سلام جاسم الطائي
مدير مركز وطن للاعلام والدراسات الاستراتيجية
وسائل الإعلام بشتى أنواعها تودي دوراًكبيراً في تشكيل الوعي المجتمعي سواءً أكانت الرسالة سلبية أم إيجابية، فالإعلام سلاح ذو حدين، إما أن يسهم في تعزيز وترسيخ القيم والعادات الاجتماعية السليمة، وإما أن يكون معول هدم ٍلها ومن هذا المنطلق يقع على عاتق القائمين على الإعلام سواء كانوا تنفيذيين أو تشريعيين دور كبير في مراقبة ما يعرض في وسائل الإعلام أو ما يعرض على مواقع التواصل الاجتماعي والتي اصبحت هي من تتحكم بالثقافة الاجتماعية لدى الجمهور وسببت انحدار كبير في مستوى الاخلاق والقيم الاجتماعية .
حيث اصبحت هذه المنصات تؤدي دوراًرئيساً في تعزيز ونشر التفاهة والانحدار ، واصبحت ركناًأساسيّاًللتواصل السلبي اليومي واِستقبال المعلومات بالنسبة لكثير من الأشخاص في العالم وترويجها لذلك على الجهات المختصة تشديد العقوبات المفروضة على المحتويات
ومتابعة المروجين لها من تفاهات المجتمع حيث اصبحت المقاطع الهابطة تظهر وتنتشر وتحصل على مشاهدات كبيرة في مواقع التواصل الاجتماعي، بل ان بعضها ينتقل الى شبكات تواصل اخرى ليحصل على مشاهدات جديدة، ولم تكتف ِالمقاطع الهابطة بالانتشار المحلي بل انتقلت لدول اخرى . فواجب هذه الوسائل نحو المجتمع هو بنـاء وعـي جماهيري، وتوجيه المجتمع نحـو اِنتقاء المحتـوى الإيجـابي القيّـم والمفيـد، وتشـجيع أبنائه عـلى المشـاركة في تقديـم وتطويـر محتـوى متميـز، واسـتخدام المنصات الحديثة في إيجـاد مضامـين إعلاميـة مبتكرة، وذلـك بهـدف الضبـط الإعلامـي وبنـاء الـذوق العـام للمجتمـع والارتقـاء بمنظومـة القيـم والأخـلاق فيه فليس من المعقول ونحن مجتمع محافظ واسلامي يبقى معول التفاهة من الفنانات ومدعيات الثقافة هن َّمن يتحكمنَّ بعقول الشباب من كلا الجنسين وتصبح هذه النماذج التي تدعو الى الانحلال الاخلاقي وتسطيح ثقافة المجتمع وبدعم واسناد من جهات ومسؤولين يتطلب الامر تشكيل لجنة تأخذ على عاتقها متابعة الثراء الفاحش الذي وصلت اليها ما يطلق عليهن الفشنستات والبلوكرات واصحاب المنصات الابتزازية .
وهل من المعقول ان تبقى الحكومة تتفرج على هذا الانحدار الاخلاقي والفساد الاداري والمالي الذي يستخدم للابتزاز السياسي واستخدام الاموال لدعم هذه المنصات لتسقيط وابتزاز الاخرين ؟
لابد من اجراءات رقابية صارمة ورادعة لحماية المجتمع من هكذا نماذج تعد ادوات للحرب الناعمة ضد المجتمع الاسلامي ومبادئه وقيمه الاصيلة والتي ان استمرت بخططها وبدون رادع فانها ستكلفنا الكثير ومن اهمها تفتيت البنية الاجتماعية و الابتعاد كثيرا عن متبنياتنا الدينية والثقافية وتسطيح افكار شبابنا .
من هنا فإن استثمار مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف التخصصات أخذ يحمل أبعاداً شديدة التأثير من النواحي السلوكية، والوجدانية، والمعرفية، وباتت بحكم جاذبيتها، وتنوع أدواتها، وشمول محتواها، وسيلة مؤثرة لتعزيز الهيمنة الثقافية، والرقابة المجتمعية؛ أضف إلى ذلك، إحداثها تحوّلات نوعية في أنماط الحياة المعاشية ، وتغيير عادات الجمهور المستقبِل للرسالة الإعلامية لذلك علينا ان نكون حذرين من ادوات الحرب الناعمة والتي اصبحت اكثر فاعلية في مجتمعنا وسط اجراءات رادعة خجولة كون اغلب ا دوات المكافحة هي جزء من المشكلة والمروجين والداعمين لها