الشعر و الأدب الموريتاني مع الشاعر الدكتور خالد عبدالودود على مائدة الغجر

     

    السعودية – زهير بن جمعه الغزال

    موريتانيا أرض المليون شاعر تلك هي الفكرة التي انطبعت في أذهان الكثيرين عن موريتانيا بل ربما صارت حقيقة لا تقبل المجادلة والطعون لدى آخرين، وهي التي أعطتها الشهرة التي طارت بها في الآفاق، فقد كان الموريتانيون متشبثين بالشعر أكثر من غيره حيث كان الفن الأول عندهم بحكم أن أغلب سكان البلاد من متذوقيه وناظميه وكان فوق ذلك الوعاء السهل للموريتانيين الأوائل لحفظ العلوم الشرعية واللغوية، وليس اهتمام الموريتانيين بالشعر نابعا من فراغ بل فرضته ظروف الشفاهية للمجتمع البدوي القديم الذي كان الشعر وسيلته المثلى لحفظ المتون والعلوم الشرعية والفتوى نظرا لانعدام وسائل أخرى في ذلك الوقت.

    ولم يكن الأدب الموريتاني أدبا متحجرا منغلقا ومنكفئا على ذاته بل كان منفعلا متأثرا بأمواج النهضة العربية التي دبت في العالم العربي وما أفرزته من تيارات أدبية جديدة كان لها الفضل في إعادة صياغة الأدب العربي، وما انطوت عليه من فنون أدبية جديدة على الثقافة الأدبية العربية

    سيرة ذاتية
    الإسم خالد عبد الودود
    تاريخ الميلاد 27/12/1985 نواكشوط/ موريتانيا
    1999 الإجازة في حفظ القرآن الكريم ودراسة بعض مختصرات الفقه واللغة العربية
    2000 شهادة تم الدروس الابتدائية
    2005 شهادة البكالوريا العلمية العربية
    2006 دبلوم اللسانيات قسم اللغة الفرنسي معهد عميروش/ الجزائر
    2013 دكتوراه جراحه الفم والأسنان كلية طب جامعة وهران
    2015 دبلوم إدارة المشاريع الثقافية مركز رؤية للدراسات الثقافية
    2015 مشاركة في الموسم السادس من أمير الشعراء
    2016 تكريم من المؤتمر الدولي الأول لطب الأسنان نواكشوط
    2018 تكريم من دائرة الثقافة في ملتقى الشعر الموريتاني بالشارقة/ الإمارات العربية المتحدة
    2019 نشر ديوان إيقاع غجري عن دائرة الثقافة بالشارقة
    2022 ديوان آخر تحت الطبع
    2023 تكريم مهرجان نواكشوط للشعر العربي
    2024 مشاركة في مهرجان الشارقة للشعر العربي
    لكل شاعر امتداد ونقطة ميلاد وسطوع، هل كان في مسقط رأسك أو محيطك أو في عائلتك من كنت له امتدادًا وحاملًا لإرث المشاعر لتكون الشاعرَ الذي أنت عليه الآن؟

    بادئ ذي بدء، أشكرك بشدة على استضافتي في هذا الحوار وأنا سعيد جدًا بأن يحاورني قامة وقِيمة إعلامية سعودية وعربية كبيرة بحجم الأستاذ زهير الغزال، إنَّ هذه النافذة الإعلامية التي يفتحها لي سعوديٌّ وعربيٌّ تعطيني دَفعة جديدة أحتاجها للوصول لعيون وقلوب ملايين العرب
    أمَّا بخصوص السؤال، فمنطقة ميلادي الطبيعي هي حي الميناء العريق بالعاصمة الموريتانية، ولكن الميلاد الحقيقي للشاعر كان بدفء أحضان أمّ وأب مولعان بالشعر ويستشهدان بروائع الأمثال والحِكم في حديثهما اليومي البسيط، وكذلك الأمر لأغلب أبناء بلدي الذي أنتمي له بكل فخر واعتزاز

