قيس الخزعلي والدبلوماسية الصريحة: رسالة قوية لتركيا من أجل علاقات ثنائية مستقرة

    ميثم تركي

     

    في عالم الدبلوماسية، حيث يغلب عليها أحيانًا اللباقة والمجاملة، يبرز دور الشيخ الأمين قيس الخزعلي، الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق، كشخصية تتبع أسلوبًا جادًا ومباشرًا في التعامل مع القضايا الإقليمية، خاصةً في علاقات العراق مع جيرانه.

    في لقائه الأخير مع السفير التركي في العراق (علي رضا كوني)، لم يتردد الشيخ الأمين في طرح المواضيع الحساسة والمهمة بصراحة وجدية. أبرزها مسألة الوجود العسكري التركي على الأراضي العراقية، والذي يُعتبر بمثابة خرق للسيادة العراقية ومحور خلاف بين البلدين.

    الشيخ الأمين لم يكتفِ بالتعبير عن رفض العراق لهذا الوجود، بل أكد على استعداد الحكومة العراقية لتحمل مسؤولياتها الدستورية والوطنية. هذا التأكيد لا يعكس فقط موقف العراق الرافض للتدخلات الخارجية، بل يشير أيضًا إلى التزام بغداد بسياسة التوازن في علاقاتها الإقليمية والدولية.

    من جهة أخرى، أشار الشيخ الأمين إلى أهمية العلاقات الثنائية مع تركيا وضرورة أن تكون واضحة وبنّاءة. وأكد على أهمية تعزيز المشتركات والمصالح الثنائية، لاسيما في المجالات الاقتصادية والاستثمارية.

    الشيخ الأمين لم يغفل أيضاً عن قضية حيوية أخرى: الحقوق المائية للعراق. فقد دعا أنقرة إلى إعادة النظر بشكل جاد وسريع في حصة العراق المائية، مشيرًا إلى أهمية احترام الاتفاقات والمواثيق الدولية في هذا الشأن.

    بهذه المواقف، يبرز الشيخ الأمين كشخصية دبلوماسية تتميز بالصراحة والجدية، مؤكدًا على أن العلاقات الجارية يجب أن تبنى على أسس من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، دون تدخل طرف ثالث.

    هذا المنهج يعكس رؤية العراق لعلاقاته الخارجية ويؤكد على أهمية تحقيق التوازن والاستقرار في المنطقة.

    إن الدعوة الصريحة من الشيخ الأمين لتركيا بإنهاء تواجدها العسكري والتعامل بجدية مع قضية المياه، لا تعبر فقط عن موقف العراق الثابت والحازم، بل تمثل أيضًا رؤية استراتيجية لعلاقة جوار مستقرة ومتوازنة، تتجاوز الخلافات القائمة إلى مستوى تعاون أعمق وأكثر فاعلية.

    هذا الأسلوب الجاد وغير المجامل في التعامل، يؤكد على أهمية الدور الذي يلعبه الشيخ الأمين في تشكيل السياسة الخارجية العراقية. ويعكس أيضًا رغبة العراق في إقامة علاقات دولية قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، بعيدًا عن التدخلات والضغوط الخارجية.

    في النهاية، يمكن القول إن الشيخ الأمين قيس الخزعلي يمثل نموذجًا للدبلوماسية الصادقة والجادة، التي تسعى لتعزيز سيادة العراق واستقلال قراره الوطني، مع الحفاظ على علاقات جيدة مع جيرانه، مما يعزز مكانة العراق ودوره في المنطقة والعالم.

    شاركـنـا !
    
    التعليقات مغلقة.
    أخبار الساعة