الأعلام ودوره السلبي على المجتمعات . سامي التميمي 

     

    لاتكمن خطورة الأعلام في أثارة الحروب والفتن والقتل والتشريد ، بل تؤسس لعداء ديني وعرقي ومذهبي وطائفي ومناطقي بل بين مجموعة كبيرة من الدول وتشكل محاور وتكتلات خطيرة كماقرأنا عنها في الكتب في التاريخ القديم والحديث .

    فكلما كان الأعلام المحيط بالسلطة الحاكمة قذر ، أوهم السلطة والشعب بمشاريع قذرة ، لايمكن الأنتهاء منها إلا بحروب طويلة . والعكس صحيح فهناك حكام لايقربون منهم إلا الأعلام القذر والمأجور ، لكي يمرر مشاريعه .

    وأصعب مرحلة هي تهيئة وتثقيف الأعلام لتمرير الأيدلوجيات والمشاريع مهما كانت .

     

    ليتنا أستخدمنا الأعلام لنصرة قضايانا العربية والإسلامية ، ليتنا أستخدمنا ونستخدمه لتثقيف وتعبئة مجتمعاتنا العربية والإسلامية ، في المحبة والتآخي والمودة والسلام ، ليتنا سخرناه لتقوية ودعم بعضنا البعض من خلال التعليم والخبرة والأبداع والسياحة والصناعة والزراعة والأقتصاد .

     

    ( الحجي جثير ، والجروح جبيرة ، ولاتنبشها ، خليها مستورة ) على گولة العراقيين ، مافعلتموه خلال السنوات الماضية كان مؤلم جداً ، للعراق ولكل الشعوب العربية ، للأسف بعض القنوات العربية والأسلامية ، كانت موغلة في التطرف والحقد والكراهية ، بل مشبوهة وتتخذ أجندات مدعومة من قبل حكام ودول ومخابرات أجنبية وعربية ، تمجد بكل طغاة العرب ، وتنتقم من الشعوب والأقليات والإديان والطوائف ، وكان هناك كثير من تلك القنوات ، دورها واضح وعلني تدعم الإرهاب وتمجد بالقتلة والمجرومون للقاعدة وداعش ، وكانت تبث الفرقة والنعرات الطائفية والمذهبية ، وتنعت الشهداء ( بالقتلى ) ، وتتفاخر بالأنتصار بالمفخخات والعبوات والهجوم على الأسواق والجوامع والمدارس والأجهزة الأمنية في العراق ولبنان وسوريا وليبيا واليمن وتونس ومصر .

     

    وكل تلك الأفلام والوثائق والحوارات والمؤتمرات والندوات المعادية للشعوب العربية ، هي كثيرة وموثقة ومحفوظة في مواقع التواصل الأجتماعي وفي اليوتيوب ، لاتستطيعون محوها ، وأن فعلتم ذلك ، فهي محفوظة في ذاكرة الناس ، ليتكم تراجعونها وتقولون لأنفسكم ، ماذا فعلنا بالناس كم هجرنا وقتلنا ودمرنا وخربنا .

    للأن هناك مخيمات للنازحين والمشردين ، وهناك لاجئون فروا الى الدول الأقليمية والعربية ودول أوروبا .

     

    ضرورة أن تتيقنوا ، بأن المجرم والخائن والعميل ، لاينتمي الى وطن ودين وطائفة وعشيرة ، فهو يمثل نفسه فقط ، وأذا كان هناك وفد ساقط وعميل وجبان من سنة العراق ، قد جلس مع شلة من المتآمرين والمطبعين والخونة والعملاء العرب ، فهذا لايعني بأن سنة العراق هم كلهم كذلك أو راضون عنهم ، فكل الشعب العراقي مع نصرة قضاياه العربية والمصيرية ، رغم أختلاف الأفكار والتوجهات والولاءات ، ليس الأن بل منذ أن تآمر العرب المتصهينين على فلسطين ، وهناك مقابر للأبطال العراقيين في بلدان المواجهة مع العدو ، وهناك وثائق تأريخية عسكرية وسياسية وأعلامية ، بل هناك آثار وبصمات ومنها مقبرة كبيرة في ( جنين ) تشهد لبطولات وملاحم العراقيين ، ليتكم زرتموها أو عملتم تقريراً وثائقياً عنها .

     

    ضرورة أن نقرأ و نتعلم بأن شعب العراق أجمع كان سباق في التبرع وتقديم التضحيات من أجل العرب وفلسطين كبيرة .

     

    فماذا قدم الحكام العرب للعراق وللعرب ولفلسطين غير الويلات والنكبات والهزائم والخذلان والعار .

    شاركـنـا !
    
    التعليقات مغلقة.
    أخبار الساعة