    ما الذي يحدوك لتحاكي مخاض الشعر هل الإيقاع أم موسيقى الشعر أم كليهما؟

    مخاض الشعر عسير جدا؛ لكن الموسيقى هي إحدى أهم المحفزات المساعِدة على مخاض كهذا، بالإضافة لعوامل أخرى
    ومن التناقضات المُحيّرة أن الإيقاع يفعل نفس الأثر الذي يصنعه الصمتُ والهدوء، فالنقيضان كرسائل الإلهام ونفثات الروح تصدر عن مشكاة واحدة وتُرشد لمَسار من النور البهي واحد

    عندما تأتيك ربَّةُ الشعر هل تعبر كتابتك عن رسالتك أم مشاعرك فقط على قالب شعري؟

    كلاهما؛ فأنا أكتب شعوري ومشاعري، لكن هذه المشاعر تتجسد أحيانًا على هيئة رسالة من نوع ما، ومرة على شكل بيان سياسي، أو رسالة حب، أو تخليد موقف، او حتى كتابة عن الناس والحياة والرؤى والآراء… أنا أكتب الشعر لكي أتنفس أوَّلا، هذه أنانيّة من نوع آخر فلا يمكنني الفصل بين ما يتجذر في نفسي من أنَّ كل كلمة أكتبها هي أنا، وبين كونها رسالة يجوب معناها في مشاعر المتلقين أنا أكتب ثم بعد ذلك أترك للآخرين حرية التأويل والتصنيف والإعجاب والسخط، المهم أن أتنفس حتى لا أختنق

    هل تنتمي لمدرسة شعرية معينة أو ثمة تصنيف لميولك الشعري؟

    أنا بشكل ما ضد الانتماءات بكل أشكالها، الشعر أكبر وأوسع من أن يقسمه النقاد إلى مدارس، وإذا كان لابد من التصنيف فالشعر مذاهب أوْلى بأن يكون مذاهب شعرية، أما أنا فلا أستطيع تصنيف كتاباتي “مذاهبي” الأدبية، فهذا تخصص النقاد والباحثين، أنا مؤمن فقط بأن الرومانسية إطار رائع يستطيع حفظ كل الصور الشعرية مهما كانت ثورية القصيدة أو غضبها أو حزنها أو روحانيتها فالرومانسية تستطيع استيعاب كل ذلك، وتشذيبه والتربيت على كتف المتلقي

    للشاعر ميل نظمي معين أو يسكب على قالب شعري معين، فهل يقودك الوزن والبحر والقافية أم هي راحلتك الإبداعية تقودها على الطريق؟

    أنا مقتنع بأن قصيدة الشطرين مازالت تتربع باطمئنان على عرش الأشكال البصرية للشعر العربي، لكن للأشكال الأخرى جمالياتها وقدرتها على إثارة الدهشة وإيصال الرسائل
    أنا لا اختار البحر او الشكل العام للقصيدة فالكتابة ليست عملية تشيد هندسي جامد بالمسطرة والقلم
    القصيدة تقودني كما تفعل الأنثى الفاتنة الآسرة، وأنا أسير خلفها مغمض العينين، فالعملية الشعرية فنيّة محضة والفنون لا تُغتصَب ولا تُهندَس، وإنما توحِي بنفسِها للشاعر وهو ينثرها بأمانة على الورق ويوصلها إلى الناس من فوق المنابر

    ما هو الغرض الشعري الأقرب لنفسك الفخر، الحماسة، الغزل، أم أغراض معينة تحب أن تصيغ قصيدتك عليها؟

    هذه قوالب تقليدية لا تصلح القصيدةُ الحديثة للمرور عبرَها، أنا أستخدم هذه التصنيفات حين أتحدث أو أقرأ في قصائد ما قبل شوقي وحافظ إبراهيم وولد الشيخ سيديا، أما حين أكتب فأنا أعبّر عن حالة أو فكرة فقط، انا فقط أحاول زراعة وردة في بستان الشعر لا يهمني اختلاف الناس حول لونها، ولا تباين آرائهم حول أريجها ما يهمني هو اتفاق أكثرهم على جمالها وعلى طيب رائحتها فقط، المهم أن تكون وردة فوّاحة في بستان الشعر العربي تضيف جمالًا للمحسوس ورونقًا للشعور، فأنا يهمني جدًّا كون ما أكتبه يحلق في سماء القصيد طائرًا حرًّا تغريده يثير النفوس

    كيف ترى قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر؟ هل لك طريق لهذا النوع من الكتابة؟

