ولم يمض سوى 30 سنة على ذلك الاجتماع حتى أتى الرسول صلى الله عليه وسلم ليعلن للعالم أجمع أن (النساء شقائق الرجال) وليعلن (أن من سعادة ابن آدم المرأة الصالحة)، وليعلن (رفقا بالقوارير)، من قراءاتي البسيطة اكتشفت أن مكانة المرأة ودور المرأة في المجتمع كان أكبر بكثير أيام الرسول صلى الله عليه وسلم وأيام الصحابة عما هو عليه اليوم، فقد كانت المرأة أما وزوجة وعاملة ومجاهدة وتروي الأحاديث وتفتي في الدين بل وتدخل في السياسة وتساعد الحاكم وتشير عليه كما أشارت أم سلمة على الرسول بحلق رأسه يوم الحديبية وغيرها من الأمثلة كثير، فلماذا هذه الانتكاسة في هذا العصر؟ لقد همش دور المرأة اليوم لدرجة أن بعض الناس أصبح يتعامل مع اسم المرأة وكأنه عورة !..
فبعض الناس يطلقون على زوجاتهم (الأهل الله يكرمك) والآخرون (الحرمة الله يعزك) وآخرون (المرة) وآخرون )أم العيال) وقيل لي إن البعض في المغرب يقول (زوجتي حاشاك)، فلماذا؟ لماذا لا ينادي الرجل المرأة باسمها بين أصحابه؟ هل أصبح اسم المرأة عورة؟ آآآه يا رسول الله.. عندما سألك أحد الصحابة: من أحب الناس إليك يا رسول الله فقلت بملء فمك أمام الناس أجمع (عائشة)
لا أدري ما أصل الحرج من ذكر اسم الزوجة أو الأخت عند البعض ولا أدري ما الحكمة منه؟
يكفي النساء فخرا أن أول من اعتنق الدين الإسلامي على وجه الأرض امرأة (خديجة رضي الله عنها) وإني لأتعجب وأنبهر كلما تفكرت في تصرف الرسول صلى الله عليه وسلم عندما نزل فزعا خائفا من غار حراء بعد نزول الوحي لأول مرة فأين ذهب؟ لم يذهب إلى أعز أصدقائه أبي بكر ، ولم يذهب إلى عمه الذي رباه أبي طالب ، ولكنه ذهب وارتمى في أحضان زوجته خديجة ، أي زوج هذا؟ أي علاقة زوجية هذه؟ أي مكانة وثقة في المرأة أحسها وطبقها الرسول صلى الله عليه وسلم مع زوجته خديجة ،نحن أمة نفتخر بأن الذي ثبت رسولنا محمد وأعانه في شدته الأولى كانت امرأة ….نعم ونقولها بأعلى صوت …
يقال إن المرأة نصف المجتمع..ولكن حيث إن المرأة هي التي تربي النصف الآخر فأنا أقول أن المرأة هي كل المجتمع ، وأنا على إيمان ويقين بأن عزة الأمة الإسلامية لن تأتي إلا على يد أمهات أخلصن في أمومتهن فأنجبن لنا أمثال عمر بن عبد العزيز وصلاح الدين وغيرهما من الرجال…. اللهم أصلح نساء المسلمين واجعلهن خير أمهات لجيل النصر القادم بإذن الله…