أدارة الدولة ، والقيم النبيلة . سامي التميمي

     

    لاتحدثني عن تاريخك ، وحضارتك ، وعن بطولاتك ، ودينك ، وعن مذهبك وعقيدتك ، وعشيرتك ، وعائلتك ، كل ذلك نعرفه وموثق في الكتب وكله محط أحترام وتقدير .

    حدثني عن حاضرك ، ماذا تفكر ، وماذا تقرأ ، وتعمل ، وماهي خططك وبرامجك ، وماهي أبداعاتك ، وهل لديك أنجاز على الأرض ، خدمت به عائلتك وعشيرتك وعقيدتك ودينك وموقعك في العمل ، ووطنك ، بل الأنسانية جمعاء .

    وسوف تقول لي ، من لم يكن له تاريخ وحضارة ، ليس له حاضر ، أقول نعم هذا صحيح ، وأيضا محط أحترام وتقدير .

    ولكن هناك تجارب موجودة نشاهدها الأن سواء كانت فردية أو جماعية أو على مستوى دول وقارات ، لم تكن شيئا ً يذكر ، ولم تكن على الخريطة ، ولم يكن لها تاريخ ، ولاحضارة ، ولادين ولاعقيدة ، ولا كنها صنعت مجداً وعزا يليق بها .

    يقول الله في كتابه العزيز ( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) صدق الله العلي العظيم .

    بعض الحكام والملوك ووزارئهم ومسؤولي الدوائر والضباط في الأجهزة العسكرية والأمنية ، وعوائلهم ، لديهم قناعة وتصور خاطئ ، بأنهم مجاهدون ومناضلون وقد أضطهدوا بسبب الحقب الحاكمة السابقة ، فلذلك ، كل ماعليه الأن ، هو جاء بجهودهم وخبرتهم ، ولذلك ، فلايحق للشعب بالمطالبة بحقوقهم ، وللأسف بعض هؤلاء فاسدون ومرتشون ومبتزون ، ولاتنفع صلاتهم وصيامهم وحجهم وعمرتهم ولا التبرع للمؤسسات الخيرية . ولا المهرجانات والندوات وحضور المجالس الدينية والأجتماعية والسياسية والأعلامية ، لأنها مجرد دعاية وصور وهمية مزيفة ، لم يقتع بها الشعب .

    سيبقى الخلاف والتناقض موجود ، والفوارق الطبقية والبرجوازية تكون واضحة وعبارة عن قنبلة موقوتة وفي أي لحظة معرضة للأنفجار ، وستبقى الأنتفاضات والثورات مستمرة ، لأن الشعوب عادة لاتقبل بغير العدل والكرامة والعزة ، الترقيع والحلول الأنية والغير مدروسة والتي لاتعالج المشكلات الجذرية سيكون مصيرها الفشل .

    شاركـنـا !
    
    التعليقات مغلقة.
    أخبار الساعة