    النثر لون أدبي عريق وله جمالياته الراسخة وهو الأكثر من ناحية الكم في تراثنا، ثم يليه الشعر؛ وظهور أشكال بصرية جديده للقصيدة هو مسألة طبيعية مع تقدم الزمن، وقصيدة التفعيلة مثال جميل على هذا التطور والتغيير الذي يحترم الحد الأدنى من قواعد وأساسيات القصيدة العربية وهي الموسيقى والوزن والمعنى والانسيابية، أما ما يسمى بقصيدة النثر فموقفي منها رافض متطرف جدًّا، وسيثير عليَّ الكثير من النقاد، لكن من الجميل احترام الرأي الآخر …..
    فقصيدة النثر لا تحترم الحد الأدنى من معيارية الشعر العربي، وأراها إرباكا لا أستطيع وصفه بالبريء للثنائية الأدبية الأقدم في تاريخنا الثقافي العربي وهي ثنائية الشعر والنثر، والقصيدة النثرية هي محاولة لخلق جنس أدبي مشوّه؛ يتماشى مع الجنون البشري الساعي لإقرار وفرض جنس بشري ثالث يسمى “المثليين”!
    ولي اعتقادي الخاص أن اسمها يكفي لرفضها، فثمة تناقض صارخ في عبارة القصيدة النثرية، وأنا أسميها “القصيدة المِثليّة”! وأرى أنها أحد أهم أسباب تكاثر الشعراء الرديئين، فهي سُلّم مناسب لتسلق جدار الشعرية بشكل سطحي حتى ولو لم يمتلك صاحبها مثقال ذرة من الموهبة أو القريحة الشعرية

    ما الذي يحرك فيك الوجدان الشعري لتكتب قصيدتك هل هو الموقف أو الهمُّ الذاتي الثائر بداخلك؟

    الهم الذاتي واختمار المشاعر البشرية يشكلان العامل الرئيس فيما أكتب ثم بعد ذلك تأتي المواقف، فالمواقف هي نحنُ، وما نحن عليه أيضًا، حزننا فرحنا ضحكات أطفالنا وعرق البسطاء في الشوارع، بمعنى أن كل موقف لم يعبر عنه شعريًا هو شخص مات مِنا ودُفِن فينا
    فصمتُ الشاعر تجاه الحياة ومواقفها يجعل قلبه مقبرة كبيرة لنبضات شعرية سُكِت عنها، ولا أحد يستطيع طويلا العيش مُحمّلا بآلاف النعوش التي لا شواهد لها.

    إلى أي مدى تقودك القصيدة الفصيحة هل تعبر عنك بشكل جيد أم تجد جمهورك أو الفئة المستهدفة لهذه القصيدة تأخذك فتنساق لتصنع ما يريدون منك؟

    سؤال خطير وفي قمة الذكاء أهنئك على طرحه؛ فهنا يتعلق الأمر بوزن الشاعر وقيمته الجوهرية لا بمدى إعجاب الناس بما يقول
    فإذا كنت شاعر بوزن الريشة فسأظل تطيرني أهواءُ الجماهير وتتلقفني ريح الإعجاب وتصفيقات الناس، فأكتب ما يثير الإعجاب وليس بالضرورة ما يعبّر عني، وهذا الفخ وقعَ فيه الكثيرون والخروج منه صعب كالخروج من المتاهة فضلًا عن كونه أمرًا مرهقًا إن لم يكن مُعَذِّبًا فإرضاء الناس بالفعل غاية لا تُدرك
    أما “الشاعر الوازِن” فهو الذي يعبر بتجرد تام عن الفكرة التي يريد ويطرق الموضوع الذي يشغله بلغة شعرية عالية تجعل الجمهور يتبعه ويعيش معه تلك المشاعر عبر الحروف، حينها سيصفق الجمهور بإعجاب وعنْ وَعي وهذا ما يجب على الشاعر
    ولنفسي فأنا أتمنى أن أكون من النوع الأخير، وألا أجدني يوما أسيرًا لما يطلبه الجمهور

    هل شعراء المعلقات لهم أثر ما عليك؟

    جدا جدا، وبكل تأكيد فهؤلاء الفحول الأكابر نبراس يستضاء بهم ولا يوجد شاعر لم يتأثر بهم على مجرى التاريخ فهم أهل الوزن والقافية و
    لا أعتقد ان ثمة شاعر جادّ لم يتأثر بشعراء المعلقات، هؤلاء هم حروف الأبجدية الشعرية، ونحن لهم تبَع، مهما تطورت لغتُنا وصورنا وأغراضنا الشعرية، فهؤلاء هم الأساس الذي شيد عليها صرح القصيدة ونحن إذا ندَّعي انتماءنا لهم فإنما عيال عليهم وفروع لشجرتهم السامقة.

