يطمح الإعلام الحكومي والأهلي إلى توسيع الدعاية وإيصال صوت المؤسسة إلى الفضاء الإعلامي حتى أصبح الإعلام الجزء الأكبر في عملية بناء ما يحيط بنا من محاولات لبناء حكومة أو دولة أو حتى حزب.
في الأيام الغابرة كانت الصحف والمنشورات هي عماد الإعلان ومن ثم الراديو حتى أتى التلفاز بألاعيبه العجيبة وتأثيره الساحر وسحب البساط من تحت جميع المؤثرات الأخرى.
واليوم من خلال تجربتي في الإعلام المرئي يحتاج جميع الإعلاميين إلى الصورة الفيديوية وفي وقتها المناسب من كل الجهات الحكومية وغير الحكومية، والكل يعاني من صعوبة الحصول على مصدر صوري، نظيف وواضح ومختصر وبجودة عالية كي يؤمن لشاشته صورا تدعم خبره وقصته بالصورة الأمثل.
ولكن ما الذي يحصل الان؟ هناك أخبار كثيرة، ولكن على شكل بيانات وتصريحات مسبوقة بالفخامات والسادات، دون ان تكون صالحة للنشر.
وواحد من اهم دروس الفيديو والتي تمنع الاستفادة منه، الكتابة بالخط العريض على الصور واستعمال الحركة البطيئة والفلاشات، وكأن الخبر عبارة عن أكشن لأفلام شبابية إضافة إلى توفر الأفلام بعد نشر الخبر بوقت طويل.
ولا أريد ان أسمي جهات معينة مدحا أو انتقادا، ولكن الأمر يحتاج إلى الانتباه إلى ضوابط متفق عليها حتى يتسنى للجميع الاستفادة منها، وهي استفادة متبادلة للطرفين، للطرف الأول صاحب الفعالية والطرف الثاني ناشر الفعالية، وأول هذه الأشياء هو توافر ما لا يقل عن دقيقة للخبر كي يكون كافيا ووافيا لتوصيل المعلومة وأن يكون بجودة عالية تناسب جودة البث للتلفاز وان يكون خاليا من التعليق بالكتابة ورفع اللوكو من التصوير.
وإذا أصر اعلام الجهات التي تقوم بالفعالية على الكتابة أو اللوكو فبإمكانه ان ينشر المادة الخام بعد تقطيعها للأعلام والمادة التي ينشرها على صفحاته بشكل مغاير، أي تكون مشفوعة بالكتابة والشروح وبذلك فهو يكسب دعاية مجانية تقوم بها الفضائيات، لأنها تحتاج الخبر في كل الأحوال.
والأمر الآخر يجب أن تصل الأفلام في وقتها المناسب، خاصة أن اغلب الجهات الحكومية تتوافر لديها أحدث الأجهزة، والتي تمكنه من إيصال فعالياتهم بدقة وسرعة عاليتين إلى وسائل الإعلام.
اما الحديث عن الذين يمتنعون من توفير الصور أو المقابلات، فذلك حديث آخر وتجربة أخرى وانسحبت من الجهات الحكومية إلى الأشخاص، كما يفعل بعضهم برفضه الظهور في الأخبار لأنه يفضل البرامج مع أن الأخبار توفر ظهورا عاجلا ومختصرا، يجعل المشاهد ينصت ولا يدير المحطة إلى أخرى.
أسوق كل هذه الملاحظات محتفظا بمواقف كبيرة لشخصيات إعلامية اجتهدت كثيرا، لتصحيح المسار الإعلامي وذلك لفهمها الصحيح والعلمي للتوصيل الإعلامي في وقته ودقته وإيجازه.