فقد شكلت تلك الدعايات بما فها من مكونات “كنزا” لمن يعرفون باسم “العتاكة” الذي يجمعون المخلفات والمواد القديمة (العتيقة)، بعرباتهم التي تجرها الحيوانات، ودراجاتهم المحورة (الستوتات) أو من خلال مركبات الحمل المتنوعة، ليعيدوا بيعها إلى متخصصين بالسكراب أو “معامل التدوير المتنوعة، وغيرها.
ويبدو أن حظر التجوال جزئياً على حركة المركبات، لم يمنع عشرات (العتاكة) من استغلال الموقف للحصول على حصتهم من “العرس الديمقراطي” والاستيلاء على أكبر عدد ممكن من هياكل الدعايات الانتخابية التي تضم “ثروة” من الحديد والخشب والبلاستك، قد يصل وزنها مئات الأطنان وإعادة “تدويرها” بمعرفتهم.
ويقول أبو سمير، الذي كان منهمكاً مع فريقه من الصبية، برفع مخلفات الدعايات الانتخابية في منطقة الكرادة، وسط العاصمة، وتجميعها في دراجته “الستوتة”، في ساعات الليل، وسط حظر تجوال لمركبات، في حديث صحفي، إن “الحاجة انتفت للدعايات الانتخابية وبات منظرها يشوه شوارع بغداد”، ويعد أن “رفعها وتجميعها من قبل فريقه يشكل عملاً حميداً يخلص العاصمة من التلوث ويسهم في انعاش الاقتصاد إذ يتم الاستفادة من مكونات تلك الدعايات في العديد من المجالات المفيدة”.
ويوضح “رئيس” فريق رفع الدعايات، أن “المكونات الحديدية والخشبية والبلاستيكية للدعايات الانتخابية تباع لأصحاب السكراب الذين يعرفون كيف يستفادون منها وإعادة تدويرها في أمور نافعة وبذلك تعم الفائدة لنا ولهم وللمجتمع أيضاً”.
ولم يكن أبو سمير وحده من هرع لجمع الدعايات الانتخابية من شوارع العاصمة وساحاتها العامة، إذ توزعت فرق عديدة أخرى للقيام بذلك على وفق ما يشبه “خطة منظمة” لتقاسم “الغنيمة الانتخابية الدسمة” بحسب المناطق، برغم الشجارات التي تنشب أحياناً بين “العتاكة” للاستحواذ على “حصة أكبر من الكعكة”، لاسيما أن بينهم من أسهم في وضعها ويعرف المناطق “الدسمة التي تتضمن المواد “الأكثر قيمة لاسيما الهياكل المعدنية الكبيرة”.
أمانة بغداد من جانبها، فوجئت باختفاء الكثير من الدعايات الانتخابية من الشوارع في “غمضة عين” وبعد ساعات معدودة من انتهاء الانتخابات، مما جنبها، إلى حد كبير، عناء القيام برفع تلك المخلفات.
ويقول المتحدث باسم أمانة بغداد، حكيم عبد الزهرة، في حديث صحفي، إن “غالبية الدعايات الانتخابية اختفت بصورة مفاجئة من شوارع العاصمة بعد وقت قليل من إغلاق صناديق الاقتراع”، مستبعداً “قيام المرشحين برفع دعاياتهم كما توجب تعليمات مفوضية الانتخابات وأمانة بغداد”.
ويضيف عبد الزهرة، أن “أمانة بغداد ستواصل عملها لإزالة ما تبقى من مخلفات الحملات الدعائية لتنظيف العاصمة منها”، ويؤكد أن هنالك “فرقاً خاصة شكلت لهذا الغرض”.
وكانت المفوضية العليا للانتخابات اعلنت ، امس الاربعاء، أن نسبة المشاركة في الاقتراع العام بعموم المحافظات العراقية بلغت 60%، وفيما اشارت الى مشاركة اكثر من 12 مليون ناخب في الاقتراع العام، كشف ان عدد المشاركين في انتخابات الخارج بلغ اكثر من 165 الف ناخب.
يذكر أن الانتخابات البرلمانية التي انتهت أمس الأربعاء،(الثلاثين من نيسان 2014)، شهدت تنافس 9032 مرشحا، منهم 6425 رجلاً و2607 امرأة، على 328 مقعداً، في حين بلغ عدد الناخبين المشمولين بالتصويت العام 20 مليونا و437 ألفاً و712 شخصاً، وبلغ عدد ناخبين المشمولين بالتصويت الخاص، مليوناً و23 ألفاً، إما الغيابي للمهجرين فهو 26 ألفاً و350، وبلغ عدد مراكز الاقتراع العام 8075 مركزاً ضمت 48 ألفاً و852 محطة، ووصل عدد وكلاء الكيانات السياسية أكثر من 100 ألف، إما المراقبون الدوليون فقد تم اعتماد 1249 منهم، فضلاً عن اعتماد 37 ألفاً و509 مراقباً محلياً، كما بلغ عدد الإعلاميين الدوليين 278، والمحليون 1915 إعلامياً.