    هل تجد وجودك في مثل هذا المهرجان صلة بالرسالة الإنسانية التي حكمت قصيدتك ومفرداتك وتكون بها أثر تفاعلك مع الحدث؟

    هذه فرصة لأقول: أنَّ هذا المهرجان أصبح اليوم هو أكبر مهرجان للشعر العربي؛ وهو بصمة خالدة من بصمات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد الإماراتي وحاكم إمارة الشارقة التي تنفع الناس وتمكث في الأرض
    ووجودي في هذا العرس الثقافي إلى جانب أصدقاء شعراء ونقاد وصحفيين من جميع الدول العربية وبعض الدول الأفريقية هو أثر من أثر الحروف في نفوس القائمين على خدمة الشعر العربي، وفرصة نادرة للتعارف تلاقح المعارف الشعرية واكتشاف مواهب عربية نادرة جدا طالما كانت مخبأة لا يعرف الناس عنها شيئًا.

    ماذا تعني لك المقاطع الشعرية لحظة الإلقاء الشعري حين نتحدث عن المطلع للقصيدة المبتكرة بعيدًا عن عادة الشعراء في استهلال قصائدهم؟

    ج/ هي فكرة مبتكرة جميلة، وهي مثل المقبّلات التي تفتح شهية المُتلقّي للوجبة/القصيدة الرئيسة، ولاحظتُ أن هذه الاستهلالات تأتي أحيانا بمقاطع أجمل وأعمق من القصيدة نفسها، ربما يعود ذلك لإيجاز الاستهلال وطول القصيدة وتوفيق الشاعر في اختيار مقاطعة الاستهلالية؛ فهي إما أن تفتح لك قلوب مصغية وتخلق لك أسماعًا منتشية أو تجعل الحاضرون في حالة تثاؤب ينظرون إلى ساعاتهم.

    هل القافية في وقتنا الحالي مجال لدهشة المستمع ولفت انتباه الشعراء حين يقدم شاعر متمكن قافية نادرة أو ذات إيقاع جديد الحبكة؟

    لا أعتقد أنَّ ثمة قافية غير مطروقة في الشعر العربي، لكن البعض أحيانًا يشد الانتباه بتوظيف الحروف بشكل جديد في خلق موسيقى قافية مميزة
    لكن الإبداع وإثارة الاندهاش يكون حين يأتي الشاعر بقافية مستهلَكَة ويُبدع بتقديمها في قصيدة استثنائية تغتال النمطية والاجترار. كأن أقدم لك وجبةً دسمة أنت معتاد على تناولها؛ ولكن بمجرد أن يتذوقها لسانك تشعر أنك تأكلها لأول مرة في حياتك من فرط ما تجد فيها من لذة وتجديد.

    هل تعتبر النمط الكلاسيكي للقصيدة العمودية نمطًا مستهلكًا ومجرد قالب يركب عليه الشاعر أم أن الحداثة والتجديد أخذ مأخذ فيها؟

    القصيدة العمودية هي الأساس، وهي الكعبة المقدسة التي لا يصح حجٌ شعري دون الطواف بها
    وبالنسبة لي لا يكون تقييم اي شاعر سوى من خلال شعره العمودي، أما القافزين إلى الشعرية من قوارب النثر والتفعيلة فقط فهؤلاء لا يُعول عليهم؛ إنَّ القصيدة العمودية تحتفظ بجماليتها وروعتها، ومهما تقادم الزمن فسيظل فيها مكانٌ صالح لبذور شعرية جديدة وفيها مناجم شعرية باقية تحتاج فقط، لشاعر يُحسِن التنقيب ويحترف الحفر عميقا في طبقاتها

    هل لديك قصائد قمت بكتابتها خاصة مواكبةً لحدث المهرجان خصيصًا هذا العام؟
    ج/ هذا المهرجان الرائع يستحق ان يُكتَب له وعنه، فمهرجان بهذا الحجم وهذه الإشراقة التي تطل بالنور على ساحة الأدب العربي يستحق أن تكتب في دواوين؛ ولكن للأسف لم يكن الوقت كافيًا لكتابة قصيدة خاصة به هذه المرة ولكن إن شاء الله في مرات قادمة.

