تقرير أعدته الإعلامية نادية الصبار – المغرب
في حضور السيد اندريه ازولاي مستشار صاحب الجلالة، أعطى الفنان والمايسترو هشام دينار مدير المهرجان ورئيس الجمعية الشبابية للفن الأصيل الإشارة لانطلاق أشغال المهرجان الدولي روح الثقافات في نسخته الثانية، اليوم الجمعة، ببيت الذاكرة بمدينة الصويرة.
أخذ الكلمة بداية هشام دينار الذي عبر عن سعادته بإجراء النسخة الثانية في موعدها كما وعد بذلك أصدقاء المهرجان وأصدقاء الصويرة، وأنه سعيد جدا بنجاح النسخة الأولى للمهرجان، نجاح قال عنه أنه باعث ومحفز لنسخة ثانية مبتكرة تستلهم من سابقتها.
وأضاف هشام دينار أنه سعيد أكثر بانخراط وشراكة قويين مع مؤسسة الثقافات الثلاث بمنطقة الأندلس بإسبانيا، انخراط له وزنه وثقله خاصة وأن السيد اندريه ازولاي حظي بشرف رئاستها إلى جانب السيد رئيس حكومة الأندلس بالدولة الإسبانية الشقيقة.
ذكر هشام دينار خلال كلمته بقيمة المدينة “الصويرة أو السويرة أو موكادور” التارخية والحضارية والروحية الضاربة في القدم والتي تأسست بقرار سلطاني للملك محمد بن عبد الله السلطان الشريف العلوي، حرصا منه على تحصين الثغور والمدن الساحلية الكبرى.
ولهذه الغاية كلف “تيودو كوني” بوضع تصميم هندسي للمدينة، ومنه جاءت تسمية “الصويرة” دلالة على المدينة المرسومة أو المصورة، المدينة التي يتناغم فيها المعمار الأوروبي بالأندلسي، والذي تعايشت فيها ديانات ثلاثة.
بعد الكلمة الترحيبية لمدير المهرجان؛ أخذ الكلمة بداية السيد عادل المالكي عامل صاحب الجلالة على إقليم الصويرة الذي عبر عن سعادته بأن تحتضن المدينة حدثا هاما مماثلا وأن يتم إطلاق أشغاله من فضاء بيت الذاكرة، الذي له أكثر من رمزية ودلالة، وما تدشين وزيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس لهذا الفضاء بداية سنة 2020 إلا تأكيدا لهذه الرمزية.
كما وقع زيارته العديد من الشخصيات العامة في كتابه الذهبي، -يقول المالكي- والذي يحتوي على شهادات حية عن السلام والعيش المشترك وقبول الاختلاف والآخر، وما النسخة الثانية للمهرجان الدولي روح الثقافات إلا شهادة حية على التعايش بين الديانات الثلاث والطوائف الدينية، والتي تنضاف للمسار والطريق الذي شقه لنفسه هشام دينار، يؤكد على ذلك عادل المالكي عامل صاحب الجلالة على إقليم الصويرة.
وفي كلمة له؛ قال السيد طارق عثماني عمدة مدينة الصويرة، بعد أن رحب بالحضور كل باسمه وصفته، أشار بداية إلى أن الصويرة مدينة الرباح، لكنها ليست دائما كما هي اليوم بقوة لم تشهدها الصويرة منذ عشرين عاما.
ثم واصل فقال، إنها مدينة الفنون والألوان والأهواء والروحانيات وصورة حقيقية للتعايش بين الأديان والطوائف، حيث يتجاور الكنيست والمسجد والمعبد والزوايا والطرق.. وكونها تحتضن مهرجانات روحية وازنة، فهذا أمر يثلج القلب ويجعلنا جميعا نفخر أنها شاهدة على التعايش والعيش المشترك.
فيما قال السيد إنريك ميلو الأمين العام للعمل الخارجي والاتحاد الأوروبي والتعاون لحكومة الأندلس؛ والذي وصف هذه اللحظة بأنها رسالة قوية إلى العالم، شاكرا الساهرين على هذه المبادرة التي تجمع اليهودي والمسيحي والمسلم والطوائف ومنها من حضرت من الأندلس ومن كتالونيا تحديدا.
كما أشار إلى أن الأندلس هي الأخرى تجمع بشكل أو بآخر ثقافات مختلفة واكثر من ديانة، ولا زالت المآثر شاهدة على الحضارات التي تعاقبت على الأندلس والتي تشهد على الغنى والتنوع، ثم التلاقح والتعايش الذي عرفته الأندلس.
كما شكر بالمناسبة السيد اندريه أزولاي الذي حظي بمنصب Loriat الذي تمنحه الدولة الإسبانية، وهو منصب مستحق لقامة سياسية ومدنية سامقة من وزن اندريه أزولاي.
