المندائيون في البصرة: لم نرشح أحداً للانتخابات لشعورنا بالإحباط
    وقال رئيس مجلس شؤون طائفة الصابئة المندائيين في البصرة سعد مجيد الزهيري في حديث صحفي، إن “المندائيين لم يدفعوا بمرشح من البصرة بسبب شعورهم باليأس والإحباط”، مبيناً أن “العديد من أبناء الطائفة رشحوا أنفسهم خلال الانتخابات السابقة لكنهم خسروا وذهبت أصوات ناخبيهم الى القوائم التي رشحوا ضمنها”.

     

    ولفت الزهيري الذي كان مرشحاً ضمن كتلة الأحرار في الانتخابات السابقة، الى أن “كل المؤشرات تفيد بعدم وجود رغبة حقيقة لدى المواطنين المندائيين في البصرة للمشاركة بكثافة في الانتخابات المقبلة”، مضيفاً أن “تغييب طائفتهم عن المشهد السياسي خلال الأعوام السابقة هو السبب وراء إنحسار رغبتهم بالمشاركة في الانتخابات كمرشحين أو ناخبين”.

     

    وأشار الزهيري الى أن “المندائيين من أبناء البصرة يطمحون الى الحصول على تمثيل في مجلس المحافظة أسوة بالطوائف المسيحية التي يوجد من يمثلها وفق نظام (الكوتا) الذي لم يشمل طائفتنا في انتخابات مجالس المحافظات”، معتبراً أن “مطلبنا هذا لن نتنازل عنه في جميع الأحوال، وسوف نطرق كل الأبواب ونطلب المساعدة من منظمة الأمم المتحدة”.

     

    ومن المقرر أن تسفر الانتخابات البرلمانية المقبلة عن فوز 25 مرشحاً على مستوى البصرة من أصل 792 مرشحاً، منهم 221 مرشحة، فيما يبلغ عدد الناخبين في المحافظة مليون و611 ألف ناخب أكثر من 75% منهم راجعوا واستلموا بطاقاتهم الانتخابية.

    بدوره، قال المتحدث باسم مجلس شؤون الطائفة في المحافظة لؤي الخميسي في حديث صحفي، إن “أبناء الطائفة في البصرة سوف يصوت من يرغب منهم بالمشاركة في الانتخابات لأربعة مرشحين مندائيين جميعهم من العاصمة بغداد”، موضحاً أن “قانون الانتخابات يتعامل مع مرشحي الأقليات الدينية وفق نظام الدائرة الانتخابية الواحدة، وبالتالي يحق للناخب المندائي البصري التصويت لمرشح مندائي من محافظة أخرى”.

     

    يذكر أن محافظة البصرة كان يسكنها آلاف المواطنين من أبناء طائفة الصابئة المندائيين، لكن غالبيتهم هاجروا في غضون الأعوام التي أعقبت عام 2003 لأسباب أمنية واقتصادية، والأسر المندائية المتبقية عددها لا يزيد عن 500 أسرة، معظمها تسكن وسط مدينة البصرة، في مناطق مثل الطويسة والحكيمية والعباسية والبريهة.

     

    وكانت الطائفة تمكنت من الظفر بمقعد في مجلس محافظة البصرة بدورته الأولى، وقد شغل المقعد الزعيم الديني السابق للطائفة الشيخ رعد كباشي الزهيري المولود في بغداد عام 1962، إلا أن الزهيري الذي إشتهر بإخلاصه ونزاهته اعتزل العمل السياسي عام 2006 ليتفرغ لإدارة شؤون الطائفة، ثم توفي اثر نوبة قلبية عام 2009، ولم يحصل أبناء الطائفة منذ ذلك الحين على أي تمثيل في مجلس المحافظة أو الحكومة المحلية بشكل عام، بل ولا أحد منهم يشغل منصب مدير عام، أو قاض أو ضابط برتبة رفيعة في الجيش.

     

    وتعتبر الديانة المندائية من أقدم الديانات الحية في العراق، وأول ديانة موحِدة في تاريخ البشرية، وبحسب مصادر تاريخية فإنها نشأت في جنوب العراق، ومازال أتباعها يعيشون في المحافظات الجنوبية، فضلاً عن إقليم الأحواز في إيران، كما يوجد الآلاف منهم في الولايات المتحدة ودول أوربية أبرزها النرويج واستراليا والسويد وهولندا، حيث هاجروا إليها واستقروا فيها في غضون العقدين الماضيين.

     

    وقد عرف عن الصابئة المندائيين عملهم في تجارة المجوهرات وصياغة الذهب والفضة، وكان أبناء هذه الطائفة يفرضون سيطرتهم التجارية بشكل شبه كامل على سوق تجارة الذهب في البصرة، لكن الأحوال تغيرت بوتيرة متسارعة بعد عام 2003، حيث فقد الكثير من الصاغة والتجار المندائيين محالهم ومعارضهم في السوق.
     
    شاركـنـا !
    
    التعليقات مغلقة.
    أخبار الساعة