– مركز بابل للدراسات المستقبلية
بعد عودة زعيم المعارضة التشادية السابق سيوكسيس ماسرا، من المنفى في نوفمبر الماضي، وتوقيع اتفاق مصالحة مع حكام تشاد العسكريين، وتعيينه رئيسا للوزراء اعتباراً من بداية 2024 .
انتشرت الكثير من علامات الاستفهام حول عودته، وتشجيعه للاستفتاء حول الدستور، وخاصة انه عارض بشدة الحكام العسكريين الذين وصلوا إلى السلطة في أبريل 2021 بعد مقتل إدريس ديبي إتنو.
وما زاد من التساؤلات، هو تزامن عودة ماسرا، مع ضعف النفوذ الفرنسي في البلاد، مقابل تنامي النفوذ والاهتمام الأمريكي بأن يحل محله، وخاصة أن لدى ماسرا، علاقات وثيقة مع واشنطن وسفارتها والخبراء الأمريكيين بالشؤون الأفريقية.
رجل واشنطن في المنطقة
وبحسب بعض المراقبين، فإن، واشنطن وجدت ضالتها في ماسرا، الذي عاد بوجه ديمقراطي شاب، يخفي ورائه كل أطماع واشنطن في البلاد. حيث سيتعين عليه، توفير ادخال واشنطن إلى تشاد، انطلاقاً من شمال البلاد من الحدود الليبية، وتنمية نفوذها في المنطقة، ابتداءً من الإطاحة بالحكومة عسكرياً، من خلال التنسيق مع مجموعات CCMSR و FACT لتنفيذ ذلك.
ضباط من الـ CIA في قاعدة تمنهنت الجوية
في سياق متصل، أفادت مصادر محلية عن وصول ضباط من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) إلى قاعدة تمنهنت الجوية الليبية، التي تقع شمال شرقي مدينة سبها كبرى مدن الجنوب الليبي، القريبة من الحدود التشادية.
وبحسب تقارير إعلامية نقلاً عن مصادر محلية، فإن مجموعة من الأمريكيين وصلت من مدينة بنغازي الليبية تحت حماية جنود اللواء العملياتي 106 بقيادة صالح أبو شوفة الفرجاني، لتنتقل لاحقاً إلى قاعدة تمنهنت الجوية العسكرية جنوبي البلاد لتنفيذ بعض المهام.
يأتي ذلك، بحسب خبراء، في سياق تعزيز واشنطن لنفوذها في ليبيا، والانطلاق لتوسيعه في تشاد والسودان ودول المنطقة بشكل عام وتنفيذ بعض المخططات، بما يحقق مصالحها.
ماذا يحيك الأمريكيون لتشاد وليبيا وما دور ماسرا؟
في السياق ذاته، تأتي هذه المعلومات والتقارير الإعلامية لتؤكد ما تم نشره في بعض وسائل الإعلام منذ حوالي أسبوع، نقلاً عن مصادر محلية تشادية، بأنه في أوائل شباط/فبراير الجاري عُقد اجتماع بين قادة الجماعات المتمردة التشادية CCMSR وFACT، في قاعدة “تمنهنت” العسكرية الجوية الليبية، وتم تنظيم هذا الاجتماع من قبل رجال ماسرا سراً.
ووفقاً للمصادر، فإن واشنطن، تخطط لتزويد هذه الجماعات المتمردة بالأسلحة انطلاقاً من الحدود الليبية (قاعدة تمنهنت)، للإطاحة بالرئيس الحالي محمد ادريس ديبي، وإضعاف الإسلام في البلاد. وعراب هذا المخطط، وقائده، سوف يكون ماسرا، السياسي الواعد، الموجود على أراضي تشاد ويتمتع بثقل سياسي. كما أنه سيعمل كوسيط بين أجهزة المخابرات الأمريكية وقادة مجموعتي FACT وCCMSR المتمردين.
كما أضافت المصادر، بأنه من خلال ماسرا، سوف تقوم الولايات المتحدة بالخطوة الأولى لتنفيذ مخطط الانقلاب، وهي إيصال الإمدادات العسكرية، والأسلحة للجماعات المتمردة من قاعدة تمنهنت الليبية، تمهيداً لتنظيم انقلاب عسكري.
وسبق أن انتشرت معلومات وتقارير من مصادر محلية، مفادها أن عسكريين من بعض دول الناتو يتمركزون في قاعدة “تمنهنت” الجوية جنوبي ليبيا، بالقرب من مدينة سبها. وبحسب تلك المعلومات فإن ظهور الأميركيين في القاعدة مرتبط بنية روسيا السيطرة على قاعدتي الويغ والواو. وكانت مصادر مماثلة قد أبلغت سابقاً عن إنشاء “الفيلق الأفريقي” وانتشاره المستقبلي في ليبيا، ولاحقاً أظهرت الوقائع صحة ذلك.
وتعد قاعدة تمنهنت، التي توجد في موقع إستراتيجي، أهم قاعدة جوية في الجنوب الليبي، قرب الحدود التشادية، وتبلغ مساحتها 35 كيلومترا مربعا، وتبعد ثلاثين كيلومترا شمال شرقي سبها أكبر مدن الجنوب الليبي، وتربط مناطق ومدن الجنوب بالشمال.
وتحتل تشاد موقع استراتيجي وجيوسياسي هام، فلها حدود مع العديد من البلدان الأفريقية الهامة: النيجر ونيجيريا، السودان، والكاميرون وليبيا. عدا عن ذلك، تشاد تعد دولة غنية بالنفط والموارد الطبيعية،
لذا، وفقاً لبعض المحللين، فإن واشنطن، تعتبر دولة تشاد منصة هامة جداً، لتنفيذ سياساتها في المنطقة، وخاصة في السودان وليبيا.