فيما عبر السيد إنريكي أوجيدا سفير إسبانيا لدى المملكة المغربية عن سعادته الكبيرة كونه يتواجد داخل المملكة المغربية الشريفة، ويسعد أكثر بتواحده بمدينة الصويرة، مدينة الحوار، الطقوس والعادات والفنون الجميلة وفضاء حقيقي وشفاف للتعايش وقبول الآخر.
وشدد على أنه يعرف حق المعرفة روح الصويرة وروح الأصالة والعراقة وأنها ستظل الحاضرة العصرية الجميلة دون أن تفقد روحها الأصيلة.
وأضاف انها مدينة منفتحة، وما وجود كل هذا الكم الهائل من المشاركين من مختلف المرجعيات وكذا الديانات والطوائف من المغرب ومن إسبانيا والأندلس؛ إنما هو صورة حية تنضاف للسجل التاريخي الصويري الحافل.
ما شكر بالمناسبة كل من حجوا إلى موكادور ليشاركو اليوم تجربتها الإنسانية حول السلام والتعايش الإنساني.
وبعد كل هذه الكلمات الافتتاحية التي أثثت للحظة تاريخية ولوجه مشرف للمملكة عموما ووجه الصويرة خصوصا، جاءت كلمة السيد أندريه أزولاي مستشار جلالة الملك كمسك الختام لجلسة افتتاحية متميزة للنسخة الثانية للمهرجان الدولي روح الثقافات.
فبعد أن أفشى السلام ” السلام عليكم، شالوم” وجمعة طيبة على الجميع؛ رحب بجميع الحاضرين والحاضرات وبأصدقاء موكادور وأصدقاء المهرجان ومرتاديه.
ما فتئ السيد اندريه أزولاي يؤكد على أننا وجودنا اليوم بالحبيبة الصويرة؛ فرصة لتجسيد الروحانية العالية للمدينة، وأكيد أن هذه اللحظة التاريخية سابقة وعلامة فارقة على أن الصويرة كانت ولازالت مدينة جامعة مانعة لكل هذه المزايا الإنسانية النبيلة، يؤكد أزولاي.
وأضاف مستشار صاحب الجلالة: “فخور جدا لأنني انتمي لبلد مبادر، “Leadership” ، يسعى خلف الملك محمد السادس نحو السلام والتعايش وقبول الآخر، من أجل الرفاه الإنساني، في وقت؛ العالم من حولنا يغرق في الدماء والنزاعات”.
فعقدان من الزمن لمبادرة مماثلة التي لنا شرف الانخراط فيها وتمثيل دولتنا في المحافل الدولية، وفخورون جدا أننا ننطلق من الصويرة التي تجمع آلاف المسلمين ومئات من اليهود من المغرب وخارج المغرب، ” نجتمع وبكل بساطة لنكون معا”. يقول السيد أزولاي.
كما شدد ازولاي على أن ما تعيشه الصويرة اليوم رسالة للعالم ولا يمكن أن تكون في أي بقعة أخرى من العالم، ولم تكن لا بباريس ولا نيويورك وغيرها من الحواضر الكبرى ولكنها توجد هنا بالصويرة، وهذا ليس وليد اللحظة بل نتيجة تراكمات ولعهود من الزمن.
هذا وأشار السيد أزولاي لما يقع من حولنا والحرب الإسرائيلية الفلسطينية، قائلا ” لايجب أن نبقى صامتين ونريد أن نقول من هنا؛ من مدينة الصويرة، ومن هذا المقام، نرفض الدماء ونرفض القتل..”
كما اعتبر اندريه أزولاي أن اللقاء تجسيد للصمود والمقاومة التي علينا جميعا الانخراط فيها سعيا للسلام والتعايش من أجل كرامة الجميع.. مشددا على أنه لا توجد كرامة إنسانية بسرعتين أو بحدين.. هي الكرامة عينها وبسرعة واحدة لا أكثر”.
بل أكد على قوة اللحظه التي قال عنها: ” لا نتشاركها عبثا بل تدل على بصيص أمل نتمناه أن يعم بقاع الأرض”،
وأضاف : ” لدينا فكره لم نقم بها لحدود الساعة، الصويرة مدينة صوفية منذ عقود وحقب وجمعت لازمنة جماعات مسلمة ويهودية تعيش جنبا إلى جنب في سلام وتعايش وتآخي وتآلف، فالسلام لا يمكن أن يكون مجرد شعار”.
كما دعا مستشار جلالة الملك بآخر كلمته العالم لزيارة الصويرة ليروا بأم أعينهم أنها حقا مدينة سلام وتعايش.”