وقال مدير عام دائرة التوعية والاعلام البيئي أمير علي الحسون ان” الفرق الفنية التابعة لمركـز الوقاية مـن الإشعاع، أعدت مشروعا مهما لمراقبة المياه الجوفية للمناطق القريبة من المواقع النووية المدمرة والملوثة إشعاعيا، وإجراء عمليات مسح جيوفيزيائي للمواقع المشمولة بالمشروع، ( موقع التويثة في محافظة بغداد وموقع طمر النفايات المشعة في عداية في محافظة نينوى، المشمولين ببرنامج تصفية المنشآت النووية المدمرة في العراق، وموقع معمل الحديد والصلب في محافظة البصرة)، لغرض معرفة إمتداد الطبقات الجيولوجية للموقع وحفر عدد من آبار المراقبة البيئية ضمن وبالقرب من هذه المواقع ودراسة التاثيرات السلبية الناتجة عن إنتقال الملوثات الاشعاعية على عناصر البيئة والتي تؤدي بالتالي الى تأثيرات بيئية وصحية على المواطنين نتيجة إنتقال هذه الملوثات من المياه الجوفية الى الانسان”.
وأضاف ان” المشروع يستند على تنفيذ خطة عمل متكاملة معدة من قبل مركز الوقاية من الاشعاع بالتعاون والتنسيق مع (مختبرات سانديا الأميركية)، التي تتضمن إستخدام احدث التقنيات العلمية في جمع وتحليل نماذج المياه الجوفية وتنفيذ المراقبة البيئية واجراء جميع التحاليل الكيميائية لمعرفة محتوى المياه من المعادن الثقيلة ورصد حالات التلوث الاشعاعي”.
وتتضمن فكرة المشروع بناء وتجهيز نظام مراقبة بيئية للمياه الجوفية في المناطق الواقعة ضمن او القريبة من المواقع النووية المدمرة او الملوثة اشعاعيا ودراسة التاثيرات السلبية الناتجة عن انتقال الملوثات الاشعاعية على عناصر البيئة، والتي تؤدي بالتالي الى تاثيرات صحية على السكان نتيجة انتقال هذه الملوثات من المياه الجوفية الى الانسان عن طريق التناول المباشر او السلسلة الغذائية.
وبين الحسون ان” المشروع سيقوم بتوفير أجهزة جمع نماذج للمياه الجوفية وتأهيل سيارة حقلية لجمع هذه النماذج من الآبار ، وفق التقنيات العالمية الحديثة المستخدمة لهذا الغرض، وتوفير اجهزة مراقبة المياه الجوفية ضمن المواقع المذكورة، اضافة الى التعاقد مع عدد من الخبرات العراقية من ذوي الخبرة والاختصاص للعمل كأستشاريين ضمن مركز الوقاية من الاشعاع لبناء قدرات الكوادر العاملة في المركز من خلال اعداد المناهج التدريبية التخصصية”.
وأشادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في وقت سابق، بجهود العراق في تفكيك المنشآت النووية المدمرة وإعادة بناء مفاعلات نووية جديدة للاغراض السلمية متمثلة بالجانب الصحي لعلاج بعض الامراض.
وتعتبر المياه الجوفية احد المصادر الرئيسية المهمة للمياه العذبة في اي بلد وهي تشكل مصدرا اساسيا للزراعة والرعي وخاصة في المناطق البعيدة عن المصادر السطحية كالانهار والبحيرات، حيث تعتمد شريحة كبيرة من سكان العراق في المناطق الجنوبية والشمالية وحتى الوسطى على الآبار كمصادر رئيسية للمياه وفي جميع الاستخدامات (الشرب والرعي والزراعة ).
وحيث ان تلوث المياه الجوفية بالملوثات الاشعاعية، يؤدي الى خسارة هذا المصدر الحيوي وخصوصا في ظل الظروف الحالية التي يعيشها العراق من نقص في المياه السطحية القادمة عن طريق الانهار بسبب تقاسم الحصص المائية بين بلدان المنابع لنهري دجلة والفرات، اضافة الى ان تلوث هذه المصادر يؤدي الى الخسارة المستقبلية كون ان انتشار الملوثات الاشعاعية في باطن الارض له تاثيرات بالغة على خطط التنمية المستدامة للبيئة والتي لا يمكن معالجتها بالطرق المستخدمة مع الملوثات السطحية.
ولعدم توفر قاعدة بيانات تتضمن النشاط الاشعاعي الطبيعي للمياه الجوفية في العراق لذا فان دراسة هذا العنصر الحيوي من عناصر البيئة ودراسة مستوى النشاط الاشعاعي يوفر رؤية واضحة عن صلاحية المياه الجوفية في الاستخدامات المختلفة في الزراعة والشرب.
وأظهرت الإستطلاعات الميدانية والقياسات التي أجراها فريق من مركز أبحاث اليورانيوم الأمريكي بالتعاون مع جهات علمية دولية أخرى، أجرى مسحأ موقعيأ لبعض مسارح العمليات العسكرية في وسط البلاد وجنوبها، أن ارتفاع مستوى التلوث الإشعاعي في مناطق شاسعة من أجواء بغداد ومناطق جنوب العراق كان واضحأ حيث بلغ عشرة أضعاف المستوى الطبيعي