محمد حمود- يرى محللون غربيون وإسرائيليون أن عملية طوفان الأقصى دفعت الكيان الصهيوني إلى الإصرار على إنهاء سيطرة حماس على غزة.
وبحسب هؤلاء المحللين، فقد أظهر التاريخ أن ما يحدث بعد انتهاء كل حرب مهم للغاية لتحقيق سلام دائم. لذلك، ومن أجل ضمان عدم تكرار حادثة مشابهة لعملية طوفان الأقصى، تعتزم إسرائيل وضع خطة لمرحلة ما بعد حرب غزة بالتعاون مع الولايات المتحدة وقوى إقليمية ودولية أخرى.
في هذه الخطة، إلى جانب الدول الأخرى، تم تحديد دور خاص لمصر، مما يوضح الأهمية الإقليمية لمصر ومصلحة البلاد في توفير الأمن المستقر. وينبغي أن تشمل أهم الأهداف الاستراتيجية لهذه الخطة ما يلي:
درء الهجمات المستقبلية من قبل حماس.
إغلاق دائرة الصراع بين الإسرائيليين وغزة.
تشكيل قوّة للقضاء على التطرف.
إنهاء دور حماس في غزة.
كسب الدعم الدولي لإنشاء بنية سياسية أمنية لمرحلة ما بعد حماس في غزة.
ووفقا لهؤلاء المحللين، فإن تحقيق مثل هذه الخطة يتطلب إنشاء مؤسسة أو سلطة متعددة الجنسيات (MNA)، تحت إشراف مجموعة الاتصال الدولية (ICG). وينبغي لهذه المنظمة المتعددة الجنسيات أن تدير غزة بشكل مؤقت وأن ترسي الأمن. وبالإضافة إلى ذلك، يجب إزالة سيطرة حماس على حكومة غزة والبدء في إعادة الإعمار المادي والاجتماعي في غزة وتوفير حياة أفضل لشعب غزة إلى جانب إسرائيل التي ستكون مُهيمنة على الوضع.
وفي الخطة المشار إليها لموازاة دور الدول الأخرى، تم تحديد دور لمصر، مما يوضح أهمية هذه الدولة في القضية الفلسطينية. ومن المتوقع في هذه الخطة أن توفر مصر الظروف اللازمة، بما في ذلك إنشاء البنية التحتية المناسبة لتنفيذ هذه الخطة، ودعم أنشطة السلطة المتعددة الجنسيات على أراضيها. كما تلتزم الحكومات الأخرى بمساعدة مصر في وضع الأساس لتنفيذ هذه الخطة، مثل المساعدة في تحسين البنية التحتية لمعبر رفح الحدودي وبندر العريش باعتبارهما أهم الأماكن لنقل المساعدات إلى غزة، وكذلك مراقبة الأنشطة والإجراءات في هذا المجال.
كما تتضمن الخطة المقترحة أن يكون معبر رفح الحدودي على الأرجح أهم قناة برية لدخول الإمدادات والمواد والمعدات المتعلقة بإعادة إعمار غزة. إن زيادة القدرة الاستيعابية والأمنية لمعبر رفح الحدودي ضرورة دولية لأسباب أمنية وإنسانية. وتظهر الأخبار والتحليلات أن دولاً أخرى تتجه إلى المشاركة في عملية المراقبة والتفتيش والسيطرة في معبر رفح بحجة مساعدة مصر وتمويل التطوير المنشود للمعبر المذكور. ومع تحقيق هذه القضية، ستتعاون مصر بشكل وثيق مع المنظمة المتعددة الجنسيات والكيان الصهيوني في تفتيش البضائع وفي مجموعة واسعة من الأنشطة المطلوبة التي ستجري عبر “معبر رفح”.
ما يحدث لا يمكن ترجمته سوى على أنه إطلاق يد مصر للسيطرة السياسية على مستقبل غزة. ومصر، كدولة عربية، مسؤولة عن السيطرة على غزة والحفاظ على أمن إسرائيل.