توافق سعودي إيراني وراء المصالحات الميدانية في سوريا

    وتوقعت المعلومات أن يشهد لبنان إنفراجا في الأزمة الرئاسية نتيجة للاتصالات الإيرانية السعودية.

    وثمة عوامل ومؤشرات عدة غيرت شكل التعاطي السعودي مع الملف السوري، وأدت إلى تراجع حماس الرياض للحسم العسكري في سوريا، ويتمثل المؤشر الأول في إبعاد الأمير بندر الذي كان يقوم بدور كبير في تسليح المعارضة السورية المسلحة وتمادى في هذا المجال لدرجة التورط في تسليح جماعات مسلحة مرتبطة بالقاعدة، أما العامل أو المؤشر الثاني فيتمثل في تحقيق الجيش السوري تقدما ميدانيا في أكثر من موقع مما أغرى النظام بتنظيم انتخابات الرئاسة، والتي تأخذ شكلا تعدديا لأول مرة في تاريخ البلاد، وضمن أجواء احتفالية صاخبة لا تتناسب مع الظرف السوري العصيب.
    وفي هذا السياق، يشار إلى الامتنان السعودي غير المعلن للتعاون الاستخباراتي مع إيران وسوريا وحزب الله والذي نجح في ضبط خلايا تابعة للقاعدة في المملكة التي اعتبرت ذلك لفتة جديرة بالبناء عليها لطي أو تبريد بعض الملفات الساخنة.
    وفقا لما سبق، يمكن القول أن ثمة معطيات جديدة تؤسس لمناخ إقليمي مغاير يتجسد في التقارب السعودي الإيراني الذي سيكرس لمقاربات مختلفة في الملف السوري وكذلك العراقي والبحريني واليمني واللبناني.

    وتترقب الأوساط الزيارة التي ينتظر أن يقوم بها، منتصف الشهر المقبل، وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الى الرياض تلبية لدعوة رسمية من نظيره السعودي سعود الفيصل، وهذه الزيارة تعد تتويجا للاتصالات الاستخباراتية والديبلوماسية الصامتة بين طهران والرياض.

    وكان وزير الخارجية السعودي قد صرح في أيار/ مايو الجاري أن المملكة على استعداد “للتفاوض” مع جارتها إيران من أجل تحسين العلاقات بين الرياض وطهران.

    وكثف الرئيس الإيراني حسن روحاني “رسائل الأخوة” إلى الدول العربية في الخليج منذ انتخابه في حزيران/يونيو 2013.

    وفي كانون الأول/ديسمبر الماضي أطلق ظريف حملة تودد تجاه جيران إيران العرب في إطار جولة شملت أربع دول في المنطقة.

    شاركـنـا !
    
    التعليقات مغلقة.
    أخبار الساعة