كاتب / صحفي
صحيح أنّ ميدان الحرب مليء بالمآسي والآلام، لكنّه محمّل أيضًا بالكنوز والمعنويات، وكما كانت الحرب ضروريّةً للجْم الظلم وحفظ العزّة والكرامة، كانت محلّ بناء الإنسان وصقل روحه.
قلّما سمع أحد السياسيّين أو العسكريّين الغربيّين باسم الشهيد “قاسم سليماني” حتى نهاية العقد الاخير ، ولكن مع بداية الحرب في سوريا وطول أمدها، وخصوصًا مع المواجهات في العراق أضحت شهرة هذا القائد عالميّة. وبات الغربيّون في مواجهة مع كابوس مختلف عن حوادث الأفلام فهو كابوس مكروه لهم ولا سبيل أمامهم سوى تقديره .
ولايختلف تاريخ الشهيد المهندس عن رفيق دربه سليماني فقط في الجغرافيا لكن المبدأ والقضية جمعتهم في سوح النضال والتحديات ومحاربة الاحتلال والأفكار المتطرفة التي قادتها داعش لتخريب البنى التحتية للعراق وتشويه مفاهيم الدين الإسلامي فكان الشهيد المهندس سيفا ضد الظلم والبطش الذي مارسته سلطة البعث وكان مضحيا من أجل العراق في المنازلة الكبرى مع داعش التكفيري.
لم يكن الشهيد سليماني محباً للحرب ولكن الظروف حتمت عليه أن يتصدر مشهد التضحية من أجل الوطن والدين والانسانية فهو المسالم المحب ناكرا للذات يتمتع بذكاء علاقاته طيبة مع الجميع ، صمته بتفكر ، واراءه سديدة ، متواضع ، ويتذكر بطولات زملائه ، فهو يحتفظ بالذكريات والخزين المعرفي للفنون والعلوم العسكرية التي تجسدت عملياً في الميدان .
ابو مهدي المهندس الشهيد الذي كان يؤكد على حب الوطن والدفاع عنه والتضحية من أجل عقيدة الدين والمذهب حتى استرخص حياته من أجل هذه المباديء والقيم الإنسانية والمباديء الإسلامية السامية.
كان الشهيدين مثلا يقتدى بهم في ساحات المنازلة ووجودهم كان ضرورة لاستنهاض همم المقاتلين ورفع منسوب المعنويات ، ففي الساعات الفاصلة مابين الهزيمة
والانتصار يكون لحضور القادة الشهداء ثقلا واضحا وفاعلا ومؤثرة باتجاه كفة النصر فمن يمتلك عقيدة التضحية لا يفكر الا بالنصر .
كل الأماكن التي شهدت مواجهات بين الحق والباطل على مستوى الأمة الإسلامية كان لحضور القائد الشهيد قاسم سليماني بصمة في تغيير مجرى نتائج تلك المواجهات ونيل النصر .
وكان حضور الشهيد القائد ابو مهدي المهندس راية نصر على خطوط المواجهة بين القوات الامنية العراقية والحشد الشعبي من جهة وداعش الارهابي من جهة اخرى
طويت صفحة المواجهات بالنصر المبين وظلت تلك التضحيات العظيمة في ذاكرة العراقيين والعرب الشرفاء قيم البطولة وهم يتذكرون التضحيات التي قدمها رفاق الدرب الشهيدين المهندس وسليماني بعد ان امتزجت دماءهم بامنية الشهادة، وكان استهدافهم غيلة وغدرا وتلك شيمة الجبناء والمهزومين .
نحن مدينون للقادة الشهداء وجميع شهداء العراق والأمة الإسلامية بنعمة الاستقرار والنصر وسيبقون راية خفاقة وتاريخ مشرف من التضحية والشهادة والنصر.