    يقال أنَّ لكل شاعر طقوس معينة للكتابة واستحضار الإلهام فهل لك طقس خاص يمكن أن تكشفه للقراء لبناء قصيدة؟

    القصيدة جِنِيّة حسناء تأتي من أرض غير مأهولة تعيش فيها بمفردها ولا تستأذن للدخول؛ إنها تقتحم عليك كياني، وتركب معي في الحافلة، وتلوّح لي من بين الأشجار، وتُطِلّ أحيانا بوجهها بين الحضور في محفل كبير، فترها في الوجوه الحاضرة والغائبة؛ لكنّ مرحلة سكبِها مدادًا على الورق تحتاج خلوة كخلوة العُبَّاد في صوامعهم، وأحيانا تحتاج ظهيرا من الموسيقى والفناجين، وكثيرا ما يقاطعني أحدُ الجالسين وأنا أطاردُ جُملة شعرية هاربة في الفراغ الممتدّ بيني وبينه وكأنها فراشة تأبى أن يسمك بها أحد ولكن لابد لي من اللحاق بها والإمساك بها قبل أن تودي بها الأيام فعمرها قصير.

    من هم أبرز الشعراء المعاصرين في رأيك وهل توجد قصائد ما تعتبرها معلقة هذا الزمن؟

    لكل زمان رجالاته العظماء من الشعراء، وأخشى أن أذكر بعضهم وأنسى البعض لكن في كل بلد عربي ثمة شعراء يستحقون الجلوس في الصف الأول وهذا دليل على أن معين الشعر لا ينضب وهناك قصائد كثيرة لا تقل شأنًا عن المعلقات، لكنها كتبت في زمن آخر فقط.

    الشواهد على العصر كثيرة هل توجد قصيدة فصحى حاليا شاهد على العصر؟

    نعم قصيدة نزار قباني “هوامش على دفتر النكسة” وقصيدته “أنا يا صديقة متعبٌ بعروبتي” وقصيدة أمل دنقل “لا تصالح” شاهدات بقوة على العصر، فهم أشبه بما يمكن أن نسميه ديوان أيام العرب في العصر الحديث.

    هل أمير الشعراء في زمننا الحالي يحمل صفة شعراء المعلقات؟

    لا.. لا وهذا ليس انتقاصُا من أحد؛ ولكن المعلقات لها سياقها الثقافي والزمني، ونحن اليوم لا نستطيع ربط لقب معيّن او مسابقة محدودة التأثير بقصائد تاريخية لازال مفعولها في الأذهان واللغة والأخلاق ساريا حتى اليوم أنا لا أحب فكرة المقارنة وإعادة قولبة الألقاب.

    هل الشاعر الفصيح مظلوم إعلاميًا وحضوريًا مقارنة بشعراء النبط والشعر الشعبي الأكثر تداول بين الناس؟

    من الطبيعي أن يصل الشاعر النبطي إلى “جمهوره العاميّ” أكثر من الشاعر الفصيح، لكن بالمقارنة يصل الشاعر الفضيح إلى “جمهور من النخبة” أكبر وعلى امتداد خريطة الوطن العربي، وهذه ليست عنصرية أو تحزُّبًا بالعكس فلولا اختلاف الأذواق لبارت السلع
    وبالتالي ليس هذا ظلمًا للشاعر بقدر ما هو جهل من الإعلام بأهمية وقيمة الفصيح لغويًّا وحضاريًّا وتاريخيًّا
    وهذه فرصة لأتمنى من الإعلام العربي الانفتاح على الشعر الفصيح وإعطائه مساحة تليق بقيمته وحجمه.

    شاركـنـا !
    
    التعليقات مغلقة.
    أخبار الساعة