لا تؤثر على المواطنين أو من خلال توزيع حاويات النفايات على كل منزل بشرط أن تكون هناك في اليوم الواحد زيارة صباحية ومسائية لعمال النظافة ليتمكن المواطن من الخلاص من أعباء النفايات التي يرى البعض أن الشوارع والأزقة مكانها الوحيد”.
فيما تطالب سجى فوزي من حي الشعب “باستثمار الطاقات الشبابية الموجودة في اغلب المؤسسات المعنية بهذا الأمر والعمل على تطبيقها على ارض الواقع فدول العالم قامت بإعادة استخدام تلك النفايات بأعمال ومشاريع مهمة من شأنها النهوض بقطاع معين يهم الدولة والمجتمع “.
وتدعو فوزي الأمانة إلى “التوجه وبالسرعة الممكنة إلى المناطق الشعبية لأنها تفتقر وبشكل دائم لأبسط أنواع الخدمات ومنها إزالة المخلفات والأوساخ، التي نشرت بين الأهالي أمراضا وأوبئة خطيرة”، مبينة أن “تصريحات الجهات المختصة لم تعد كافية بقدر النزول والعمل على ارض الواقع خدمة لمواطن ناله من المعاناة والإهمال نصيب لا يحسد عليه”.
وكانت قد أعلنت محافظة بغداد في وقت سابق عن وصول الحاويات الخاصة بجمع النفايات التي سيتم استخدامها ضمن حملة مرتقبة للنظافة في مناطق أطراف بغداد، فيما قال محافظ بغداد علي التميمي إن “الحاويات التي وصلت مختلفة الأحجام إذ تم استلام ١١٤ ألف حاوية سعة ١٢٠ لتر و٦ الأف سعة ٦٦٠ لتر ووصول ٦٢٥٠ حاوية سعة ١١٠٠ لتر”، مؤكدا أن “المحافظة تعاقدت لأجل الحصول على ٢٢٠٠ حاوية سعة ١١٠٠ لتر بقيمة ٩٥٠ مليون”.
أمانة بغداد: سنخصخص قطاع النظافة
من جهتها أكدت أمانة بغداد “عزمها خصخصة قطاع النظافة في جميع مناطق العاصمة بغداد ومباشرة شركة لبنانية بأعمال تنظيف الشوارع الرئيسة والفرعية والجسور والمجسرات والنصب والتماثيل والمناطق السكنية والصناعية والتجارية والحدائق والمتنزهات وشبكات الأمطار ورفع الأنقاض إلى مواقع الطمر الصحي وغسل الشوارع يومياً”.
ويقول أمين بغداد نعيم عبعب الكعبي في بيان تلقته إن “أمانة بغداد أبرمت عقداً مع شركة (كلولب كليزر) اللبنانية المتخصصة لإدارة قطاع النظافة والنفايات في قاطع بلدية الكرادة لمدة خمس سنوات وبكلفة (18) ملياراً و(480) مليون دينار سنوياً”.
ويشير الكعبي إلى أن “تنسيقاً سيتم مع قيادة عمليات بغداد ومديرية المرور العامة لتسهيل حركة وتنقل آليات الشركة للدخول إلى المناطق الواقعة ضمن رقعة عملها من اجل أداء واجبها بالشكل الأمثل والنهوض بالواقع الخدمي للعاصمة بغداد”.
يذكر أن أهالي العاصمة يعانون من انتشار الأوساخ والنفايات في اغلب المناطق والذي يتسبب لهم بمخاطر وأمراض خطيرة ناجمة عن هذه الأكوام، فمطالباتهم بسرعة إزالتها ومحاسبة المقصرين عن أداء واجبهم باتت شغلهم الوحيد الذي يراد له التطبيق وبشكل يومي.