قال الدكتور حسيني أن جميع الباحثين عن الحرية والعدالة في العالم لديهم نقطة مشتركة وموقف واحد مشترك مع مُثُل الثورة الإسلامية وشعاراتها، واوضح نائب رئيس الجمهورية: كما وأدت صحوة وانتفاضة الشعب الإيراني الطغيان وتدخل العنجهية في بلدنا الحبيب، ستكوت صحوة وانتفاضة أمم العالم أيضاً انطلاقة القضاء على الظلم والاحتلال والتمييز، وتنوير الكتاب والناشطين الإعلاميين المستقلين له أثر ودور كبير في هذا المجال.
وقال الدكتور سيد محمد حسيني لدى لقائه مع الدكتور ميشيل كلون المؤلف والمؤرخ وصانع الوثائقيات وأستاذ القضايا الجيوسياسية والعمل الإعلامي وصاحب المواقف المشرفة ضد الفصل العنصري والقمع والسلطوية، وقال: أكد الامام الراحل منذ 60 عاما بالإضافة إلى مواجهة الاستبداد الداخلي على ضرورة مواجهة أمريكا والكيان الصهيوني، واليوم بعد 6 عقود تكشفت امام مرأى الأمم حقيقة مواقف وطبيعة أمريكا والمحتلين الصهاينة الشريرة.
واعتبر مساعد رئيس الجمهورية في شؤون مجلس الشورى أن أهم مقومات النظام الإسلامي هو جانبه الشعبي، وقال إنه بعد 45 عاما، ورغم كل الضغوط والهجمات العنيفة والمؤامرات والتهديدات والعقوبات القاسية، فإن الجمهورية الإسلامية مستمرة في السير على طريق الكرامة والشرف بقوة وغزم، وهي تتبوأ القمة بفضل دعم الشعب ومن المناسب أن يقدم هذا النموذج للعالم من قبل النخب والمفكرين وأساتذة الفن والإعلام.
ولفت الدكتور حسيني: إن صحوة الشعب الإيراني ووقوفه في وجه ظلم الحكام وعنجهيتهم، أفضت إلى تشكيل نظام سياسي يقوم على الاستقلال والحرية والعدالة والعقلانية والأخلاق والروحانية، وذلك على المستويات الوطنية والدولية، والهدف إحداث التغيير وإقناع ودعم الرأي العام، وعلى الناشطين الإعلاميين والكتاب الباحثين عن العدالة أن يلعبوا دوراً في هذا المجال.
ولفت إلى جزء من أعمال الدكتور كلون في فضح أكبر 10 أكاذيب للولايات المتحدة والتي كانت الأساس والذريعة للهجوم العسكري على فيتنام وغرينادا وبنما والعراق والصومال ويوغوسلافيا والبوسنة وأفغانستان وفنزويلا والإكوادور، واردف: تثير أمريكا أولا ادعاءات كاذبة من خلال خلق جو مثير للجدل ومشحون في وسائل الإعلام للتأثير على الرأي العام وجعل هذا الأساس النفسي مسوغ للهجوم العسكري والاحتلال، وهو ما ينبغي أن يفسر ويصف هذه الحقائق والتكتيكات للجميع.
وتطرق الدكتور حسيني إلى الإبادة الجماعية الصهيونية في غزة بدعم من أمريكا والدول التي تتشدق بحقوق الإنسان وقال: في مأساة غزة أظهر الناس في الدول الغربية بتجمعاتهم الحاشدة أن الضمير الإنساني يستيقظ، على عكس الحكومات، وهذا نتيجة سنوات من النضال والجهود التي بذلتها شخصيات مستقلة ومناضلة ومحبة للحرية، وفي حملة الحق والباطل، يعد الشعب الإيراني بلا تردد نصيرا جديا لشعوب العالم المضطهدة، وخاصة شعب فلسطين المنكوب، وتعلمنا من الإمام الخميني أن الدم ينتصر على السيف، وبالتأكيد فإن دماء الشعب الفلسطيني المظلوم ستصبح صفعة أساسية لتدمير الكيان الصهيوني.
كما قال الدكتور ميشيل كلون، الكاتب البلجيكي، في هذا اللقاء أنه على عكس الدعاية الإعلامية الغربية، فإن إيران بلد ديناميكي به أشخاص وشباب موهوبون ونشطون، لجعل الفتيات الإيرانيات يكتبن وعلى شكل صور وأفلام وثائقية وأبحاث. الأعمال تنقل الحقائق إلى شعوب أوروبا التي تقع تحت تأثير الهيمنة الإعلامية.
وقال الدكتور كلون أنه يواجه قيوداً في نشر كتبه حول دور أمريكا وإسرائيل في إشعال الحروب في مختلف دول العالم، وقال: رغم كل القيود إلا أنه حاول استخدام وسائل الإعلام وتوزيع الكتب عبر الإنترنت، وترجمتها إلى لغات مختلفة تجعل الشباب على دراية بالحقائق القائمة والتكتيكات الدعائية لمثيري الحروب.
وأكد: أعتقد أن أوروبا ليس لها طريق إلى الازدهار إلا إذا قطعت علاقتها مع أمريكا، واليوم، وبناء على أدلة لا يمكن إنكارها، فإن الإمبراطورية الأمريكية آخذة في التراجع، وهي تحاول اخفاء ذلك بشتى الطرق.
وقال هذا الكاتب البلجيكي أن الغرب يقدم صورة غير واقعية عن المجتمع الإيراني، وإيران ضعيفة في الحرب الإعلامية ويجب أن تكون أكثر نشاطا في هذا المجال وتلعب دورها بشكل جيد لكسر الأجواء الزائفة التي نشأت.
وأشار إلى فعل المنافقين في التهديد بقتله، فقال: كنت قد كتبت مقالاً في حق المنافقين، وبعد ذلك وصلني ظرف بداخله خرطوشة، وكتبوا أنهم لن يرسلوه في الظرف في المرة القادمة.
وفي هذا اللقاء أعلن هذا الناشط موافقته على ترجمة أعماله إلى اللغة الفارسية وأبدى رغبته في تقديم تجاربه الملموسة والموضوعية ضمن مجموعة الناشطين الإعلاميين والفضاء الافتراضي في الرحلات المقبلة كما ابدى رغبته بالكتابة حول الثورة الإسلامية ونضال الشعب الإيراني، و تجاوزات الغرب.