مصادر ايرانية :المالكي يكتسح الشارع "الشیعي" بإصراره على حكومة "الأغلبية"
واعتبرت القناة ان خطابين سياسيين يتحدثان بلغة واضحة، في العراق، وسط الكثير من خطابات الكتل والاحزاب السياسية الغامضة والضبابية، وهما خطاب ائتلاف “دولة القانون”، وائتلاف “العربیة” التي یقودها صالح المطلق، نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات، والتي انشقت من القائمة العراقية السابقة بزعامة اياد علاوي، فهي واضحة في شعاراتها ومطالیبها ومتزنة في نقدها للآخر وللذات الطائفية والمناطقية أيضا، بحسب تقرير للكاتب علاء الرضائي نشرته قناة “العالم” الايرانية على موقعها.
وبحسب الكاتب فان “الاهم هو ائتلاف دولة القانون، الذي استطاع في هذه الدورة الانتخابية ان يطرح نفسه المدافع الوحيد و الرئيس عن المكون الاكبر في العراق.. فجاء خطابه واضحاً، معتدلاً غیر مستعدٍ للآخرين، و يركز على حقوق طائفته ضمن الحقوق العامة لكل طوائف الشعب العراقي، ويقدم صورة لما يراه في علاقة الطوائف مع بعضها وبالتحديد الطائفة الاكبر.. في حین ان الآخرين انتهجوا لغة طائفية مبطنة واستعدائیة بلفافات وطنية وقومية، او علمانية ليبرالية لا تخلق حالة من الطمأنينة لدى المتلقي”.
واعتبر الرضائي ان “خطابات الأغلبية غیر واضحة وعائمة، لم تستطع أحداث تيار شعبي لاستمالة الشارع العراقي او غالبیته نحوها”.
وضَرَبَ الكاتب الامثلة على ذلك بالقول “لو قمنا بتحلیل مضمون الخطاب الانتخابي للتیار الصدري المُمثّل في (الاحرار)، سنجده متناقضاً ومتخبطاً في مسألة الهوية والانتماء اولاً، وفي المحتوی ثانیا”.
وزاد في القول “مهما حاول هذا التيار التنصل من طائفيته وتأريخه في التدهور الطائفي، فأن فرقاءه في الجانب الآخر لن یقتنعوا بذلك، لان تاريخ التیار لا یسمح له بمثل هذا الخطاب.. لقد كان التیار مشاركاً أساسيا في الحرب الطائفیة التي شهدها العراق عامي 2006 – 2007، بل یفتخر احیاناً بانه استطاع الحفاظ على الهویة الشیعیة لمساحات واسعة من بغداد، بل ویشیّع بعضها ايضاً”.
واعتبر الكاتب في نفس الوقت ان “نفس الخطأ وقع فیه المجلس الأعلى من خلال تحالفه مع (متحدون) و (الاكراد) ضد (دولة القانون)، وحدیثه عن الشراكة مع الآخرین بعد سحب السلطة من رئیس الوزراء الحالي نوري المالكي”.
ووصف الرضائي خطاب قائمة “متحدون” بـ”العائم” و “غیر الحقیقي” مشيراً الى ان “هذا المكون يسعى الى قلب الطاولة في العملیة السیاسیة علی رؤوس شركائه، و یحاول الظهور بشكل آخر في اطار وطني وشمولي لكنه یعجز عن الایحاء به للآخرین، ما يثير اشمئزاز ابناء جلدته منه فضلا عن عدم قناعة الطرف المقابل به”.
ان الخطاب السياسي لائتلاف “العراقية” و”الوطنیة”، بحسب الكاتب، یبقی “ضبابیا غیر واضح المعالم، لان یتحدث عن صراع آخر علی الساحة، ومطالب لا تشكل الأولوية في العقل الجمعي لدى المكونات الرئيسة للعراق، في حین ان العناوین الكبری للصراع هي طائفية ومكوناتية”.
واعتبر الرضائي ان “رفع دولة القانون راية مواجهة الارهاب القادم بأبشع الصور الطائفية والمذهبية والمحتضن من قبل محافظات ومكون معين، وايضا المواجهة مع مطالبات المكونين الاخرين السنة العرب والاكراد، جعله یكسب الشارع الاقرب الی الشعور الطائفي منه الی اي شعور آخر، كما ان اعتداله ووضوحه وسوابقه في التعامل مع المكونات الأخرى، یمنح ابناء المكونات الأخرى نسبة عالیة من الاطمئنان الی ادائه، على قاعدة عدو عاقل افضل من صديق مجنون، خاصة وانه مدعوم بشكل وآخر بنفس الخطاب الذي تتبناه المرجعیة الدینیة في النجف الاشرف، لذلك سعى فرقاؤه داخل المذهب الى الايحاء للناخب ان المرجعية على مسافة من دولة القانون وان الحديث عن التغيير يستهدف المالكي وائتلافه.. فهو یدافع عن شیعیته ولكن لیست على حساب المكونات الاخری.. كما ان الذي ینظر الیه یشعر وكأنه الوحید الذي یحاول الحفاظ علی وحدة الصف التي یرید أغلب الآخرين تمزیقها”.
وقال رضائي “خطاب دولة القانون یعتمد علی شقین اساسیین في ایصال منظومة رؤاه، الاول التصریحات الرسمیة لرموزه السیاسیین وفي مقدمتهم رئیس الوزراء السید نوري المالكي الذي یصر علی الحدیث باسم العراق قاطبة، في ايحاء بليغ بأن العراق يعني المكون الشيعي والعكس.. لكن للائتلاف متحدثون آخرون یعبرون عن الروح الساریة فیه والاجواء التي یتنفس فیها.. وهذه یمثلها خطباء العدید من المنابر الحسینیة وبعض النواب المعروفین بوضوح مواقفهم مثل حنان الفتلاوي ویاسین مجید وعباس البیاتي وكمال الساعدي.. الامر الذي خلص قیادة الائتلاف من خطورة الحدیث بلغة طائفیة.. في حین ان هذا المشكل بقي كل من المجلس الاعلی والتیار الصدري یعانون منه، فهما يتحدثان بلغة غريبة عن قواعدهم والتركيبة الطائفية للعراق، وخاصة المجلس الاعلی.. فالمتحدث الرئیس والاوحد باسمه هو السید عمار الحكیم، الذي سيواجه المحاذير لو تحدث بلغة الناخب وبما يطمح الى القيام به لولا ان وسيلته الى كرسي رئاسة الوزراء هو التحالف مع الاكراد ومتحدون”.